حكوماتنا إذ تدير ظهرها للجنوب

حكوماتنا إذ تدير ظهرها للجنوب
د.بيتي السقرات
أخبار البلد -  
يتجمع شباب عاطلون عن العمل في الطفيلة،ويرشقون مقر المحافظة بالحجارة،لانهم بحاجة الى وظائف،فيتم تفريقهم .

تفرقوا،او لم يتفرقوا،فالمشكلة بقيت كما هي،وتفريقهم لايحل المشكلة،بل يزيد التوتر الاجتماعي،لان مثلهم كثيرون،في المحافظات على وجه التحديد،وخصوصاً،محافظات الجنوب،ومعها عجلون ومناطق الاغوار ومادبا،وتمتد المشكلة الى مناطق اخرى.

لايمكن اتهام العاطلين عن العمل بأي تهمة سياسية،او انهم ينفذون اجندات لاحد،فهذا واقع الناس الصعب جداً،اذ يتخرج عشرات الالاف سنويا ولايجدون وظائف،ويبحث اخرون عن اية اعمال فلا يجدونها،فيشتد الضيق بالناس.

مقابل هذا لنتأمل اثنين وعشرين مليار دينار في المصارف،لايحركها احد،ويدير معظم القطاع الخاص ظهره للبلد،ولاتجد مشروعا يساعد الناس في المحافظات،ولاتجد مبادرة للتخفيف عن اهلنا في كل مكان،وهذا مال اناني،يريد فقط ان يربح.

هناك ايضاً نزف وطني للمال،اذ يعمل في البلد مايزيد عن نصف مليون شخص،من الخارج،من المصريين والبنغال والهنود والاندونيسيين والفلبينيين في وظائف مختلفة،من الزراعة الى الحرف،وصولا الى مهن اخرى.

المال الاردني في الخارج ملف آخر،اذ لدينا مليارات لاتعد ولاتحصى لاردنيين في الخارج،بعضها سري ومخفي،وبعضها الاخر مال حلال ومعلن يتم استثماره في المغتربات،ولا أحد يشجع هذا المال على العودة الى الاردن،او الاستثمار فيه.

قد يخرج احدهم ليوجه اللوم لشباب الطفيلة لانهم غاضبون،وهذا كلام مردود ببساطة،فبدلا من لوم الناس،علينا ان نجد حلولا لهم،وان ُنؤمنهم بوظائف،وان تجترح الدولة حلولا جديدة،بدلا من شعارها القائل:العين بصيرة واليد قصيرة.

اذا كان الذين يعملون لايستفيدون شيئا من رواتبهم،لانها بالكاد تغطي ايجار البيت،وفواتير الوقود والكهرباء والخبز،فما بالنا بأولئك الذي لايعملون،واعدادهم الحقيقية اكبر بكثير من الاحصائيات الرسمية المعلنة.

من السهل تفريق مظاهرة هنا او هناك لعاطلين عن العمل،غير ان الاهم حل المشكلة جذريا،حتى لو ادى ذلك الى استدانة الدولة،حاليا،وتشغيل الالاف في المؤسسات الكبرى والبلديات،فوق الديون التي هي فيها.

الاختلالات الاقتصادية هي التي ادت الى هذا الحال،لان الضرائب على البنوك تم تخفيضها حتى يربح اصحاب الاسهم والاغنياء،على حساب الفقراء،ولان ضريبة الدخل،غير عادلة،ولايؤدي كثيرون حقوقهم تجاه بلدهم.

ادارة الظهر لاوجاع شعبنا،ادارة مؤلمة،فلا يمكن الاستمرار في الحديث عن الوضع الاقتصادي بمعزل عن الغضب الاجتماعي،ولابد من ايجاد حلول للناس بوسائل كثيرة،لان من حقهم ان يعيشوا في بلدهم حياة كريمة.

قصة الطفيلة تزداد تعقيدا،وعلينا ان نلاحظ ان علاقتها بالحكومات باتت قائمة على التنافر،خلال العامين الفائتين،وليس من مصلحة احد التعالي على الناس،ولابد من فتح العيون جيدا،باتجاه المناطق التي تعاني من الفقر والبطالة والضيق الاجتماعي ايضا.

مدن الجنوب عموما،مظلومة،وحكوماتنا المتعاقبة،ادارت ظهرها لهذه المناطق،والمشاريع التي اقيمت كانت محدودة،ولم تؤد الى اعمار هذه المناطق كما يجب،وهذا ملف كبير بحاجة الى ان تقف عنده الحكومة الحالية مطولا.

من السهل اتهام هذا او ذاك،بأن خلف غضبه،محرك سياسي،لكننا اذ نتطلع الى حال الناس،على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي،نعرف ان الاغلبية بحاجة الى حلول،فما بالنا والناس يواجهون رفعا للاسعار،وغلاء قاتلا يشتد يوما بعد يوم.
شريط الأخبار للتذكير.. غدا السبت دوام رسمي للمدارس الحكومية 350 يوما للعدوان.. مجازر بشعة في غزة والحدود اللبنانية تشتعل والكشف عن مخطط "البيجر" هل هواتفنا الذكية معرّضة للانفجار .. تقرير مفصّل هل يحضر نصر الله لعمل "من حيث لا يحتسبون؟".. قراءة في خطاب الأمين العام لحزب الله اللبناني قديروف يتّهم إيلون ماسك ب«تعطيل» سيارته «تسلا سايبرترك» عن بُعد تفاصيل 3 أحداث أفجعت الشارع الأردني خلال أسبوع أمطار متفرقة قادمة إلى الأردن.. تعرف على حالة الطقس وفيات يوم الجمعة 20-9-2024 إسرائيل تقصف 100 موقع بلبنان في ثاني موجة ضربات خلال ساعات تفاصيل جديدة حول جريمة قتل شاب والدته وشقيقته في الأردن جمعية البنوك توضح حول انعكاس تخفيض أسعار الفائدة على قروض الأردنيين منتدى الاستراتيجيات يدعو لإعادة النظر في الضريبة الخاصة على المركبات الكهربائية الأردن: إرسال من 120 إلى 140 شاحنة مساعدات أسبوعيا لغزة وسعي لرفع العدد هيئة الطيران المدني: لا تغيير على حركة الطيران بين عمّان وبيروت وزير الشباب الشديفات يلتقي الوزير الأسبق النابلسي البقاعي رئيسا لمجلس إدارة شركة مصفاة البترول الأردنية وزارة "الاقتصاد الرقمي" حائرة بين 079 و077: من الهناندة إلى السميرات! مقال محير يعيد ظهور الباشا حسين الحواتمة الى المشهد.. ما القصة البنك المركزي الأردني يقرر تخفيض أسعار الفائدة 50 نقطة أساس وصول طواقم المستشفى الميداني الأردني نابلس/4