من الوقوف دقيقة صمت وتنكيس الأعلام إلى إقامة القداديس، كرمت الجمهورية التشيكية أمس السبت ضحايا إطلاق النار الذي أودى بحياة 14 شخصا في جامعة في براغ ويعد أسوأ هجوم من هذا النوع تشهده البلاد. ووقف التشيكيون دقيقة صمت ظهر السبت، فيما قرعت أجراس الكنائس في هذه الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، بعد يومين على إطلاق طالب يبلغ من العمر 24 عاما النار على طلاب قبل انتحاره
وأدى الحادث لمقتل 14 شخصا، بينهم 13 عند حدوث إطلاق النار، وجرح 25 آخرون توفي أحدهم الجمعة متأثرا بإصابته
وهزت حادثة الجامعة كل أنحاء أوروبا. فقبل يوم من إجازة أعياد الميلاد، قام الشاب دايفيد كوزاك، وهو طالب بـ"جامعة تشارلز" في براغ، بالقيام بهجوم مسلح على جامعته، حيث حاول قتل أكبر عدد من الطلاب، قبل أن يقدم على الانتحار
وبعد المجزرة، كشفت صحيفة "تليغراف" Telegraph منشورات وُصفت بالـ"مفزعة" لكوزاك، على حسابه الشخصي بتطبيق "تليغرام". فقد كوزاك سجل "مذكراته" على قناته في "تليغرام"، وأبدى رغبته بالقيام بعملية قتل كبيرة. وكتب كوزاك: "أريد أن أقوم بهجوم مسلح على مدرسة وربما أقدم على الانتحار أيضا"
وأضاف الشاب: "لطالما أردت القتل، لطالما تصورت أنني سأكون شخصا مختلا بالمستقبل". وأقدم كوزاك على إطراء إلزناز غالايفيف، وهو شاب روسي اقتحم مدرسته السابقة وقتل 9 أشخاص في 2021. وقال كوزاك: "عندما قام إلزناز بالهجم، أدركت كم هو مريح أكثر أن تقوم بقتل جماعي على أن تقوم بقتل أفراد على حدة"
كما أظهر كوزاك حالة اضطراب كبير في إحدى منشوراته، عندما قال إنه يشعر بأن هناك "فراشات تحلق داخل أذنيه بشكل مستمر، مما يجعله يريد أن يقتلع أذنيه"
ومنذ الخميس، اعتقلت الشرطة أربعة أشخاص هددوا بتكرار الهجوم أو أبدوا تأييدهم له. وقال وزير الداخلية إن الشرطة ستتولى مراقبة بعض المواقع والمباني التعليمية حتى الأول من يناير على أقرب تقدير
وأكد قائد الشرطة مارتن فوندراشيك أن المهاجم الذي لا سوابق له، كانت لديه "ترسانة هائلة من الأسلحة والذخائر". وقال إن تفتيش مسرح الجريمة كان "أكبر تجربة مروعة" عاشها خلال 31 عاماً من عمله في القوة
وأضاف فوندراشيك أن الشرطة بدأت البحث عن الطالب حتى قبل إطلاق النار لأنه عُثر على جثة والده في قرية هوستون غرب العاصمة. كما أخبر الطالب صديقًا أنه يفكر في الانتحار في براغ
وفتشت الشرطة بعد ذلك مبنى في كلية الآداب كان يفترض أن يحضر القاتل فيه فصلا دراسيا لكنه توجه في نهاية الأمر إلى المبنى الرئيسي للجامعة القريب