عانت أسهم شركة Starbucks من سلسلة خسائر قياسية في الأسابيع الأخيرة، حيث أدى مزيج من المقاطعات وإضرابات الموظفين والترويج الفاتر للعطلات إلى تكبد السهم أطول سلسلة خسائر منذ إدراجه عام 1992.
وبدأت سلسلة الخسائر في 17 من نوفمبر الماضي ليتراجع بنحو 11% من ذروة 6 أشهر خلال 12 جلسة الممتدة من 17 من نوفمبر تشرين الثاني إلى 5 من ديسمبر كانون الأول، وفقدت الشركة 13.3 مليار دولار من قيمتها السوقية خلال هذه الفترة.
"مقاطعة" من الداعمين لإسرائيل
وبحسب Newsweek، فقد وجدت الشركة نفسها في مأزق بعد تغريدة من نقابة اتحاد عمال Starbucks، والتي تستخدم شعاراً شبيهاً لشعار الشركة ، معربة عن تضامنها مع الفلسطينيين.
مما أدى ، بحسب Starbucks ، إلى تهديدات ودعوات للمقاطعة من المتضامنين مع إسرائيل . كما زعمت الشركة أن آراء النقابة لها تأثير سلبي على سمعة Starbucks وعلى سلامة العاملين بها.
ونتيجة لذلك، فقد رفعت Starbucks دعوى قضائية ضد النقابة، متهمة إياها باستخدام اسم الشركة وشعارها في منشورات متضامنة مع فلسطين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى تنظيمها مسيرات في مُدن أميركية لدعم الفلسطينيين.
شعار نقابة اتحاد عمال Starbucks
وفي 16 من نوفمبر ، أي قبل يوم واحد من بدء هبوط السهم ، أضرب الآلاف من عمال الشركة في مئات المتاجر، احتجاجاً على عدم وجود عقدهم الأول على الرغم من حملة التنظيم المستمرة منذ عامين.
حملة مقاطعة من الدول العربية
ومن جهة أخرى، تعاني شركة Starbucks من وجودها ضمن حملة مقاطعة في الدول العربية ووضعها ضمن قائمة من الشركات والمنتجات العالمية التي يُزعم أنها تدعم الحكومة الإسرائيلية في حربها على غزة.
ومما لا شك فيه أن هذه المقاطعة سيكون لها أثر سلبي على مبيعات الشركات في هذه الدول، إلا أنه حتى هذه اللحظة لا يوجد تقييم حقيقي لحجم الأضرار، كما لم تتعرض أسهم هذه الشركات لخسائر مباشرة نتيجة هذه المقاطعة.
JPMorgan لديه رأي آخر حول انخفاض سهم Starbucks
كشف بنك JPMorgan Chase & Co أن تراجع السهم خلال الأسبوعين الماضيين جاء نتيجة المخاوف من "بيانات الصين البطيئة" واتجاهات المبيعات،
كما خفض البنك تقديراته لمبيعات Starbucks في الولايات المتحدة للربع الأول إلى نمو بنسبة 4% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
أما بالنسبة لشركة الأبحاث Wedbush Securities، فقد عزت انخفاض السهم إلى قلق المستثمرين من أن مبيعات Starbucks قد لا ترقى إلى مستوى التوقعات بعد بيانات تباطؤ الإنفاق عبر بطاقات الائتمان، واصفًا السهم بأنه أحد أكثر الأسهم حساسية لعلامات ضعف المستهلك.
إذاً، يبدو أن عملاق القهوة يعاني مزيجاً مُعقداً من المقاطعات المزدوجة والإضرابات والأزمات الاقتصادية.. فإلى أي مدى سيصل نزيف السهم، وهل ستواصل الشركة خسارة عُملائه؟