بمشهد لا يمكن للكاميرا أن تصمد أمامه بضع دقائق، تجلس أم وليد أمام فرن يلتهب داخله، تمسح بمنديلها العرق وهو يتصبب من وجهها، وتخرج الخبز بيديها المرهقتين.
تقول وهي منهكة من حرارة النار "أنا مريضة بالقلب، لا أتحمل الجلوس أمام الفرن والخبيز، لكني مضطرة كي أطعم وأشبع صغيري بالقليل من الطحين الذي نحصل عليه من فاعلي الخير".
وتضيف أم وليد "لا يوجد لدينا طحين أساسا، نخبز المتوفر الذي بالكاد يكفينا ليوم واحد فقط، فلا مخابز ولا كهرباء كي نرتاح قليلا من هذا التعب الكبير".
يلتف حول الفرن المصنوع من الطين هذا كثير من النساء اللواتي ينتظرن أدوارهن للخبيز. ويقول الشاب محمد يوسف الذي يحضّر الحطب والخشب ليوقد النار "لم يتوفر في أي مكان حطب يابس، الموجود هو أغصان الأشجار الخضراء صعبة الاشتعال".
ويعاني سكان القطاع من شح حاد في الوقود، بعد توقف محطة الكهرباء الوحيدة في غزة، جراء قصفها من طائرات الاحتلال الإسرائيلية في 11 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، الأمر الذي فاقم معاناة السكان واضطرهم للبحث عن موارد بديلة للطاقة.