ويحرم الجرحى من العلاج الأمثل في ظل هذا النقص. وخصصت الطواقم الطبية خياماً في مرافق المستشفى أمام أقسام الطوارئ، ويصنف المصابون بناءً على تقييمات أولية. في بعض الأحيان، يجري الأطباء عمليات صعبة في أقسام الطوارئ بسبب امتلاء غرف العمليات وعدم وجود أسِرة فارغة فيها، بحسب طبيب جراحة العظام في قسم الطوارئ في مستشفى خان يونس أحمد عبد الهادي. ويحرص الأطباء على توفير ما أمكن من معدات خلال العمل، مع السعي إلى ضمان ألا يؤدي ذلك إلى مضاعفات خطيرة للمريض.
ويقول عبد الهادي لـ "العربي الجديد": "أجرينا العديد من العمليات الجراحية لجرحى بمختلف أنواع الإصابات من دون تخدير، كونه غير متوفر بشكل كاف في المستشفى. وليس سهلاً على الطبيب رؤية المصاب يتألم، ولا يمكنه غير مواساته". يضيف أن "الطواقم الطبية تستقبل كل يوم أقارب لها من المصابين والشهداء".
ويشدد عبد الهادي على أن عدداً من الأطباء يزودون المرضى بمسكن للألم وخافض حرارة في حال حدوث أي مضاعفات، مع التأكيد على أخذ الأدوية عند الحاجة بسبب الكميات المحدودة. ويشير إلى حصول بعض المرضى على مضادات حيوية لمنع حدوث التهابات في الجروح. ويوضح أن تكثيف القصف الإسرائيلي مؤخراً على مدينتي خان يونس ورفح ووسط قطاع غزة وارتكابه المجازر وادعاءه أنها مناطق آمنة قبل قصفها، أدى إلى تفاقم أزمات الطواقم الطبية في مستشفيات
ويقول مدير عام مجمع الشفاء الطبي محمد ابو سلمية لـ "العربي الجديد": "تعجز طواقم الطب الشرعي والأدلة الجنائية عن تحديد مدى قوة هذه الأسلحة التي تصيب الفلسطينيين، والتي قد تكون غالبيتها محرمة دولياً. نعمل بما هو متاح. القطن غير متوفر في بعض الأقسام والمستشفيات، وتعمل الأقسام على تزويد بعضها البعض بما أمكن مع الحرص على عدم الإسراف في الكميات المتوفرة". يضيف أن الأطباء يعالجون المرضى وهم يتألمون.
من جهته، يقول رئيس قسم العظام بمستشفى الشفاء في غزة، عدنان البرش: "نستخدم القليل من المعقمات ومواد التخدير في بعض العمليات الصعبة". يضيف أن المستشفى يستقبل عدداً كبيراً من المصابين، ما يضطرهم إلى افتراش الأرض بين الأسرة داخل أقسام الطوارئ وفي ممرات المستشفى. ويوضح أن المستشفى يضم 12 غرفة عمليات فقط. وفي بعض الأوقات، يستقبل نحو 40 حالة دفعة واحدة، يحتاج جميعهم إلى عمليات فورية وسط نقص في المعدات، "نضطر أحياناً إلى استخدام زجاجة معقم واحدة لأكثر من مصاب مع الحرص على إغلاقها جيداً حتى لا تتلوث". ويضيف لـ "العربي الجديد": "نستخدم الحد الأدنى من المعقمات في بعض العمليات تجنباً لحدوث التهابات أو ما شابه. ما يحصل ربما تشهده فلسطين للمرة الأولى في تاريخها".