اخبار البلد- قال وزير السياحة والآثار نايف الفايز إن خسائر القطاع السياحي في المملكة للعام الماضي بلغت مليار دولار نتيجة الظروف السياسية التي تمر بها المنطقة منذ ما يزيد على عام.
وأضاف الفايز خلال تفقده اليوم الأحد الواقع السياحي في مدينة البترا، ولقائه الفعاليات السياحية فيها، أن الظروف السياسية الراهنة في المنطقة وتداعيات ما يسمى بالربيع العربي، أثرت بشكل كبير ومباشر على الحركة السياحية في المنطقة بأكملها ومن بينها الأردن.
وبين أن الفريق الاقتصادي في الحكومة يدرك تماما الظروف القاسية التي يمر فيها القطاع السياحي في الأردن، ويعمل كل ما بوسعه لتجنيب هذا القطاع الحيوي والمهم المزيد من الخسائر والمساعدة في تعافيه.
وأكد أن مدينة البترا وسمعتها السياحية في السوق العالمية ما تزال حاضرة بقوة ولم تشبها أي شائبة باعتبارها الوجهة السياحية الرئيسة في المنطقة مما يدعو إلى التفاؤل بالمستقبل، مشيرا في هذا الإطار إلى أن البترا ما تزال البوابة الرئيسة للسياحة الأردنية والمنتج السياحي الأردني.
وقال إن الأردن ورغم ما يشهده من حراك شعبي ما زال الأكثر أمنا واستقرارا في المنطقة بفضل وعي شعبه وأهله وقيادته رغم محاولات الإساءة المستمرة من قبل البعض لسمعته وإنجازاته.
وثمن الفايز دور أهالي البترا في المحافظة على المدينة وآثارها، مشيرا إلى الجهود التي يبذلها أبناء البترا للحفاظ على الموقع الأثري والارتقاء بالخدمات السياحية في المنطقة.
واعتبر ان الدور الذي تقوم به سلطة اقليم البترا التنموي السياحي يتوج الاهتمام الرسمي والحكومي بالبترا والحركة السياحية فيها.
وقدر الجهود الكبيرة التي تقوم بها سلطة اقليم البترا للمحافظة على هذا الارث الحضري والانساني المهم الى جانب حرصها على تطوير العملية والخدمات السياحية في المدينة الاثرية وكذلك رفدها بالمزيد من المقومات التي تسهم في تحسين الواقع السياحي فيها وتعميم الفائدة المرجوة من السياحة.
ونفى الفايز ان يكون هناك اي تداخل للصلاحيات بين الجهات المعنية بالعملية السياحية في البترا، مؤكدا ان سلطة اقليم البترا تعتبر المظلة لكافة الجهود الرسمية والشعبية الهادفة الى تطوير السياحة في المنطقة وتعزيز منافعها.
من جهته عرض رئيس مجلس مفوضي سلطة اقليم البترا التنموي السياحي المهندس محمد ابو الغنم الجهود الكبيرة التي تقوم بها السلطة لخدمة البترا ومنطقة الاقليم وابنائها من خلال المشاريع الخدمية الكبيرة والمتنوعة التي تنفذها في مختلف مناطق الاقليم.
واكد المهندس ابو الغنم ان سلطة اقليم البترا تعمل من خلال اذرعها المختلفة على الاهتمام بالعملية السياحية في البترا بمختلف جوانبها دون اهمال الجانب الخدمي الذي يسهم بدوره في تحسين نوعية الخدمات المقدمة للمواطنين والسياح على حد سواء.
وعرض رئيس مجلس مفوضي السلطة خلال اللقاء جملة من المشروعات الخدمية التي تقوم بها السلطة في مختلف المجالات وكذلك اوجه التعاون بينها وبين مؤسسات المجتمع المدني في المنطقة بهدف الارتقاء بالواقع السياحي فيها.
وقال ان السلطة تولي اهمية كبيرة للمجتمع المحلي في اقليم البترا باعتباره عنصرا مهما في تطوير العملية السياحية، مشيرا الى ان السلطة لم تتوانى في تقديم كافة اشكال الدعم للمجتمع ومؤسساته التطوعية والتعليمية والشبابية.
وعرض المهندس أبو الغنم عددا من المشروعات التي تنفذها السلطة في المنطقة وتشمل انشاء مركز متطور للزوار بكلفة تقدر بحوالي4 ملايين دينار ومركز للانذار المبكر من خطر الفيضانات ومركز الفرز البيئي للنفايات ومشروع الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية.
وتشمل المشروعات التي تعمل السلطة على تنفيذها في المنطفة بحسب المهندس ابو الغنم اعادة انشاء وتاهيل الطريق الخلفي للبترا بعد اخذ مختلف الموافقات الدولية والمحلية اللازمة وكذلك مشروعات اخرى لفتح وتعبيد الشوارع في جميع مناطق الاقليم ومشروع متنزه الوعيرة المطل على اثار البترا وغيرها من المشاريع الخدمية والبيئية المتنوعة.
من جهته اوضح النائب سامي الحسنات ان الواقع السياحي في البترا ورغم الجهود المبذولة لتطويره والارتقاء به ما زال بحاجة الى مزيد من الجهود وبخاصة فيما يتعلق بمعالجة بعض الظواهر السلبية داخل المحمية الاثرية الى جانب اتخاذ العديد من الاجراءات الادارية والتنظيمية داخل الموقع الاثري.
وثمن الحسنات الجهود التي تقوم بها سلطة اقليم البترا لخدمة البترا ومواطنيها وزوارها، داعيا الى منح السلطة استقلالا تاما لتمكينها من القيام بدورها على اكمل وجه.
من جهتها اكدت النائب اسماء الرواضية اهمية توزيع مكتسبات التنمية بشكل عادل على كافة مناطق وابناء الاقليم من خلال طرح مبادرات تمكن جميع ابناء الاقليم من الانخراط في العملية السياحية في الاقليم والاستفادة من عوائدها.
ودعت ايجاد اليات واساليب جديدة للترويج للبترا وجذب المزيد من السياح من مختلف دول العالم لزيارتها.
واستمع الفايز خلال اللقاء الذي حضره امين عام الوزارة السياحة عيسى قموه ومدير عام هيئة تنشيط الدكتور عبدالرزاق عربيات الى ابرز هموم وتطلعات القطاع السياحي في البترا وسبل تخفيف تداعيات الربيع العربي على الحركة السياحية في البترا والاردن بشكل عام.
واستمع الى مطالب الادلاء السياحيين العاملين في البترا واحتياجاتهم وسبل الارتقاء بمهنة الدلالة في القطاع السياحي.
وجال وزير السياحة خلال الزيارة على عدد من المشروعات التي تنفذها سلطة اقليم البترا فيما زار مدينة البترا الاثرية واطلع على سير العملية السياحية داخلها