أسرار ليلة القبض على الفاسدين
البرامكة هم عائلة ترجع أصولها الى جدهم الأول برمك المجوسي , وكان للبرامكة مكانة عالية في الدولة العباسية, حيث كان أحدهم مسؤولا عن تربية الرشيد ,اما زوجة أحدهم فقد ارضعت الخليفة هارون الرشيد ,وعلى الرغم من أن الرشيد كان يتوسم النجابة والرجاحة في عبدالله المأمون, ويقول ان فيه حزم المنصور ونسك المهدي وعزة الهادي , الا أنه قدم محمدا بن زبيدة على أخيه الاكبر المأمون ,حينما استدعى الرشيد الامراء وقادة الاجهزة الأمنية ودائرة الافتاء, وأشهدهم على قراره الخطير بمبايعة ابنه الثاني محمد الأمين ,وعقدت البيعة ,وتم تولية الأمين على بلاد الشام والعراق, وبإشراف أحد البرامكة, ولكن ما لبث البرامكة أن شابهم الندم حيال ذلك بعدما اشتد عود الأمين ,وظهور نفوذ أمه زبيدة ونقمتها على البرامكة, لما وصلوا اليه من نفوذ وهيمنة على مفاصل الدولة الرشيدية, وبدأت تسعى اتجاه الاطاحة بالنفوذ البرمكي لصالح النفوذ العربي, وأخذ الصراع يتفاقم بين العرب والفرس ,وبدأت الحراكات والمطالبات والاعتصامات , وازاء كل ذلك تم تصوير واقناع الرشيد أنه بمثابة العاجز أمام استبداد البرامكة وتحكمهم في مفاصل وشؤون الدولة, وبدأت التهم والمؤشرات تحوم حول صمته حيال ما يجري, وما لبث الرشيد إلا أن قرر الخلاص من أولئك البرامكة, ووضع حد لنفوذهم على الرغم من تأكده بأن الوقوف في وجه أولئك البرامكة لن يكون لا رحلة صيد ولا نزهه, بل سيكون أمرا معقدا ونتائجه مجهولة لما يتمتع به أولئك من مقومات القوة والنفوذ والأعوان والأنصار, ناهيك عن العلاقات والروابط الحميمة التي تربط الرشيد بهم ,ولكن ذكاء الرشيد وحرصه على ديمومة الدولة كان أقوى من ذلك ,حيث لجأ الى سياسة الكتمان واستخدام عنصر المباغته, وفي ليلة السبت أصدر أوامره للأجهزة الأمنية بإلقاء القبض على البرامكة جميعا ,ومصادرة أموالهم وممتلكاتهم وبيتوهم, وفي ساعات قليلة من نفس ليلة السبت انتهت أسطورة البرامكة ,وزالت دولتهم على الرغم من تواضع قدرات وامكانات الاجهزة الامنية آنذاك ,و ها نحن في الاردن نعيش مع الفاسدين, كما عاش الرشيد مع البرامكة فهم يسيطرون على مفاصل الدولة الاردنية ,ويمتلكون الأموال والأعوان كالبرامكة ,فالاثنان وجهان لعملة واحدة ,وأعتقد أن جلالة الملك سيفاجئ الاردنيين باستخدام سياسة الرشيد في ليلة سبت أردنية هاشمية , ويصدر أوامره لأجهزته الامنية بإلقاء القبض على كافة الفاسدين وأعوانهم كانوا من كانوا , ومصادرة ملايينهم وقصورهم ومزارعهم وطائراتهم وإعادتها الى الشعب الاردني المناضل, والذي ناضل على مدى قرن من الزمان من خلال احتلال وبيع مقدراته , متمنين على جلالة الملك الاستعجال الاستعجال بتحديد تلك الليلة ليلة القبض على الفاسدين, وبذلك يعود الشعب وينعم بالرفاه من جديد , ويتفرغ لإكمال عملية الاصلاح والبناء , ويتغنى في أسرار تلك الليلة العظيمة , والتي نتمنى أن تكون في شهر آذار الهدار الذي فيه شميسات وأمطار, حمى الله الأردن وحمى شعبه, إنه نعم المولى ونعم النصير.
العميد المتقاعد
بسام روبين
البرامكة هم عائلة ترجع أصولها الى جدهم الأول برمك المجوسي , وكان للبرامكة مكانة عالية في الدولة العباسية, حيث كان أحدهم مسؤولا عن تربية الرشيد ,اما زوجة أحدهم فقد ارضعت الخليفة هارون الرشيد ,وعلى الرغم من أن الرشيد كان يتوسم النجابة والرجاحة في عبدالله المأمون, ويقول ان فيه حزم المنصور ونسك المهدي وعزة الهادي , الا أنه قدم محمدا بن زبيدة على أخيه الاكبر المأمون ,حينما استدعى الرشيد الامراء وقادة الاجهزة الأمنية ودائرة الافتاء, وأشهدهم على قراره الخطير بمبايعة ابنه الثاني محمد الأمين ,وعقدت البيعة ,وتم تولية الأمين على بلاد الشام والعراق, وبإشراف أحد البرامكة, ولكن ما لبث البرامكة أن شابهم الندم حيال ذلك بعدما اشتد عود الأمين ,وظهور نفوذ أمه زبيدة ونقمتها على البرامكة, لما وصلوا اليه من نفوذ وهيمنة على مفاصل الدولة الرشيدية, وبدأت تسعى اتجاه الاطاحة بالنفوذ البرمكي لصالح النفوذ العربي, وأخذ الصراع يتفاقم بين العرب والفرس ,وبدأت الحراكات والمطالبات والاعتصامات , وازاء كل ذلك تم تصوير واقناع الرشيد أنه بمثابة العاجز أمام استبداد البرامكة وتحكمهم في مفاصل وشؤون الدولة, وبدأت التهم والمؤشرات تحوم حول صمته حيال ما يجري, وما لبث الرشيد إلا أن قرر الخلاص من أولئك البرامكة, ووضع حد لنفوذهم على الرغم من تأكده بأن الوقوف في وجه أولئك البرامكة لن يكون لا رحلة صيد ولا نزهه, بل سيكون أمرا معقدا ونتائجه مجهولة لما يتمتع به أولئك من مقومات القوة والنفوذ والأعوان والأنصار, ناهيك عن العلاقات والروابط الحميمة التي تربط الرشيد بهم ,ولكن ذكاء الرشيد وحرصه على ديمومة الدولة كان أقوى من ذلك ,حيث لجأ الى سياسة الكتمان واستخدام عنصر المباغته, وفي ليلة السبت أصدر أوامره للأجهزة الأمنية بإلقاء القبض على البرامكة جميعا ,ومصادرة أموالهم وممتلكاتهم وبيتوهم, وفي ساعات قليلة من نفس ليلة السبت انتهت أسطورة البرامكة ,وزالت دولتهم على الرغم من تواضع قدرات وامكانات الاجهزة الامنية آنذاك ,و ها نحن في الاردن نعيش مع الفاسدين, كما عاش الرشيد مع البرامكة فهم يسيطرون على مفاصل الدولة الاردنية ,ويمتلكون الأموال والأعوان كالبرامكة ,فالاثنان وجهان لعملة واحدة ,وأعتقد أن جلالة الملك سيفاجئ الاردنيين باستخدام سياسة الرشيد في ليلة سبت أردنية هاشمية , ويصدر أوامره لأجهزته الامنية بإلقاء القبض على كافة الفاسدين وأعوانهم كانوا من كانوا , ومصادرة ملايينهم وقصورهم ومزارعهم وطائراتهم وإعادتها الى الشعب الاردني المناضل, والذي ناضل على مدى قرن من الزمان من خلال احتلال وبيع مقدراته , متمنين على جلالة الملك الاستعجال الاستعجال بتحديد تلك الليلة ليلة القبض على الفاسدين, وبذلك يعود الشعب وينعم بالرفاه من جديد , ويتفرغ لإكمال عملية الاصلاح والبناء , ويتغنى في أسرار تلك الليلة العظيمة , والتي نتمنى أن تكون في شهر آذار الهدار الذي فيه شميسات وأمطار, حمى الله الأردن وحمى شعبه, إنه نعم المولى ونعم النصير.
العميد المتقاعد
بسام روبين