اخبار البلد- تتصاعد شدة اعتداءات المستوطنين اليهود يوما بعد يوم على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، وعدا عن الاقتحامات اليومية لقطعان المستوطنين للمسجد الاقصى المبارك تتواصل اعتداءات المستوطنين على المقدسات المسيحية كان اخرها مقاطع مصورة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت تعرض مجموعة من الحجاج المسيحيين القادمين من شرق آسيا الى البصق والشتائم خلال تجوالهم في البلدة القديمة بزعم الاحتفال بـ«عيد العُرش» اليهودي، ما أثار استياءً فلسطينيًا واسعًا.
واقع الحال أن عشرات الاعتداءات وقعت على الأماكن المسيحية المقدسة منذ الاحتلال الإسرائيلي للقدس والضفة الغربية في عدوان عام 1967، وقد تم توثيق عشرات الاعتداءات على الكنائس وتحطيم هياكلها وسرقة محتوياتها وممارسات لا أخلاقية داخل تلك الكنائس، هذا بالاضافة الى استمرار الاعتدءات على المقابر المسيحية و على الرهبان والراهبات والكهنة وما الى ذلك.
ومنذ تشكيل الحكومة اليمينية الحالية، يواجه المسيحيون في القدس ضغوطاً من المستوطنين المتشددين ومنظماتهم، ويتعرض رجال الدين المسيحيين للبصق ولإساءات لفظية وجسدية، في خطوة خطيرة تصاعدت وتيرتها بشكل كبير في الآونة الأخيرة، بل بات المشهد يتكرر بشكل خطير واستفزازي، خاصة خلال الأعياد اليهودية، مما ينم عن مدى كراهية وحقد وعنصرية حكومة الاحتلال التي تشكل غطاءً لهؤلاء المتطرفين. الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات ادانت الاعتداءات المتكررة التي يقوم بها المستوطنون ضد الحجاج المسيحيين ورجال دين ورهبان وقساوسة أثناء ممارستهم شعائرهم الدينية في مدينة القدس وقالت في بيان لها الاربعاء الماضي، أن هذه الاعتداءات أصبحت تتكرر بوتيرة متسارعة بحق المسيحيين مواطنين وسياحاً بالإضافة الى الاعتداءات على الكنائس والرموز الدينية والتي كان آخرها تعرض مجسماً للسيد المسيح للاعتداء والتكسير على أيدي مستوطنين الأمر الذي يجسد مخاطر استمرار هذه الانتهاكات بحق المواطنين المسيحيين ومقدساتهم وعقاراتهم تعكس حجم المعاناة التي يتعرض لها الوجود المسيحي في مدينة القدس.
ومما لا شك فيه أن الجمعيات اليهودية المتطرفة وبدعم وتغطية من سلطات الاحتلال تسعى الى زعزعة وتقويض الوجود المسيحي في مدينة القدس باعتبار أن هذا الوجود يشكل مع الوجود الإسلامي الهوية العربية الإسلامية للمدينة المقدسة وتراثها الديني والثقافي والحضاري، كما أن رعاية حكومة الاحتلال بشكل مباشر الأعمال الإرهابية وجرائم الكراهية التي ينفذها المتشددون اليهود ضد المسيحيين والمسلمين في مدينة القدس يعد جريمة عنصرية بحق المسلمين والمسيحيين في آن واحد لكون سلطات الاحتلال توفر الحماية والتغطية لمنفذي هذه الاعتداءات.
هي دعوة للمجتمع الدولي والهيئات والمنظمات الدولية ومجلس الكنائس العالمي الى ضرورة التدخل وتحمل المسؤولية في الدفاع عن الوجود المسيحي في الأراضي المقدسة ووضع حد للممارسات الاسرائيلية في المدينة المقدسة.