يحدث أن بعض الأطفال في سنوات تعليمهم الأولى يصرون على تكرار أخطائهم في البيت وداخل المدرسة.. فهل يحتاجون إلى تعديل السلوك؟ سؤال يتردد في أذهان الكثير من الأمهات خاصة بعد عودة المدارس. حيث اتضحت ملامح المشكلة وتصرفات الطفل الغريبة والعنيفة… من خلال شكاوى الزملاء والمدرسين في الفصل أو أثناء لعب الطفل مع أقرانه في ساحة المدرسة. وذلك للتعرف على جوانب المشكلة ومحاولة وضع الحلول لها.
علامات تشير إلى احتياج طفلك لتعديل سلوكه
تذكري أن العلامات التي لاحظتها، ليست تشخيصاً نهائياً، ويجب استشارة متخصصين في مجال التطور الطفولي والصحة العقلية. كما أن ظهور هذا السلوك الغريب العدواني لمرتين أو ثلاث مرات، قد يكون سلوكاً عارضاً، وقد يختفي من تلقاء نفسه، أو بالقليل من التدريب. حيث إن هناك الكثير من التصرفات الغريبة والعنيفة تظهر من بعض الأطفال؛ مثل التلفظ بكلمات غير لائقة أو بذيئة، أو محاولة من الطفل لتقليد تصرفات وحركات الكبار… أو نوبات غضب وعصبية عالية. بينما تكرار الطفل للسلوك والعادة ذاتها أكثر من مرة، كالسرقة والكذب والضرب، يتطلب تعديلاً للسلوك بشكل عاجل.
التنمر وفرط الحركة الطفل الذي يتعرض للتنمر في المدرسة، يصبح عدوانياً ومزعجاً في المنزل، ويحاول ممارسة العنف على المحيطين به.. كنوع من رد الفعل القوي على الممارسات التي تحدث تجاهه من الآخرين.
عدوانية أو انعزالية زائدة إذا لاحظت تغيرات ملحوظة في سلوك طفلك، مثل عدوانية زائدة، انعزالية، زيادة في الغضب أو التوتر، أو تراجع في الأداء الأكاديمي، فقد يكون إشارة لتعديل سلوك. إذا واجه طفلك صعوبات في التفاعل والتكيف مع الآخرين، بشكل طبيعي، مثل صعوبة التواصل أو فهم العواطف، فقد يكون هذا مؤشراً إلى الحاجة إلى تعديل سلوك. صعوبات التحكم في الانفعالات وضبطها، أو كان يتعرض لانفجارات غضب متكررة، أو يبدي صعوبة في التعامل مع التوتر والضغوط اليومية، فقد يحتاج إلى تعديل سلوك. كذلك إذا واجه طفلك صعوبات في الانتباه والتركيز في المدرسة أو في المهام اليومية الأخرى، ويبدو غير منتبه أو مشتت بسهولة، فقد تكون هناك حاجة لتعديل سلوك. إذا كان سلوك طفلك يؤثر سلباً على حياته اليومية وحياة الأسرة بشكل عام، مثل صعوبات في النوم، وقلة التفاعل مع الأنشطة الاجتماعية، وتأثيره السلبي على العلاقات العائلية، فقد يحتاج إلى تعديل سلوك.
خطوات لتعديل وعلاج سلوك الطفل قبل أن تبدئي في تعديل سلوك طفلك، قومي بتحليل السلوك المرغوب في تغييره بشكل دقيق، وحاولي فهم العوامل التي تسببت في هذا السلوك والظروف التي حدثت فيها. تحديد الأهداف: اكتبي السلوك الذي ترغبين في تعديله بشكل واضح ومحدد، على أن تكون الأهداف قابلة للتحقيق. استخدام التعليمات الواضحة والإيجابية لطفلك بشأن السلوك المرغوب، واستخدمي لغة إيجابية، وحاولي توجيه انتباهه إلى السلوك المطلوب وتعزيزه. استخدمي نظام التعزيز والمكافآت لتعزيز السلوك المرغوب، قدمي مكافأة أو تقديراً عندما ينجح طفلك في القيام بالسلوك المرغوب وتحقيق الأهداف المحددة. استخدمي الانضباط الإيجابي لتعديل السلوك غير المرغوب؛ بمعنى عندما يتصرف طفلك بشكل غير ملائم، قدمي إرشاداً وتوجيهاً بشكل هادئ وصارم.
قومي بتوفير بيئة داعمة البيئة الداعمة تكون في المنزل والمدرسة لتعديل سلوك طفلك، بمعنى.. اعملي على توفير الهياكل والروتينات والتوجيه الواضح والدعم العاطفي والتشجيع. تواصلي مع المدرسين والمتخصصين، لأخذ دعم إضافي لتعديل سلوك طفلك؛فقد يقدمون نصائح وإستراتيجيات ملائمة للتعامل مع السلوك غير المرغوب. لا تنسي أن تعديل السلوك يحتاج إلى وقت وصبر، تأكدي من الاستمرار في تطبيق الإجراءات والإستراتيجيات المناسبة، وكوني صبورة أثناء عملية التغيير. إذا استمر السلوك غير المرغوب، ولم تتحسن الأمور بعد تطبيق الإستراتيجيات المذكورة، فقد تحتاجين إلى استشارة متخصصين في مجال التطور الطفولي والصحة العقلية. تأكدي من أن طفلك يتلقى الرعاية الصحية الكاملة والتغذية المتوازنة، وأنه يحصل على كل احتياجاته الجسدية والعاطفية. تذكري أن تعديل السلوك يحتاج إلى صبر ومثابرة، وأنه من الطبيعي أن تواجهي بعض التحديات في العملية، إذ قد تحتاجين إلى تجربة عدة إستراتيجيات قبل أن تجدي ما يناسب طفلك بشكل أفضل.