خسروا استثماراتهم بالسودان: لم يسأل عنهم أحد

خسروا استثماراتهم بالسودان: لم يسأل عنهم أحد
أخبار البلد -   أخبار البلد-
 
ـ حتى الآن، لم يتحرك أحد، لا الجهات الرسمية ولا غيرها، للاستماع إلى رواية المستثمرين الأردنيين في السودان، وهي، بالطبع، كارثية، فقد تركوا وراءهم كل أملاكهم واستثماراتهم، وههي تُقدّر بمئات الملايين، وعادوا إلى بلدهم سالمين

لمن لا يعرف، او لا يريد أن يعرف، هؤلاء مواطنون أردنيون، رفدوا الخزينة -على مدى السنوات الماضية- بتحويلاتهم النقدية ( إجمالي تحويلات المغتربين الأردنيين نحو 3,4 مليار دولار للعام 2022)، كما أنهم -حسب سفير أردني سابق بالسودان - شكلوا نموذجا للجاليات الأردنية بالخارج، من حيث تعاملهم مع الطلبة الأردنيين، وغيرهم من ابناء الجالية الاردنية هناك

هذا يعني مسألتين، الأولى أنهم قاموا بواجبهم الوطني، ومن حقهم أن يجدوا من يسمعهم ويساعدهم، ويتضامن معهم في المحنة التي يمرون بها، أما الثانية فهي أن خسارتهم لاستثماراتهم هي خسارة للدولة أيضا، وبالتالي يجب على إدارات الدولة أن تتحرك باتجاه «تثبيت «حقوقهم في السودان، وفق ما هو متعارف عليه دبلوماسيا بين الدول

قلت : «تثبيت» حقوقهم، أقصد ذلك لأسباب عديدة، منها أن أوضاع السودان الشقيق، كما نعرف، لا تسمح لهؤلاء المستثمرين بالعودة لمعرفة ما جرى لاستثماراتهم، وبالتالي فإن الجهات الرسمية يمكن أن تقوم بهذه المهمة، وذلك لضمان حقوقهم، صحيح بعضهم استطاع أن يقوم ببعض الإجراءات القانونية لدى المحاكم السودانية، لكن ثمة التزام أخلاقي شكل إجماعا لدى معظم المستثمرين، بأن يكتفوا بتثبيت حقوقهم، ولا يفتحوا ملف مطالباتهم الآن، وذلك تقديرا لفضل إخوانهم السودانيين عليهم، ومراعاة للازمة الإنسانية التي يمر بها السودان

لا يوجد لدي ما يكفي من معلومات عن الاستثمار الأردني بالسودان، ما اعرفه أن الحكومة السودانية منحت الأردن نحو 400,000 دونم للاستثمار فيها زراعيا (لمدة 100 عام )، حدث ذلك العام 1998، لكن التجربة تراوحت بين النجاح والفشل، لأسباب لا مجال لذكرها هنا، ما أعرفه، أيضا، أن حجم الاستثمار الأردني بالسودان -حسب تصريحات اردنية -بلغ نحو 2 مليار دولار عام 2009، ما أعرفه، ثالثا، أن بنكا أردنيا ( اسمه بنك الجزيرة السوداني الأردني) تأسس عام 2006، وبدأ العمل 2008، برأسمال يبلغ 100 مليون دولار (تعرض مؤخرا لحريق إثر قذيفة أصابته)، ما أعرفه، أخيرا، أن اكثر من 100 مستثمر أردني عادوا من السودان، شكلوا لجنة للبحث بالخطوات اللازم اتخاذها لتثبيت حقوقهم لدي الحكومة الأردنية، ولدى السودان أيضا

يحتاج ملف الاستثمار الأردني بالسودان، الآن، إلى معالجة طارئة، تستدعي تشكيل لجنة رسمية للتقصي والمتابعة، مهمتها الحفاظ على حقوق المستثمرين الأردنيين، ثم البحث مع هؤلاء حول إمكانية نقل استثماراتهم للأردن حين تسمح الظروف بذلك، أعتقد ان رغبة هؤلاء بإعادة استثماراتهم ستتوقف على إدارة الحكومة لأزمتهم الحالية، وعلى ما توفره لهم من حوافز وتسهيلات في المستقبل

بقي أن أشير إلى نقطة أخيرة، وهي أن تجارب الاستثمار الأردنية بالخارج، على الرغم مما سجلته من نجاحات، أكدت درسا مهما، وهو أن الاستثمار بالأردن، بما يتمتع به من أمن واستقرار، أجدى وأفضل، هذا على الرغم مما يواجهه المستثمرون من عراقيل، هذه الرسالة يجب أن تقرأها الحكومة أولا، وهي بصدد تحسين وتحديث البيئة الاستثمارية، بعد إطلاق الرؤية الاقتصادية، كما يجب أن يقرأها المستثمرون الأردنيون أيضا
 
شريط الأخبار "تكنولوجيا المعلومات" في اتحاد شركات التأمين تنتخب اللجنة التنفيذية للدورة القادمة برئاسة أحمد النجدي بنك ABC في الاردن يستضيف "دكان الخير" بالتعاون مع مؤسسة الحسين للسرطان ماذا وراء تعيين عباس من يخلفه بمنصبه؟ عملية نوعية لسرايا القدس في طولكرم مهرجان الزيتون الوطني ال 24 ومعرض المنتجات الريفية ينطلق اليوم في عمّان تعليق هيفاء وهبي على وقف إطلاق النار في لبنان.. وهذه رسالتها للفلسطينيين أجواء باردة نسبياً اليوم واستقرار خلال الأيام المقبلة وفيات الأردن الخميس 28-11-2024 يزن النعيمات يطمأن جمهوره بعد تعرضه لإصابة (صورة) إنذار جوي في أوكرانيا بسبب خطر صواريخ بالستية روسية نقابة الصاغة تحذر الاردنيين من الخداع خلال الجمعة البيضاء بقيمة سوقية بلغت 934 مليون دينار؛ الضمان يمتلك ( 323 ) مليون سهم في قطاع البنوك.! "أصبوحة شعرية في الزيتونة بعنوان " الشعر ذاكرة الوطن الاتحاد الأردني للتأمين يُعتمد كمركز تدريبي دولي بتوقيع مذكرة تفاهم مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي البطاينة يوجه رسالة بشأن استقالته من حزب إرادة "المياه": مشروع الناقل الوطني بمرحلة مفاوضات مع المناقص ونتوقع بدء تنفيذه منتصف 2025 الحكومة: نحترم استقلالية الإعلام الملك يؤكد للرئيس القبرصي حرص الأردن على تعزيز التعاون بين البلدين منحة بقيمة 15 مليون دولار لتنفيذ 18 مشروعا في البترا هل نحن على أبواب أزمة مالية جديدة؟