مشاركة الجامعة في وضع عددٍ من الإرشادات يأتي لقيمها المرتبطة بتحقيق الأمن الاجتماعي والتماسك القيميّ لأفراد المجتمع؛ إذ إن الإرشاد الأسري لا يقتصر في جوهره على معالجة الأعراض فحسب؛ بل يتعلق الأمر بتعزيز التحول الدائم، خاصةً وأن هناك ترابطًا بين رفاهية الفرد والانسجام العائلي، ومن ثم بالمنظومة المجتمعية ككل.
وأوضح مساعد رئيسة الجامعة الدكتور سليم شريف، للمشاركين في دورة "الإرشاد الأسريّ" من خلال عرضٍ مرئي أنه يمكن للضغط النفسي - العدو غير المرئي الذي يتخلل حياتنا - أن يجد أرضًا خصبة بشكل خاص داخل الأسرة، فمن الضغوط المالية إلى التطلعات المتباينة، ومن صراع القيم بين الأجيال إلى الصراعات الشخصية، من الممكن أن تصبح البيئة الأسرية مكانًا تتجمع فيها الضغوطات، مضيفًا أنه يمكن أن يتولد جرّاء ذلك مزيجًا سامًا يؤدي إلى تآكل الصحة العقلية والعاطفية، مع امتداد تأثيره إلى ما هو أبعد من الفرد، حيث يتغلغل في أسس تماسك الأسرة واستقرارها.
وقال إننا في عصر تمارس فيه الضغوط الاجتماعية، والتقدم التكنولوجي، والأعراف المتغيرة، وهو ما يؤكد أهمية دور الاستشارة الأسرية أكثر من أي وقتٍ مضى، مضيفًا أن تكيف بعض العائلات مع هذه التحولات، لا يعني أنها لن تتصارع مع ضغوطات وديناميكيات غير مألوفة، لذلك يأتي دور الإرشاد الأسري في أن يكون مرساة للاستقرار، حيث يُمكن للعائلات إعادة تقييم أدوارها، وإعادة تحديد تطلعاتها، وتبني التغيير بمرونة ونعمة.