بعض النواب يجيدون الظهور الإعلامي من أجل التفاخر بين الناس وقواعدهم الإنتخابية بأنهم حريصون على محاربة الفساد وأن ما جرى في مجلس النواب يوم الأربعاء الماضي هو محاولة للنيل من مجلس النواب وصلاحياته يأتي هذا الصراخ الإعلامي متزامناً مع التباطؤ في إنجاز القوانين الناظمة للعمل السياسي التي ينتظرها الأردنيون .
بعض السادة النواب الذين صرخوا وركبوا الموجه عندما أوقف المجلس اللجان التي تحقق في قضايا الفساد وقرر أن يتابع القضاء وهيئة مكافحة الفساد هذا الأمر لا يريدون تشريع القوانين الناظمة للعمل السياسي لأنهم لا يريدون حل مجلس النواب !! هنا مربط الفرس وهنا تبدأ وتنتهي الحكاية يقال وليس كل ما يعرف يقال أن بعضهم جاء بالتزوير !! وتزوير إرادة الناس هي أهم قضية فساد !! وهي التي أنتجت مجالس نيابية على مقاس السلطات التنفيذية !! وهي السبب في بيع مؤسسات الوطن والفكفكة والفقر والبطالة وغياب العدالة الأجتماعية وبالتالي ولأن الإصلاح السياسي وأجراء أنتخابات حرة ونزيهة أي بدون تزوير فإن بعض النواب لا يريدون حل المجلس ويماطلون في بحث القوانين الناظمة للعمل السياسي وأهمها قانون الأنتخاب الجديد تركوا كل ذلك وباشروا في تشكيل لجان تحقيقية لقضايا ضُخمت بحيث أضرت بسمعة البلد من الناحية الأستثمارية الأقتصادية وأساءت إلى سمعة الأردن .
مهمة مجلس النواب هي التشريع أولاً والرقابة على السلطة التنفيذية نسي النواب أو تناسوا التشريع وصبوا اهتمامهم في ملفات فساد القضاء وهيئة مكافحة الفساد أولى بدراستها وأعطاء الحكم بها .
الظهور الإعلامي والتفاخر على حساب المصلحة العامة هو أمر مكشوف تعودنا عليه في السابق ولن يفيد أبطاله !! المصلحة العامة هي بتشريع القوانين الناظمة للعمل السياسي وبسرعة لكي ندخل في مرحلة جديدة عنوانها الشفافية والنزاهة وتحقيق العدالة الأجتماعية وأكبر دليل عما نقول لماذا لم يطلبوا السادة النواب من الحكومة الإسراع في تقديم قانون الأنتخاب بدل ضياع الوقت في اللجان التحقيقية إذا أجابونا السادة النواب على هذا السؤال وبصراحة سنقف معهم لكن نعرف وندرك أنهم لا ولن يستطيعوا الإجابة عليه والسبب أنهم لا يريدون حل المجلس وبالتالي الظهور الإعلامي والتفاخر لا ينفعان خاصة في الوقت الضائع !!!
الدكتور تيسير عماري