السؤال: نراقب أم لا نراقب؟

السؤال: نراقب أم لا نراقب؟
أخبار البلد -  
السؤال: نراقب أم لا نراقب؟
راتب يوسف عبابنه
قبل الربيع العربي لم يجُل بخاطر أي أردني أن يُساق محمد الذهبي للتحقيق ومن ثم للتوقيف بعد أن كان هو من يقتاد الآخرين.إنها سخريات وغرائب الأقدار ومن حفر حفرة لأخيه المسلم وقع فيها فاتعضوا أيها السائرون على نفس النهج!!! وبعد ذلك سيقول القضاء كلمته بخصوص القضايا المتهم بها من غسيل الأموال ومنح جوازات السفر مقابل المال واستغلال الموقع الوظيفي الذي أعطاه النفوذ والتأثير على الآخرين ما جعله يصول ويجول وكأنه قيصر مطلق الصلاحيات. وإن كانت حالته مسبوقة من قبل رئيسه السابق البطيخي فتلك حالة لها ظروفها الخاصة ودهاليزها الدولية التي دفعت به للسطح حتى طفى ولم يعد السكوت عنه ممكنا ، بل كانت محاكمته تأتي في سياق الرقابة العالمية على التحويلات المالية للتأكد من أنها لا تصب في صالح الإرهاب والقاعدة, فرب ضارة نافعة.
أما الذهبي الذي تزامنت إدارته لأكثر جهاز أمني حساسية مع رئاسة شقيقه للحكومة، قد انكشفت حقيقة ماكان يقوم به من مخالفات ترقى للخيانة تصب في النهاية وتدفع إلى تدمير الوطن وكلها جاءت نتيجة للصحوة الشعبية في ظلال الربيع العربي الذي كان طوفانا جرف ويجرف كل من ظن نفسه أنه ناج لايمكن أن يتاثر بالدفع القوي والتدفق الشديد لذلك الطوفان. وهاهو محمد الذهبي أحد هؤلاء الذين تمتعوا بصلاحيات مطلقة غاب عنها الرقيب ومات الضمير وانعدم الإنتماء للوطن, وهو المؤتمن والموثوق به من رأس النظام على حماية الوطن ليكتشف من يتلاعب بقوت المواطن وإذ به هو نفسه يستغل غياب المحاسبة التي تزامنت مع موت الضمير وتغول الشعور بالجشع الذي دفع به أن يعتبر الوطن ومقدراته وكينونته سلعة تباع للذي لديه الإستعداد والجاهزية ليدفع أكثر من الآخرين.
نعلم مقولة "أطلب المستطاع حتى تطاع" أي أن تطلب وتتوقع من إنسان مايمكن أن يصنعه ويعطيه وإذا كان هذا الإنسان لايملك هذا المتوقع فإذن سيكون الناتج عكس المتوقع. ولو طبقنا ذلك على أمثال محمد الذهبي سنراه فاقدا لشرف الإنتماء والدليل ما قام به من أفعال يندى لها الجبين وتعافه النفوس حتى في البلاد التي يحكمها تجار المخدرات. والمواطن المنتمي وبعبارة أخرى من لديه الغيرة على الوطن لاتسول له نفسه العبث بالوطن ليخدم جهات تسعى لتدميره. فأي وظيفة في الأردن تجعل صاحبها من أصحاب الملايين والقصور في زمن قياسي؟ هل نحن في دولة بروناي؟ فبأي حق أنت وأمثالك وبأي وسيلة أصبح لديكم كل هذه المئات من الملايين؟
لقد كانت سياستك قائمة على شراء الذمم من بعض مدعي الصحافة والإعلام لتلميعك ونفض غبار ماطالك جراء ما كنت تدسه بتجاوز القانون وإحلالك الحرام متجاوزا كل القيم والمثل التي تنمو مع الأردني عندما يتقلد ماتقلدته ويحوزعلى ما حزت عليه من ثقة قائدك. وكانوا يشوهون كل من تختلف معه وينفثون الغبار عليهم لإطفاء بريقهم. لقد كممت الأفواه جاعلا من ثقة من ولاك ذلك المنصب ظانا بك الخير والعون وواضعا ثقته بك على أن تكون يده اليمنى للوصول بالأردن إلى مصاف الدول التي تبني وتنجز وتحقق ماهو مدعاة للفخر جاعلا من تلك الثقة غطاءا تستر به سوءك ضاربا عرض الحائط بتلك الثقة بل قمت باستغلالها أسوأ استغلال صانعا من نفسك لبنة متصدعة في بناء "مؤسسة" للفساد والفاسدين. وقد أسأت لمانح الثقة أيما إساءة.
السؤال الذي يفرض نفسه هو أين الرقيب؟ وأين مستشار وناصح صاحب القرار؟ وأين صاحب القرار نفسه؟ هل شعب يجوّع ووطن يباع ويُدمّر وإن أحدنا أشار لذلك, الجواب هو لا يجوز قدح المقامات واغتيال الشخصية، بل كانت تتم محاولة إقناعنا بأن أمثال هؤلاء هم المنتمون والعارفون والعالمون بمصلحة الوطن وبقية الناس غوغاء ورعاع عليهم أن يطيعوا دون تفكير وكأننا نعيش في الإتحاد السوفييتي سابقا إعملوا وأكلوا ولاتفكروا كما وأنكم متهمون حتى تثبتوا العكس ويتم إشغالنا وإلهاؤنا تارة برفع المحروقات وتارة أخرى برفع الخبز والبندورة لنبقى نلهث وراء لقمة عيشنا كي لا نجد وقتا او فرصة لنرى أونكتشف أن معالم الوطن وموارده برسم البيع وأرزاقنا وأعناقنا بأيدي أناس فُرضوا علينا ولا يمتوا للوطن بصلة سوى بمقدار التكسب والتنفع والإرتقاء.
فغياب الرقابة أفرز الذهبي وعوض الله والبطيخي والسلسلة للأسف تطول، لكن لننتظر ونرى بقية الزمرة تساق إلى القضاء بعد أن لعبت وعبثت بالوطن وثوابته حتى طال لعبها وعبثها رأس النظام ولا أنافق ولا أتملق عند القول أنه بريء منهم بل كان مؤتمنا إياهم معتقدا أنهم أهل للأمانة وبمستوى الثقة ولكن ذلك لا يثنينا عن القول أن رأس الدولة رغم انشغاله بالسياسة الخارجية أكثر من الداخلية فذلك لا يعفيه من تفقد ومتابعة من وضع الثقة بهم والتأكد من أن الأمور تسير بالإتجاه الصحيح وأنهم يؤدون مهام وظائفهم بأمانة، فهناك الغيورون على الوطن والذين لا هم لهم إلا خدمة الوطن ورفعته والحفاظ على مقدراته وتنمينها. لكن أن تبقى المسؤلية مناطة فقط بأناس مستنسخين عن بعضهم لايخافون الله فلا محالة سيبقى الحال على ماهو عليه إن لم يزدد سوءا وأمثالنا الأردنية عبرت عن مثل هذه الحال بقولها "مابحرث الأرض غير عجولها" "فالعجول" الاردنية قد ألِفت أرضها بسهولها وجبالها وتستجيب للحارث دون عناء أما عندما تحرث الأرض "عجولٌ" دخيلة لا تألف التضاريس سيطول الزمن حتى تتروض وتصبح طائعة ومستجيبة للحارث.
فأدعوا النظام والغيارى وعلى رأسهم جلالة الملك أن يكون لنا عبرة من "العجول الدخيلة" وما صنعوه لعل الله يعوضنا بأحسن منهم بعد إحسان الإختيار وبعد التأكد من إنتماءهم وأشدد على الإنتماء لأنه أساس الحرص من قبل الإنسان على مايملك فالإنتماء يعني الإرتباط الوثيق بالجماعة والأرض والتفاني والعمل على مايؤتمن عليه الإنسان. أما غياب الإنتماء فيعني الإنفكاك والتنصل من الجماعة والأرض والتخاذل والعمل على التفريط بما يؤتمن عليه الإنسان.
حمى الله الأردن والغيارى على الأردن. والله من وراء القصد.
ababneh1958@yahoo.com
شريط الأخبار صحيفة "إيكونوميست": البنوك الثلاثة الكبرى في إسرائيل تعلن عن زيادة كبيرة في عدد من يطلبون تحويل مدخراتهم لبلدان أخرى حسان يتفقد مستشفى الأميرة إيمان الحكومي ويوعز بتزويده بمعدات وأجهزة ضرورية الملكة رانيا: لا معنى لدعوات وقف النار مع استمرار إمداد الأسلحة لقتل المدنيين وزارة المياه : سدودنا جاهزة وآمنة لاستقبال موسمنا المطري رشقات صاروخية تجاه جنوب حيفا.. كهرباء إسرائيل: الهدف كان منشأة استراتيجية تابعة لشركتنا تفاصيل تشييع جثمان مراقب عام الشركات الأسبق سعيد حياصات "أبو معن" إيعاز من رئيس الوزراء بدء تقديم طلبات الانتقال بين التخصصات والجامعات لطلبة المكرمة الملكية شركات دفع الكتروني مرخصة تسهل مهمة شركات بورصات عالمية غير مرخصة.. أين الاوراق المالية والبنك المركزي؟! لم تجد عريساً ! .. انتحار نجمة "تيك توك" التركية كوبرا أيكوت سفينة دعم لحاملة الطائرات الأمريكية لينكولن تخرج عن الخدمة في بحر العرب للمرة الأولى.. إطلاق صاروخ "أرض-أرض" من لبنان تجاه وسط إسرائيل وفيات الأردن اليوم الأربعاء 25-9-2024 أجواء خريفية معتدلة في أغلب المناطق حتى السبت أرقام ورابط... نتائج القبول الموحد ومعدلات القبول في الجامعات الأردنية رئيس هيئة الأركان: القوات المسلحة لن تتردد في التصدي لمن يحاول المساس بأمن الأردن الملك خلال كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة: فكرة الأردن كوطن بديل لن تحدث أبدا وزارة الخارجية: عودة شاحنات أردنية كانت قد احتُجزت في سوريا منذ قرابة شهرين نائب نقيب الفنانين عن فيديو دعيبس بدار المسنين : "غير راضيين عن المقابلة ونزوره كل اسبوع " ارتفاع أسعار الذهب محلياً 70 قرشا في التسعيرة المسائية