ربيع المعلمين

ربيع المعلمين
أخبار البلد -  
بداية:
"رأيته يلاحق هذا الباص وذاك، ويلوح لتلك السيارة ويبتسم لذاك السرفيس، ويتحسس جيوبه فتخجل منه دريهماته أنها لا تكفي ليقله تكسي.. يصل متأخرا فيبتسم له استجواب ماكر: سبب التأخر في الحضور عن الدوام الصباحي؟!!
في الصف تكسوه الطباشير بأطيافها.. فيخرج وكأنه " طوبرجي" في ورشة بناء وليس معلما في حصة وصف..
يقرصه الجوع.. فتتنازعه الأفكار: أيشتري سندويشة فلافل لا تشبع عصفورا أم يدخر نقوده فعليه من الالتزامات ما يلاحقه..؟
يغادر المدرسة يكاد يتفجر رأسه؛ حصص، تحضير، تصحيح، مناوبة، استجواب، رصد علامات، حضور وغياب، وجووووع.. يقف ينتظر الباص.. يتحسس جيوبه يخرج نقود العودة.. فلا يجدها.. ويظفر بأصابعه تعبث خارج جيب بنطاله.. قد أخطأ ثانية وارتدى ذاك البنطال المفروط جيبه.. ولكن هل يملك غيره؟!"
انعطاف:
كم تأثرت حين سمعت هتافات المعلمين تصدح بذات هتافات "ابراهيم القاشوش" رحمه الله " يلا ارحل.." وازددت إيمانا أن الكلمة الصادقة تبقى ولا تنفى.. وتدوم جذوتها شعلة خير ومنارة يهتدى بها.
الحقيقة:
هو ربيع يزهر بعد أن اخضوضرت به أرواحنا، ولا بد لنا من قطف ثماره.. وكل من يحاول أن يبعد ذاك الجنى عنا أو أن يقص أيادينا حتى لا تطاله ستقتلعه رياح شتاء الغضب.. وهذا ما يحصل في إضراب المعلمين هنا في أردننا الحبيب.. ألوف تجمعت وتوحدت هدفها أن تسترد كرامة كانت للمعلم سلبت منه، وأن تستبدل بثوب الذلة الذي خيط لهم على مدار سنوات وعقود بأساليب وطرق شتى، ثوب عزة ورفعة.. مخطئ من يظن أن إضراب المعلمين لمجرد حفنة من المال.. وهيكيلية ورواتب وزيادات.. وإن تبدى أنه هو المطلب الرئيس لكن ينضوي تحته مطالب أعظم وأنبل.
هم يريدون عيشا كريما يؤمن متطلبات واحتياجيات المعلم ومن يعيل دون الحاجة لأن يتكفف أو يريق ماء وجهه هنا وهنا.. ليشتري علبة حليب لطفله الرضيع، أو يدفع فاتورة، أو يسد رمق أفواه جياع تنتظره.
عيش يوفر له مسكنا ملائما، لباسا لائقا، وسيلة نقل محترمة تقله – وبالمناسبة لم لا يخصص للمعلمين حافلات خاصة بهم أسوة ببعض فئات المجتمع؟- وطعاما متنوعا يدخل إليه بعض "اللحم البلدي" ذاك الذي أصبح حلما عند البعض.. وبات يفر من "القلاية والتونة"، وما عاد يسمي "سيرين" لئلا تتحول إلى "سردين"..
المعلمون يريدون استعادة هيبة قد نزعت، وأحد أسباب عودتها تحسين وضعهم المادي والارتقاء بظروفهم الاجتماعية.. التي ما عادت خافية على أحد.. وبات من هم أقل منهم تعليميا ينال من الرواتب والحوافز والمكافآت ما يغشى عليك منه عندما تسمع به..
ولكل من يتباكى ويشتكى من طلاب وأهل أقول لهم:
دعوا المعلمين في إضرابهم يبنون مستقبلهم الذي سيكون مستقبل أبنائكم بعد سنوات..فراحة المعلم ماديا ونفسيا تزيد من إنتاجيته وعطاءه.. وكل ما سيحصل عليه المعلمون في إضرابهم هذا من نتائج إيجابية هي في سلة أبنائكم الذين سيصبحون يوما معلمين..
أما أنتم أيها الطلاب: فلعلكم علمتم قيمة المعلم.. ولعلكم تكفون عن الاستهزاء ببعض معلميكم والتقليل من شأنهم ولعلكم تشعرون بنفع نصحهم ولعلكم تحتذون حذوهم فتكونوا فرسانا للتغيير..
وللمعلمين أقول: لكم مني اليوم تقدير واحترام.. فقد محوتم نظرة الاستكانة التي ألصقت بكم..
ولكم مني نصح ألا تتنازلوا ولا تتراجعوا ولا تضعفوا ولا ترضخوا.. فهذا ربيعكم وأنتم أحق بثماره..
ظلال عدنان
شريط الأخبار الخبير الشوبكي: الـ 3.5 مليون دينار المخصصة من الحكومة للتنقيب عن النفط لا تكفي لحفر بئر واحد !! الجنوب للإلكترونيات .. عدم مسؤولية ورفع الحجز التحفظي عن الممتلكات "النزاهة ومكافحة الفساد" تغلق "الحنفية".. لا حس ولا خبر !! الملخص اليومي لحركة تداول الاسهم في بورصة عمان لجلسة الخميس .. تفاصيل احتجزوا 4 أردنيين لمدة شهر.. اعتقال عصابة مراهقين في المكسيك الملك يرافقه ولي العهد يستهل زيارته للكرك بزيارة شركة البوتاس القصة الكاملة للحاجة "وضحى" والرئيس "ابن حسان" العناية الإلهية تحول دون حدوث كارثة على الطريق الصحراوي جعفر حسان يُلقي البيان الوزاري يوم الأحد أكثر من 190 ألف وافد للعلاج في الأردن منذ بداية العام "تكنولوجيا المعلومات" في اتحاد شركات التأمين تنتخب اللجنة التنفيذية للدورة القادمة برئاسة أحمد النجدي بنك ABC في الاردن يستضيف "دكان الخير" بالتعاون مع مؤسسة الحسين للسرطان ماذا وراء تعيين عباس من يخلفه بمنصبه؟ عملية نوعية لسرايا القدس في طولكرم مهرجان الزيتون الوطني ال 24 ومعرض المنتجات الريفية ينطلق اليوم في عمّان تعليق هيفاء وهبي على وقف إطلاق النار في لبنان.. وهذه رسالتها للفلسطينيين أجواء باردة نسبياً اليوم واستقرار خلال الأيام المقبلة وفيات الأردن الخميس 28-11-2024 يزن النعيمات يطمأن جمهوره بعد تعرضه لإصابة (صورة) إنذار جوي في أوكرانيا بسبب خطر صواريخ بالستية روسية