الأغنية هي من إعداد الذكاء الاصطناعي، الذي دمج بين صوت الفنانة والأغنية المغربية. وعند سماعها لا يمكن ملاحظة مشكلة، تبدو كأن أصالة نفسها قد غنّتها، لكنها ربما لم توافق على استخدام صوتها، ولا أخذت تعويضاً مادياً عن هذا الاستخدام.
وأخرج الذكاء الاصطناعي عفريتاً من قمقمه حين صار بإمكان أي فرد، وببرامج سهلة الاستخدام، طرح أغانٍ بأصوات فنانين معروفين، من دون أن يعرفوا هم أنفسهم بالعمل قبل صدوره. ما فتح الباب أمام مخاوف تتعلق بالاستغلال والاحتيال والكسب غير المشروع وحقوق الفنان.
وتعجّ مواقع التواصل الاجتماعي بأمثلة على تركيب أغانٍ مشهورة بأصوات معروفة لم تؤدّها. أغنية "كثر خيري" جمعت بين إليسا وشيرين وأصالة، وأخرى غنّى فيها عبد الحليم حافظ أغنية "ما يتحكيش عليها" لعمرو دياب، و"دايموند" الشهيرة لريانا انتشرت في الإنترنت بصوت أصالة نصري، وهذه ليست سوى أمثلة قليلة من محتوى واسع الانتشار.
وحدث كل هذا في فترة قصيرة جداً، خلال الشهور الأخيرة فقط سطع نجم الذكاء الاصطناعي التوليدي الصانع للصوت، ثم انتشر دولياً ثم عربياً، وها هو يثير النقاشات.
تطورت جودة النتائج في وقت قصير جداً، تراوح بين أسابيع وشهور قليلة، ما يجعل الصناعة الفنية تضع يدها على قلبها وهي على أعتاب عصر جديد يمكن فيه لكل إنسان صنع أغنيته الخاصة من دون مجهود، وربح المال من استماعاتها ومشاهداتها.
ولا يحتاج توليد أغنية باستخدام الذكاء الاصطناعي إلى مجهود كبير، في الغالب سيحتاج المُستخدم إلى برنامج مجاني أو مدفوع، ثم كتابة ما يريده داخل مستطيل بحث: كيف يتخيل روح اللحن وموضوع الكلمات وبصوت أي فنان، ثم تظهر النتيجة التي ستشعل الإنترنت خلال الأيام اللاحقة.