التعليم رسالة تربوية ثقافية قبل أن يكون وظيفة للكسب وإملاء الجيوب ، والمعلمين هم ورثة الأنبياء والصالحين قبل أن يكونوا مصدر قلق للطالب وخطر عليه في التحصيل وبلوغ الأهداف السامية وتحقيق الذات ، أو خطرا على أمن واستقرار البلاد والعباد .
أن يحصل المعلم على راتب يوازي عطاءه ينقله من خانة العوز بعد الخامس عشر من كل شهر ، إلى واحة الاكتفاء للإبداع بعد أن يكفل له الراتب عيشة كريمة بعد هذه الفترة العصيبة التي يمر بها كل موظف ، هو مبتغى وأمل كل الخيرين والقادة والمسئولين وشتى صنوف الموظفين في القطاعين العام والخاص ومن ورائهم كل أبناء الوطن ، أما أن يصبح هذا المطلب مع تحققه أخيرا سيفا مسلطا على رقاب أبنائنا الطلاب اللذين هم أمانات بين أيدي طبقة هي بالتأكيد شريفة طاهرة نقية تنهج وتحمل رسالة ، أو أن يصبح ضغطا رهيبا لا أخلاقيا من قبلها على الحكومة الأردنية كما صندوق الدولي وغيرها من المؤسسات الدولية التي تدعم الدول بشروط قد لا تتوافق مع المصلحة الوطنية للدول والشعوب ، لتجبر الدولة والتي ترفض دائما الخضوع لإملاءات وشروط الدائنين على البحث عن مزيد من المساعدات من الدول العربية المنقسمة على نفسها والمتعارضة هذه الأيام مصالحها وإستراتيجياتها ، أو من الغربية المنتظرة الوثوب على أوطاننا ، وكله من أجل الخضوع لمطالب قلة من المعلمين وضعوا مصالحهم الشخصية قبل العامة ، والذاتية قبل الوطنية ، والتكتيكية قبل الإستراتيجية والقومية .
ولا يفهم كثير من الناس عامة ومن أولياء الأمور خاصة ، كيف يضرب المعلمين عن القيام بواجباتهم الوظيفية الأخلاقية قبل التكليفية في المدارس وما يلحق ذلك من أذى على مجمل طلاب المدارس الحكومية وخاصة على طلاب التوجيهي اللذين هم بأمس الحاجة للعون وحتى لدروس صباحية أو مسائية إضافية من أصحاب العزم وحملة الرسالات كما كان يفعل الرعيل الأول ، بدل توزيع إعلانات على الطلاب ومنذ اليوم الأول تحدد مكان عملهم بالمراكز الثقافية أو أرقام هواتفهم وسعر الساعة الإضافية الخصوصية ؟؟؟ ، كيف يقومون بالإضراب وبذات الوقت ومنذ الساعة الثامنة صباحا يقوم كثير منهم بالدوران على المراكز الثقافية والبيوت لإعطاء الحصص الخصوصية للطلاب المدفوعين لها تخويفا وترهيبا وتقصيرا من قبل طائفة من المعلمين الجامعين للنقود لا الساعين للأجر والثواب ، تكلف المادة الواحدة أولياء الأمور المصدومين من تصرفات المعلمين المخلصين بالدروس الخصوصية المقصرين في المدارس ، تكلفهم أكثر من تكلفة فصل دراسي بجامعة خاصة ، وهو ما يثقل على أولياء الأمور والأسرة الأردنية ويهدد الكثير منها بالفقر !!! .
فالمضبوع كما يقوا عواجيز زمان بحاجة إلى حجر يضرب به ليصحوا من غفلته وانجراره وراء أمه الضبعة كما يعتقد ، والمعلمين هم اليوم بحاجة إلى وخزة من ضمير قبل حجر الطلاب وأولياء الأمور ، ليصحوا من انجرارهم وراء أجندات لا علاقة لها بتحسين الراتب والمعيشة ، أو وراء جماعات عرف عنها أنها طفيلية تستغل الحاجات وتقتنص الفرص وتركب الموجات ، ليعود الرشد مسلكهم والحكمة ضالتهم ، والوطن المزهر البناء الحر المستقر همهم ليبقى قويا ممانعا ومقاوما للفيروسات التي تنتشر بأجواء وطننا العربي الكبير المستهدف من الصهيونية العالمية ومن يقف معها وورائها ، كما والطالب المبدع الإيجابي المشارك ببناء وطنه هدفهم .
Alqaisi_jothor2000@yahoo.com