هل يفاجئ "أوبك+" الأسواق بخفض إضافي لإنتاج النفط وسط مخاوف الطلب؟

هل يفاجئ أوبك+ الأسواق بخفض إضافي لإنتاج النفط وسط مخاوف الطلب؟
أخبار البلد -  
أخبار البلد ــ تتجه أنظار المستثمرين في أسواق الطاقة يوم الأحد الموافق الرابع من يونيو (حزيران) صوب العاصمة النمساوية فيينا، حيث اجتماع تحالف "أوبك+" الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاء بينهم روسيا، لمناقشة التطورات الجديدة في السوق النفطية واتخاذ القرار حول سياسة الإنتاج الحالية.

الاجتماع الذي سيُعقد بالحضور الشخصي لوزراء التحالف يأتي وسط حالة من عدم اليقين مع تباين التوقعات والمؤشرات في شأن ما إذا كان التحالف سيوسع خفوضات الإنتاج أو لا، بما يلقي بأثر قوي في أسعار النفط الخام بالسوق بينما يسعى "أوبك+" إلى المحافظة على استقرار العرض والطلب مع تركيز سياساتها في هذا السياق على آليات السوق

يشكل إبقاء "أوبك+" على مستويات الإنتاج من دون تغيير، أحد السيناريوهات القوية المطروحة بحسب ما يرجحه محللون من بنوك منها "إتش إس بي سي" و"غولدمان ساكس"، على أن يتبنى التحالف نهج الانتظار ومعرفة ما ستؤول إليه الأوضاع لا سيما حتى تتجلى لديهم الصورة بشكل أكثر وضوحاً بشأن الإمدادات من روسيا، بصفتها عضواً في "أوبك+"

البيانات الاقتصادية الضعيفة

لكن مراقبين آخرين للسوق أشاروا إلى أن البيانات الاقتصادية الضعيفة الصادرة مؤخراً من الصين والولايات المتحدة أكبر اقتصاديين في العالم جددت المخاوف حيال مسار تعافي الطلب على الخام ما قد يرجح اتخاذ "أوبك+" لقرار المزيد من الخفض للمحافظة على مستويات الأسعار في ضوء محددات العرض والطلب. إذ يأتي الاجتماع على خلفية التعافي الاقتصادي البطيء في الصين، على الرغم من وقف العمل بسياسة "صفر كوفيد"، وهو ما أظهرته البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاءات الوطنية الصينية الأسبوع الماضي أن القطاعين التصنيعي وغير التصنيعي لدى أكبر مستورد للنفط بالعالم، تباطأ بشكل فاق التوقعات خلال مايو (أيار) الماضي بسبب ضعف الطلب، بعدما كانا شهدا انتعاشاً أعلى من المتوقع على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، مما زاد الضغط على صانعي السياسات لدعم الانتعاش الاقتصادي غير المتكافئ

ووفقاً للبيانات، سجلت الصين انكماشاً في مؤشر مديري المشتريات للقطاع التصنيعي الرسمي إلى 48.8 نقطة خلال مايو وهو أسوأ من التوقعات التي أشارت إلى انكماشه لـ49.5 نقطة فقط، كما أنه أدنى من القراءة السابقة التي سجلت انكماشاً عند 49.2 نقطة فقط بنهاية أبريل (نيسان) الماضي

وفي الولايات المتحدة أظهرت بيانات معهد إدارة التوريدات (آي أس إم) أن نشاط الصناعات التحويلية في أكبر مستهلك للنفط بالعالم، واصل الانكماش للشهر السابع على التوالي خلال مايو

وانخفض مؤشر "آي أس إم" لمديري المشتريات الصناعي الأميركي إلى 46.9 نقطة في مايو من 47.1 نقطة في أبريل، بينما توقع المحللون انكماش المؤشر إلى 47 نقطة

إجراءات غير متوقعة

يواجه "أوبك+"، الذي تقوده السعودية وروسيا ويضخ حوالى 40 في المئة من الإنتاج العالمي من النفط، جملة من التحديات التي قد تؤدي إلى اتخاذ إجراءات غير متوقعة كما حدث في الاجتماع الذي عقد مطلع أبريل الماضي

ومع تدهور التوقعات الاقتصادية، تعهد عدد من أعضاء "أوبك+" في مطلع أبريل، بتخفيضات طوعية بنحو 1.2 مليون برميل يومياً اعتباراً من مايو الماضي تستمر حتى نهاية العام

وجاء هذا بعد الاتفاق في الاجتماع الوزاري الـ33 الذي عقد في الخامس من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي على خفض قدره مليونا برميل يومياً من مستويات الإنتاج المستهدفة مقارنة بمستوى أساس للإنتاج في أغسطس (آب) 2022. وبذلك، ارتفع إجمالي تخفيضات الإنتاج إلى 3.66 ملايين برميل يومياً، أو نحو 4 في المئة من الاستهلاك العالمي

خفض إضافي

ونقلت وكالة "رويترز" عن ثلاثة مصادر في "أوبك+"، أن التحالف يبحث خيارات محتملة من بينها خفض إضافي لإنتاج النفط

اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي السياق نفسه، ذكر الكاتب سيمون واتكينز في مقال نشره موقع "أويل برايس" الأميركي، حلل فيه التوقعات المحتملة لاجتماع "أوبك+" أنه من الممكن استمرار تخفيضات الإنتاج بهدف رفع أسعار النفط نتيجة استمرار حاجة الدول الأعضاء أكثر لتحقيق عائدات وفيرة

وقال الكاتب، في مقاله، إن التصريح الأخير لنائب رئيس الوزراء الروسي والمفاوض الرئيسي في "أوبك+" ألكسندر نوفاك، بأنه لا يتوقع أن تتخذ المجموعة أي قرارات جديدة في الاجتماع الجديد، غير مطمئن. وقد تزامن ذلك مع تحذيرات السعودية، للمضاربين بتوخي الحذر

التنسيق بين الرياض وموسكو

ولكن قبل ساعات من بدء الاجتماع، برز من الكرملين تأكيد للتنسيق بين الرياض وموسكو بخصوص سياسات الإنتاج النفطي، في إطار تحالف "أوبك+"، إذ أشار المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قبل يومين رداً على سؤال عن العلاقات مع السعودية قال إنها "بنّاءة وقائمة على التفاهم المتبادل والاحترام المتبادل والثقة المتبادلة وعملية للغاية"

تحذير سعودي

ومؤخراً، حذر وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، البائعين على المكشوف الذين يراهنون على انخفاض أسعار النفط، وهو ما فسره بعضهم بأنه تلميح لإمكان الاتفاق على خفض إضافي في الإنتاج من جانب "أوبك+"

ومع ذلك، تشير تصريحات مسؤولين ومصادر نفطية روسية، بما في ذلك نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك، إلى أن ثالث أكبر منتج للنفط في العالم يميل إلى ترك الإنتاج من دون تغيير. وعلى رغم تعهد موسكو سابقاً بخفض إنتاجها، لا يظهر من تدفق النفط الخام الروسي في الأسواق العالمية أي إشارة تدل على تنفيذ تعهدها

كانت موسكو قد تعهدت بخفض الإنتاج رداً على العقوبات الدولية بسبب هجومها على أوكرانيا، لكنها لم تظهر سوى القليل من الدلائل، حتى الآن، على المضي قدماً في هذا المسعى

وقررت روسيا خفض الإنتاج بنحو 500 ألف برميل يومياً قبل أن تنضم إلى لكبار منتجي "أوبك+" في قائمة الخفض الطوعي لاحقاً، لكن وكالة الطاقة الدولية قالت في تقرير إن موسكو خفضت إنتاج النفط في أبريل بنحو 200 ألف برميل يومياً فقط، وهو أقل من نصف مليون برميل يومياً كانت قد تعهدت بخفضها

ترى الوكالة بحسب تقريرها الشهري الأخير أن روسيا ستحتاج إلى خفض الإنتاج بواقع 300 ألف برميل يومياً كي تفي بالتزاماتها ضمن تحالف "أوبك+" بخفض إنتاجها من الخام بواقع نصف مليون برميل اعتباراً من أول مايو الحالي

وأظهر استطلاع كانت أجرته "اندبندنت عربية"، تبايناً بين اختيار الإبقاء على مستويات الإنتاج من دون تغيير في ظل كفاية قيود العرض الحالية لتشديد الأسواق العالمية وزيادة الأسعار أو لجوء التحالف مرة أخرى بخطوة مفاجئة من خلال فرض قيود إضافية

من جهته، قال المتخصص في الشؤون النفطية كامل الحرمي إن تحذير وزير الطاقة السعودي للمضاربين يعتبر إشارة واضحة إلى أن تحالف "أوبك+" ربما يدرس اتخاذ إجراءات إضافية في شأن الإنتاج مضيفاً أن تحالف "أوبك+" كان يهدف عبر بعض قراراته المفاجئة إلى معاقبة المضاربين وردعهم عن القيام بمراهنات غير مبررة على أسعار الخام، متوقعاً أن يتخذ التحالف مرة أخرى خطوة مفاجئة، إذ تتراوح التوقعات بين فرض قيود جديدة من 200 ألف برميل يومياً إلى نحو مليون برميل يومياً

بينما توقع محلل أسواق النفط العالمية أحمد حسن كرم، ألا يتم اتخاذ قرارات أخرى بتخفيض إضافي لإنتاج النفط من قبل أعضاء "أوبك+"، وذلك لعدم استيعاب الأسواق التخفيض الأخير إلى الآن، والأرجح تثبيت معدلات الإنتاج إلا ما إذا حدثت تخفيضات طوعية من قبل الأعضاء

من جهته يرى المحلل النفطي الكويتي، خالد بودي، أن تحركات تحالف "أوبك+" تهدف في الأساس إلى الحفاظ على الاستقرار والتوازن في أسعار النفط، وليس من المتوقع أن يقرر التكتل النفطي تخفيضات جديدة أو قد تكون هناك تخفيضات محدودة لأن أسواق النفط مستقرة حالياً والأسعار ما زالت جيدة

أسعار النفط

قبل الاجتماع المرتقب لتحالف "أوبك+"، ارتفعت أسعار النفط الخام، يوم الجمعة، آخر تداولات الأسبوع، مواصلة مكاسبها التي حققتها الجلسة الماضية، حيث أسهمت الموافقة على رفع سقف الدين الأميركي، واحتمال وقف بنك الاحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة في تهدئة مخاوف السوق، بالإضافة إلى تكهنات خفض إنتاج التحالف بما يدعم الأسعار

وارتفع خام برنت بنحو 3 في المئة فوق 76 دولاراً للبرميل فيما ارتفع الخام الأميركي قرب 72 دولاراً للبرميل

ورغم ذلك، تكبدت أسعار الخام خسارة أسبوعية مع استمرار المخاوف بشأن تأرجح الطلب في السوق

وفي وقت سابق هبطت عقود خام برنت لشهر يوليو (تموز) إلى مستوى 72 دولاراً تقريباً للبرميل، فيما انزلق الخام الأميركي لمستوى 67 دولاراً للبرميل، لتكون تلك المستويات هي الأدنى تقريباً منذ بداية مايو الماضي، والتي تمثل مستويات ما قبل الحرب الروسية الأوكرانية، وتحديداً في ديسمبر (كانون الأول) 2021

ومنذ بداية العام الحالي، هبطت أسعار الخام بأكثر من 13 في المئة وسط تباطؤ تعافي الاقتصاد الصيني من سياسة صفر "كوفيد" من ناحية، ومخاوف تتعلق بتقشف عنيف في السياسة النقدية في الولايات المتحدة من ناحية أخرى. كما تأثرت الأسعار جزئياً باستمرار صادرات النفط الخام من روسيا

قانون سقف الدين

تلقت الأسواق طمأنة بعد إقرار مشروع قانون في الكونغرس يعلق سقف الدين الأميركي البالغ 31.4 تريليون دولار إضافة إلى مؤشرات في وقت سابق على احتمال وقف مجلس الاحتياطي الاتحادي (المركزي الأميركي) رفع أسعار الفائدة

وأقر مجلس الشيوخ الأميركي مساء الخميس مشروع قانون سقف الدين مما تسبب في تجنب عجز كارثي في سداد الديون كان من شأنه أن يتسبب في هزة عنيفة في الأسواق المالية

ارتفاع المخزونات الأميركية

كما تلقت معنويات السوق دعماً من بيانات مخزونات الخام الأميركية الصادرة الخميس عن إدارة معلومات الطاقة التي أشارت إلى قفزة في واردات الخام الأسبوع الماضي

وأكدت إدارة معلومات الطاقة، أن مخزونات الخام الأميركية صعدت قرابة 4.5 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 26 مايو، بعكس توقعات المحللين التي كانت تشير لتراجع بمقدار 1.1 مليون للأسبوع الماضي

كما تعززت الإمدادات بمركز التخزين الرئيسي في كوشينغ بولاية أوكلاهوما للأسبوع السادس على التوالي

في غضون ذلك، كشفت إدارة معلومات الطاقة عن سحب 2.6 مليون برميل من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي الأميركي، والذي تستغله إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، منذ أواخر عام 2021 لتخفيف محدودية إمدادات النفط الخام في السوق
 
شريط الأخبار لا تمتلكه سوى دول قليلة.. تقارير: فشل وصول صاروخ إسرائيلي معدل لهدفه وسقوطه شرق العراق (فيديو+ صور). ل وزير الخارجية: يجب وقف التصعيد الإسرائيلي-الإيراني انفجارات في إيران ناجمة وفق مسؤولين أميركيين عن ضربة إسرائيلية بن غفير يسخر من هجوم أصفهان: "فزاعة" لافروف: روسيا مستعدة للمفاوضات حول أوكرانيا، لكن زيلينسكي نفسه حظر المفاوضات بايدن يحذر الإسرائيليين من مهاجمة حيفا بدل رفح الملخص الاسبوعي لنشاط سوق عمان المالي ... تفاصيل الحكومة: تأخر طرح عطاء تصميم المرحلة الثانية من مشروع الباص السريع صندوق النقد الدولي: الاردن نجح في حماية اقتصاده أسعار الذهب تواصل تحليقها لأعلى مستوى عالميا ستاندرد آند بورز‭ ‬تخفض تصنيف إسرائيل طويل الأجل إلى A+ على خلفية المخاطر الجيوسياسية موسى الصبيحي يكتب .. كيف تضبط مؤسسة الضمان التقاعدات المبكرة.؟ الخارجية الإسرائيلية تطلب من سفاراتها الامتناع عن التعليق على الأحداث في إيران وفيات الأردن اليوم الجمعة 19/4/2024 توصيات بارتداء ملابس دافئة... حالة الطقس ليوم الجمعة سطو مسلح على "بنك فلسطين" في رام الله الحكومة تطرح عطاءين لشراء 240 ألف طن قمح وشعير كاميرات تتبع إلكتروني لرصد المخالفات الصفدي يوجه رسالة حادة لنظيره الإيراني حول الإساءات لمواقف الأردن طرد 4 إسرائيليين من فندق في تنزانيا بسبب كلمة "فلسطين حرة" (صور)