قصة الحقارة مع الاعتذار لويل ديورانت

قصة الحقارة مع الاعتذار لويل ديورانت
أخبار البلد -   أخبار البلد- 

البعض يرى أن الشر من طبائع الناس، ولكنهم بحاجة إلى السعي في الخير، والحق أن الله أوجد في الإنسان الاستعداد للشر ليبتليه، ويختبره، بينما الشر عارض، والرب لايرتضيه، ويمقته كما يمقت الظلم، ويجرّم عليه، ويعاقب مرتكبيه بأشد العقاب.

‏الحقير هو الذليل المهان الذي يستصغره الناس لفعاله السيئة، ونكرانه للجميل، وقد يستخدم الناس هذا الوصف لمن ينطوي على سلوك التكبر، وإذلال الآخرين إذا تمكن منهم، أو استعلى عليهم، فيأتي بالفاحش من القول، والبغيض من الأفعال، وربما استعمله الناس بغير محل الوصف. فالحقير عندنا هو الذي يتعمد الإيذاء، ويمنع الخير عن غيره، وهو هنا قوي، ويمتلك السلطة والنفوذ، وفي أحيان يستخدم للتشفي، وقد يستخدم للمداعبة كأن تقول الفتاة لصديقتها: أنت حقيرة لأنها استخدمت معها سلوكا لاترتضيه، ولكنها ليست في محل الزعل منها، وكذلك يقول الصديق لصديقه والصديقة لصديقها، ولكن الأصل في اللغة هو الذليل المهان، وقد يقال في وصف الشيء التافه والقليل ومالاقيمة له ويأنفه الناس.

‏عندنا، وماتعودناه هو المعنى الشائع والساذج والمتداول، وهو أن الحقير من صغرت نفسه، ودنت، فلايعود يرتجى منه خير، حتى إننا نرى الحقارة طبعا لدى البعض ممن لاحظ لهم من الدنيا، فلما فاض عليه الخير تكبر وتجبر، وتعمد الإيذاء واستغلال ماله ونفوذه ومنصبه للتنكيل بمن هم دونه، أو مشاركيه في العمل، أو من يعملون بمعيته، وحتى من هم أشرف وأرفع منه، لكنه يستغل وجوده في منصب، وحين تقودهم الحاجة إليه فإنه يترفع ويتكبر، ويمنع عنهم قضاء حوائجهم، ويتصرف بطريقة مقيتة، ولاترقى إلى طباع الإنسان المتزن، وهولاء يملأون حياتنا، ويمارسون أدوارا غاية في السوء والوضاعة، وهم ينتشرون في بلاد الدنيا كلها، ولكنهم في البلدان الفقيرة أكثر، وفي البلدان التي يكثر فيها الفساد ويعم، ويكون الطغيان لدى أهل الحكم في مستوى عال لايستطيع أحد وقفه ومنعه من التمدد والإيذاء.

‏ومثلما للحضارة قصة، فللحقارة قصص، وإذا كانت الحضارة إبداعا فكريا وعمرانيا، وفي شؤون مختلفة من شؤون حياة البشر الممتدة لآلاف من السنين، ونتجت عنها ابتكارات في الهندسة والزراعة والصناعة والعمران، وكلفت البشرية المعاناة والموت والأموال، فقد ظلت الحقارة متواصلة ومتنقلة من جيل إلى الجيل الذي يليه، وهي رفيقة السلوك البشري، وسعيد من تخلص منها، ونفر عنها، ومال إلى طريق يوصله لغايته دون أن تصيبه بشرورها، أو يتطبع بها، فيؤذي سواه، حتى إننا نجتهد في الصبر على الحقير، وننتظر أن ينتهي به المطاف إلى الخروج من دائرة التسلط لالننتقم منه، أو لنستذله ونطارده وننكل به فهذه ليست شيم الخيرين، ولكن هدفنا الخلاص من شروره والسوء الذي يطبع سلوكه.


 
شريط الأخبار درجات حرارة معتدلة وسحب متفرقة... حالة الطقس ليوم الخميس القسام: كمين يوقع قوات صهيونية باستخدام صواريخ طائرات f-16 وفيات واصابات بحادث تدهور في وادي موسى متظاهرون غاضبون يضربون بن غفير بالأحذية... ونيران بالقرب من منزل نتنياهو (فيديو) ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة هل هناك اعتداء على أراضٍ وأملاك وقفية؟... الخلايلة يتحدث الأشغال المؤقتة لرئيس لجنة زكاة وتغريمه ٤١٦ الف دينار هل الأحزاب الأردنية ناضجة؟... الإجابة لدى المعايطة قانون التنمية الاجتماعية يدخل حيز التنفيذ الأربعاء حالة الملك سلمان بعد مغادرته المستشفى منظومة الأمن السيبراني.. هذه هي أبرز المشاريع الحكومية لحماية المؤسسات الوطنية شخص يدعس معلما أمام مدرسته ويلوذ بالفرار في عمان بالصور.. إنطلاق فعاليات مؤتمر جراحة السمنة الرابع بالصور... انطلاق فعاليات مؤتمر جراحة السمنة الرابع “القسام” تنشر فيديو جديد لأسير إسرائيلي.. هاجم نتنياهو وحكومته وطالبهما بالإفراج عنهم فوراً وفاة و6 إصابات بحادثي سير في العاصمة عمان تراجع زوار "المدرج الروماني" 21.3٪ خلال الربع الأول من العام الجاري أكثر من 100 ألف دينار خسائر "جبل القلعة" لتراجع أعداد الزوار قرار قضائي بحق شاب تسبب بحمل قاصر بعدما أوهمها بالزواج في الأردن قرارات حكومية جديدة.. تفاصيل