ويستخدم العديد من أنواع الرائحة لاكتشاف أمراض محتملة وتجنبها، حيث تُظهر رائحة الأطعمة الفاسدة أو النفايات الجسدية أو غيرها من علامات الأمراض المعدية القادرة على إثارة الاشمئزاز رغبةً في ما يؤدي إلى التباعد الاجتماعي.
ووجدت الدراسة الجديدة التي أجراها معهد كارولينسكا في ستوكهولم، والتي تسعى إلى فهم أفضل للعلاقة النفسية بين تجنب الروائح وكراهية الأجانب (xenophobic)، أن "الأفراد الذين يشعرون بالاشمئزاز بسهولة أكبر من روائح الجسم هم أيضا أكثر عرضة لوجود مواقف سلبية لديهم تجاه اللاجئين"
ويُفسر هذا الارتباط جزئيا بالاختلافات الملحوظة في الاختلافات الثقافية مثل إعداد الطعام وممارسات النظافة، وفقا للدراسة التي نُشرت في مجلة Royal Society Open Science
ووجدت الدراسة أيضا أن أولئك الذين لديهم مواقف معادية للأجانب كانوا أكثر عرضة لأن يكونوا أكبر سنا وأقل تعليما
وطُلب من ما يقارب 7000 شخص من دول مختلفة، إكمال استبيانات حول مواضيع مختلفة خلال الموجات المبكرة لوباء الفيروس التاجي، بدءا من إيطاليا والسويد في أبريل 2020 وانتهاء ببلدان أخرى في يناير 2021، هي كندا وشيلي وهونغ كونغ وكينيا ونيجيريا والمكسيك ونيوزيلندا والمملكة المتحدة
في الاستبيان الأول، تم تقييم الحساسية تجاه رائحة الجسم، وطُلب من المشاركين تصنيف الروائح على مقياس من واحد إلى خمسة للاشمئزاز المتصوَّر
وتم تضمين ستة أنواع من روائح الجسم مثل البراز، وعرق الجزء العلوي من الجسم، والقدمين، والبول، والغازات، والتنفس، مع دمج سيناريوهات مختلفة تتعلق بشم هذه الروائح في المنزل وفي الأماكن العامة، بينما قام مسح منفصل بتقييم مواقفهم العامة تجاه الهجرة
ورأى الاستبيان الثالث الذي يهدف إلى تقييم نوع معين من رهاب الأجانب أن المشاركين يجيبون على أسئلة حول مشاعرهم تجاه اللاجئين من بلد وهمي يُدعى Drashnea، قيل لهم إنه إما في شرق إفريقيا أو شرق أوروبا
وقيل للمشاركين أن Drashnea "شهدت قدرا كبيرا من الاضطرابات المدنية في السنوات الأخيرة"، وأن "عددا كبيرا من هؤلاء اللاجئين يسعون للهجرة إلى بلدك"
ثم سئلوا عن مواقفهم العامة تجاه مواطني Drashnea، وإلى أي مدى يمكن للاجئين الوهميين جلب المشاكل المتعلقة بالصحة والإجرام إلى بلدهم، ومدى تشابههم مع أولئك المواطنين من حيث الغذاء والنظافة والممارسات الصحية
وقد حدد الباحثون وجود صلة بين كراهية الأجانب تجاه مجموعات اللاجئين الخيالية ومدى قوة شعور الناس بالاشمئزاز من روائح الجسم
وأشار الباحثون إلى أن "النتيجة التي لاحظوها تم تفسيرها جزئيا من خلال كيفية نظر المستجيبين إلى مجموعة اللاجئين على أنها مختلفة من حيث الغذاء والنظافة والممارسات الصحية، والمواقف العامة تجاه الهجرة. وهذا يتماشى مع نظرية تجنب المرض التي تهدف إلى شرح اقتراح أن السلوكيات والمواقف الاجتماعية مرتبطة بتجنب مسببات الأمراض"
ومع ذلك، لاحظ الباحثون أن قوة الصلة بين الحساسية تجاه الروائح المقززة وكراهية الأجانب كانت مماثلة لتلك التي تم تحديدها في دراسة ما قبل الوباء.