وقال سبحانه: إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ [القدر:1-5] وصح عن رسول الله ﷺ أنه قال: من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه[1] متفق على صحته. وقيامها يكون بالصلاة والذكر والدعاء وقراءة القرآن وغير ذلك من وجوه الخير.
وقد دلت هذه السورة العظيمة أن العمل فيها خير من العمل في ألف شهر مما سواها، وهذا فضل عظيم ورحمة من الله لعباده، فجدير بالمسلمين أن يعظموها وأن يحيوها بالعبادة، وقد أخبر النبي ﷺ أنها في العشر الأواخر من رمضان، وأن أوتار العشر أرجى من غيرها، فقال عليه الصلاة والسلام: التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، التمسوها في كل وتر[2].
وقد دلت الأحاديث الصحيحة عن رسول الله ﷺ: أن هذه الليلة متنقلة في العشر، وليست في ليلة معينة منها دائماً، فقد تكون في ليلة إحدى وعشرين، وقد تكون في ليلة ثلاث وعشرين، وقد تكون في ليلة خمس وعشرين، وقد تكون في ليلة سبع وعشرين وهي أحرى الليالي، وقد تكون في تسع وعشرين، وقد تكون في الأشفاع. فمن قام ليالي العشر كلها إيماناً واحتساباً أدرك هذه الليلة بلا شك، وفاز بما وعد الله أهلها.
لنزول أوّل آية من القرآن الكريم في هذه الليلة، ونزول الملائكة وفتح أبواب الرحمة واستجابة الدعاء.وتسمى ليلة القدر لأنها تتميز بالقدرة العظيمة التي يمنحها الله للمؤمنين فيها، فهي ليلة تنزل فيها الرحمة والبركة والمغفرة من الله عز وجل، ويُعدُّ فضل ليلة القدر عظيماً، ففيها تُغفَر الذنوب ويُعطَى المؤمنون أجراً عظيماً، ومن الفضائل العظيمة ما يلي:
• نزول القرآن، إذ إنّهُ في هذه الليلة المباركة نزل الوحي على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.
• ليلة عظيمة بها الأجر والثواب الكبير لمن يؤديها.
• تنزل فيها الملائكة والروح وتشعر فيها النفوس بالسكينة والطمأنينة.
• يفتح فيها باب الجنة ويغلق باب النار، ويغفر الله تعالى للعبد المؤمن في هذه الليلة.
• اختص الله سبحانه وتعالى هذه الليلة بالعظمة والشرف، وجعلها فرصة للمؤمنين ليتقربوا إليه.
• إذا دعا المؤمن في هذه الليلة بقلب صادق وخشوع، فإن الله سبحانه وتعالى يستجيب لدعائه.
-الصلاة والقرآن في ليلة القدر
في ليلة القدر، يجب الدعاء والذكر وقراءة القرآن وصلاة التراويح، فهي ليلة عظيمة لجميع المسلمين. ومن المهم الإكثار من الأدعية في هذه الليلة المميزة والتي يمكن أن تكون أفضل من ألف شهر مما سواها. وتدل السنة النبوية على أنه كان يعظم العشر الأواخر من رمضان ويجتهد فيها بأنواع الخير. الصلاة والقرآن لهما دور كبير في هذه الليلة المباركة، حيث يجب القيام بالصلاة وقراءة القرآن ويراعى الاستماع لكلام الله بتأمل وتدبر آياته. وصلاة التراويح تعتبر طريقة أخرى لإحياء ليلة القدر والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى.
-الذكر والاستغفار والدعاء في ليلة القدر
عندما تقوم بإحياء ليلة القدر، يجب عليك الجلوس في الصلاة والتأمل في آيات القرآن وذكر الله والتسبيح والتهليل والاستغفار والدعاء. فالله يأمرنا بالدعاء وهو الغافر الرحيم، وإذا قمت بالتضرع إليه، فسيسامحك ويجيب دعاءك. كما أن ليلة القدر هي ليلة العتق من النار، فليكن دعاؤك بمغفرة وتوبة ومد يد العون إلى المحتاجين. وذلك مع الاستمرار في حسن الأخلاق والإحسان إلى الناس لتكون تلك الليلة ناجحة ومباركة لك.
-صلاة التراويح في ليلة القدر
عندما تصلي صلاة التراويح في ليلة القدر، فأنت تستعد لاحتساب زيادة في الأجر والثواب، فهي من أفضل الأعمال التي تؤديها في تلك الليلة المباركة. ومن المعروف أن الصلاة في هذه الليلة العظيمة تتميز بالبقاء في الصلاة لفترات طويلة، حيث يستمر المصلون في الصلاة لما يقارب ساعتين، وهذا يجعلها من أجمل الليالي التي تحفظ فيها القرآن الكريم. لذلك، يجب عليك أن تهتم بأداء صلاة التراويح في ليلة القدر، حيث تكتسب ثواباً كبيراً وتجني رضى الله تعالى.
-فضل ليلة القدر في القرآن والسنة النبوية
فضل ليلة القدر في القرآن والسنة النبوية: لا يمكن إغفال فضل هذه الليلة، فالله سبحانه وتعالى جعلها من أفضل الليالي وذكرها في القرآن الكريم فجعلها "خير من ألف شهر"، ومن ثمّ جعلها إحدى المناسبات الهامة للمسلمين. كما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته فضل هذه الليلة وأمر بالاحتفال بها وإحيائها.