بعد غياب دام 12 عاماً، وبرعاية الهيئة العامة للترفيه في المملكة العربية السعودية وإنتاج "استوديوهات ام بي سي”، عاد النجمان الكبيران ناصر القصبي وعبدالله السدحان ليرسما معاً الضحكات القلبية على وجوه الملايين في "طاش العودة”.
مواقف وأحداث كوميدية متجددة تعكس قضايا المجتمع انتظرها طويلاً جمهور طاش المتلهف. يُخرج "طاش العودة” محمد القفاص. وإلى جانب النجمين الكبيرين ناصر القصبي وعبدالله السدحان، يشارك نخبة من ألمع نجوم الدراما والكوميديا السعودية وأبرزهم: يوسف الجراح، حبيب الحبيب، إلهام علي، ماجد مطرب، بشير الغنيم، ريماس منصور، سناء بكر يونس، راشد الشمراني.. وآخرون.
يقول ناصر القصبي: "نعلم أن العمل مستوطن في وجدان المشاهدين، وشخصياته ما تزال حاضرة في ذاكرتهم، ونعتبر عودتنا اليوم بمثابة تحية للجمهور الذي أحب طاش وأحبنا”.
ويشدد القصبي على أن "الفكرة ليست في العودة، بل في التحدي الذي تتضمنه العودة بعد تلك السنوات الطويلة، وفي الجديد الذي نحمله ونقدمه”.
ويضيف القصبي: "اللعبة الدرامية هي ذاتها، والخبرات التي راكمناها خلال العمل خارج "طاش” هي خبرات كبيرة، والتحدي الحقيقي يكمن في توظيف ذلك كله في "طاش العودة” والعمل على استعادة الشخصيات التي نامت لفترة 12 سنة، ونفض الغبار عنها وصقلها والإتيان بأفكار وطروحات جديدة تليق بانتظار الجمهور ومحبته”.
ويستطرد القصبي، موضحاً أن صعوبة العمل في "طاش” كانت وما تزال تكمن في الشخصيات التي يتضمنها العمل، لناحية تداخلها مع بعضها بعضا أحياناً. فتقمص الممثل لكل شخصية من الشخصيات والدخول فيها يتطلب وقتاً وجهداً وتحضيراً قبل التصوير وأثناءه، ولعل صعوبة "طاش” خصوصاً تتجلى في أن الشخصيات التي نقدمها فيه متغيرة مع الحلقات، فما إن تبدأ في دخول الشخصية وتقمصها حتى تنتهي مشاهدها، لنبدأ بعدها التحضيرات على شخصية جديدة ومشاهد جديدة.
ويقول "ذلك التحدي كان متواصلاً منذ بدأنا "طاش”، ولكن الفرق أننا كنا نوقظ تلك الشخصيات ونعيدها في كل عام، أما اليوم فاستعادتها تأتي بعد 12 عاماً وهي فترة طويلة، الأمر الذي يتطلب جهداً مضاعفاً عدة مرات منا كممثلين”.
وحول ما يحمله "طاش العودة” والفرق بينه وبين أجزاء "طاش” الماضية، يوضح القصبي: "لقد اختلف الزمن واختلفت المعطيات اليوم عن الماضي، ففكرة الطروحات النقدية التي تأطر ضمنها العمل خلال سنواته الأولى وما تلاها على نحو عقدين من الزمن، والمحتوى النقدي الكوميدي الذي اعتدنا توجيهه عبر الحلقات لأداء بعض الأجهزة الحكومية العاملة في قطاع تقديم الخدمات للمواطنين، على سبيل المثال لا الحصر، كلها قد اختلفت وتغير أداؤها خلال العقد الأخير، كما تغيرت احتياجات الناس ومتطلباتهم، لذا فقد وجب علينا اليوم إجراء تغييرات حقيقية أساسها استعادة العمل نفسه واسترجاع جوه العام وشخصياته البسيطة التي أحبها الناس”.
ويضيف القصبي "أتوقع أن إطلالتنا على المشاهدين بعد 12 عاماً من الانقطاع هي بحد ذاتها إيجابية لناحية كونها تخلق حالة ترقب لدى الناس وفضول لمعرفة ما سنقدمه، لذا فقد اعتبرنا أن الأهمية القصوى في "طاش العودة” هي في كيفية تقديم أفكار وطروحات وشخصيات وأجواء لطيفة وخفيفة على الناس”.
ويختم القصبي "حين قررنا إعادة "طاش”، وضعنا نصب أعيننا أن العودة تحمل معها مخاطر جمة، إذا تشير التجارب الدرامية والسينمائية حول العالم عموماً إلى أن استعادة وتجديد أعمال قديمة ناجحة هو أمر بالغ الصعوبة، ويحمل خطورة وتحديا كبيرين، إذ إن القديم قد ولد حالة وجدانية لدى المشاهدين تراكمت وتبلورت مع الزمن في ذاكرتهم ومخيلتهم، الأمر الذي قد يجعل تقبل الجديد من دون مقارنات وأحكام مسبقة أو حتى جائرة أمراً صعباً”.