اخبار البلد_ لوقت قريب جدا كانت الولايات المتحده الامريكية تعتبر في نظر العرب عامه والاحزاب السياسية بكل اطيافها والوانها وخاصة الاحزاب الاسلامية في جميع الدول العربية وخاصة هنا في الاردن الشيطان الاكبر والعدو اللدود للامة العربية والاسلامية بدعهما اللامحدود لاسرائيل العدو الاخر للعرب وخاصة في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية ولا زالت امريكا من اشد الداعمين لاسرائيل في جميع المحافل الدولية عندما يتعلق الامر بالقضية الفلسطينية وبجميع الحروب التي شنتها اسرائيل على العرب والفلسطينيين وكلنا نتذكر حرب غزه التي دمرت خلالها اسرائيل البنية التحتية بالكامل ، ولوقت قريب كانت الاعلام الامريكية والاسرائيلية تحرق بالشوارع وفي كل اعتصام او مظاهرة او تجمع او بعد كل ندوة تعقدها احزاب المعارضه هنا في الاردن ولوقت قريب كان مجرد الحديث مع مسؤول امريكي يعتبر جريمة كبرى ، ماذا حدث ولما تغيرت الامور بهذه السرعه الهائله بحيث اختلفت المفاهيم وتغير منطق الامور مائه وثمانون درجه ولماذا اصبح الممنوع مسموحا والعدو صديقا والشيطان ملاكا واصبح الحوار مع امريكا الشيطان الاكبر مصلحة عليا ومسموحا لا بل ومرحبا به على جميع الاصعده واصبحنا جميعا نتدافع ونهرول ونقبل ايادي المسؤولين الامريكيين ليسمحوا لنا الجلوس معهم ولو ساعه كل هذا لاعتقادنا ولاعتقاد هؤلاء الراكضين المندفعين ان امريكا هي من ستوصلهم لكرسي الحكم وبغير امريكا لن يكون هناك ربيع عربي واصلاح وليس صناديق الاقتراع وثقة الشعب بمن ينتخب ويرى فيه الصدق وانه سوف يدافع عن حقوق ومصالح الشعب وليس مصالحه الشخصية .
نحن لسنا ضد الحوار مع امريكا مع اي جهة هنا في الاردن ما دامت المصلحه الاردنية العليا هي محط الاهتمام وهي محور الحديث من بدايته لاخره وليس استجداء الدعم الامريكي من اجل الوصول الى كرسي الحكم وليس لخلق تفاهمات سرية بين الاطراف المتحاوره ومن تحت الطاوله على بعض القضايا الرئيسية والخطيره والتي يتوقف عليها مستقبل الاردن ومصالحه القومية وخاصة اذا ما عرفنا الوضع الخاص للاردن والحديث عن التوطين والتجنيس والوطن البديل ورفض قوننة قرار فك الارتباط الذي يخدم المصالح الاسرائيلية والامريكية اكثر من خدمة المصالح الفلسطينية لانه يبقي العلاقه الاردنية الفلسطينية مبهمه وغير واضحه وملتبسه على على جميع الاصعده والذي قد يؤثر على الهوية الاردنية والمواطنه وخاصة عندما يطالب هؤلاء انفسهم اي المندفعين للحوار مع الشيطان الاكبر بقانون انتخاب حسب الكثافه السكانية وهم بالنهاية يعلمون او لا يعلمون انهم يخدمون المصلحه الاسرائيلية اكثر من خدمتهم للاردن وهم ايضا على علم اكيد ان كل ما تفعله امريكا وتخطط له هو لخدمة اسرائيل فقط وليس غيرها ولا يعتقد هؤلاء ان امريكا تجلس معهم حبا بهم او خدمة للديمقراطية او لمصلحة بلدانهم وشعوبهم بل هو لخدمة اسرائيل فقط .
والسؤال هنا ما الذي دفع بالاخوان المسلمين في مصر للاعلان وطمأنة امريكا ان اتفاقية كامب ديفيد لن تلغى وستبقى مع انهم كانوا من اشد المحاربين لها في زمن الرئيس حسني مبارك ومن اكثر المطالبين بالغاء هذه المعاهده اللعينه ولكن يبدو ان الكرسي لها رونقها وجاذبيتها بحيث لا يستطيع الانسان مقاومتها وقد يبدل الانسان موقفه ويغير مبدأه الذي عاش عليه سنين من اجل الجلوس عليه والتمتع بنعومته وما الذي دفع راشد الغنوشي زعيم حركة النهضه التونسية الاسلامية للالتقاء مع منظمة الايباك الامريكية والمعروف عنها دعمها المطلق لاسرائيل وعدائها الشديد للعرب وللقضية الفلسطينية على وجه الخصوص هل هو لقاء مصالح وتغيير مواقف ام لقاء عابر .
على الجميع ان يعلم ان امريكا لا ترغب الخير للعرب نهائيا وما تدخلها ولقائها مع الاحزاب الاسلامية في الدول العربية ودعمها لهم الا من منطلق المحافظه على اسرائيل وحماية امنها ومصالحها وكل خطوة تخطيها وكل عمل تقوم به مهما صغر او كبر هو بالنهاية يصب في مصلحة اسرائيل وبالتالي فان لقاء احزابنا في هذا الوقت الحساس وفتح حوار مع امريكا لن يصب في مصلحة الاردن ولا في مصلحة تلك الاحزاب بقدر خدمة المصلحه الاسرئيلية العليا فكل شيء بالنسبة لامريكا له ثمن يدفعه من يتعامل معها وما دامت احزابنا قادره على فتح قنوات حوار مع الغرب اليس من باب اولى ان تفتح حوارا مع بلدها وحكومتها .