قال تعالى .. (والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون .ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون. وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرءوف رحيم .والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينه ويخلق ما لا تعلمون ) .
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم .. (والابل عز لاهلها والغنم بركه ) .
الرفق بالحيوان ... موضوع شبه مغيب تقريبا عن وطننا العربي ولكن ليس بشكل كامل .. هناك من يولي اهتماما بهذا الامر ويأخذه على محمل الجد ... هناك انسانيين بطبيعتهم ويخافون الله .. لقد اشار القران الكريم والسنه النبويه بلاضافه الى كل الاديان السماويه الى ضروره الرفق بالحيوان ...
امرأه دخلت النار لانها حبست قطه .
ورجل دخل الجنه لانه سقا كلب .
هنالك الكثير من القصص والايات والاحاديث التي تدعو الى الرفق بالحيوان ..
انا شخصيا من الرواد والمهتمين والذي اعير مسأله الرفق بالحيوان اهميه كبرى لا تقل عن اهميه أي امر اخر ...
وصفت بالجنون بمرحله من مراحل حياتي .. او قلة العقل او الهبل .. وتكررت امامي مقوله كثيره ومن خلفي ايضا الا وهي ( منو العوض وعليه العوض ) .. لاني كنت احب الحيوانات كثيرا وبالاخص ( القطط ) .. في مرحله ما قبل الزواج كان لدي مجموعه كبيره من القطط اربيها واعتني بها .. مع كامل الحقوق والحريه .. اما الان ما بعد الزواج وبوجود اطفال توقفت عندي هذه الهوايه لاسباب وقائيه وماديه بنفس الوقت ..مع الاستمرار بالرفق بهم ولكن بدون اقتنائهم داخل البيت ..
كنت احب الحيوانات منذ صغري واعطف عليهم بدون ايذاء نهائيا ... وفي سن الشباب صدف اني كنت خارجا من المنزل باتجاه عملي فصادفني ( قط ) امام المنزل جائع .. فعدت ادراجي واحضرت له ما تيسر من طعام وشراب .. ومضيت .
واثناء عودتي وجدتها متمسمره امام المنزل ومن هنا تعودت علي وبدأت رحلتي بتربية القطط .. بدأنا بقطه ثم حملت ( بسته ) ثم ثلاث منهم حملوا بسبعه واربعه منهم حملوا بسته وهكذا ومن باب الشفقه والرحمه بدأت اعتني بالامهات كبارا وصغارا حتى اصبح عندي مزرعه بسس .. فوصفت حينها بالمجنون .. شعرت بأني تورطت .. دوافعي الانسانيه والعاطفيه ومخافة الله منعني من القائهم بعيدا وصممت ان اكمل مشواري للنهايه ..
فكيف اوقف سلسله الخلفه من هذه البسس .. لا يوجد موانع للبسس .. وين ما شطح نطح .. شباط اذار نيسان حتى بعز البرد والشتا ما الاقي الا وبسه من هالبسس حامل .. بالنهايه قررت التخلص تدريجيا منهم ابتداءا من اكبرهم سنا واخرجهم من خطيتي مع الاحتفاظ بواحده فقط وهذا ما حصل ... وقبل زواجي بسنه تقريبا كنت قد تخلصت من اخر بس عندي هو انطلق لوحده ولم يعد . وبقيت احب الحيوانات وارفق بهم ولغاية اليوم ...
كنت حقيقة اذهب لدكتور بيطري يدعى على ما اذكر ( زيد شريد ) وهو كان يعمل او يملك محل لبيع الادويه البيطريه بمنطقة ( دوار الشرق الاوسط ) وهو عراقي الجنسيه ... كنت اتردد عليه باستمرار لشراء الادويه والمطاعيم لحيواناتي الاليفه .. هذا وانا اعزب .. اما الان وانا متزوج احاول جاهدا ان أؤمن رغيف الخبز لاولادي ...
تعود الناس علي وعرف عني بأني احب الحيوانات وارفق بهم ..فأحضر لي احد الجيران يوما ( كلب ) ينزف من قدمه .. وقال لي لك اجر عند الله .. داويه واذا احببت ان تربيه ربيه .. والسلام عليكم .
تركه وذهب .. كان صغير السن .. فلم أشأ ان اتركه بهذا الحال فقمت بعرضه على الدكتور البيطري وتم جراء جراحه له واعطاءئه الادويه المناسبه .. وتعود علي .. ومكث عندي بحدود الست شهور حتى كبر .. وكنت دائم العمل على نظافة المكان ونظافته هو وانا بنفس الوقت .. وما اقدمت على هذه الخطوه الا اتباعا لقول الله ورسوله الكريم بضرورة الرفق بالحيوان مع ضرورة اتباعي ما ورد بالنصوص الدينيه بكيفية الاعتناء والرفق بالجيوان وتربيته بدون ان تقع مضره على الانسان بنفس الوقت ..
عندما كبر ( ذلك الكلب)... قررت ان اودعه عند جماعة تستفيد منه للحراسه او الصيد مع ضرورة ان يرفق به .. فبحثت طويلا حتى وجدت انسان يملك مزرعه وهو بحاجه الى كلب فسلمته اياه مع تأكيدي واستحلافي له بالله ان يعتني به ويرفق به وقد وعد بذلك.
لا احب اقتناء الطيور وحبسها .. قطعيا .. ارى بأن الله خلقها لتطير لا ان تحبس بالاقفاص .. اشعر بضيق برؤيتها داخل الاقفاص .. مع اني كنت بفتره من الفترات كنت املك واربي مجموعه جيده من ( الدجاج والديوك ) وايضا اصبح عندي مجموعه لا بأس بها وعند انتشار مرض ( انفلونزا الطيور ) قمت بذبحها وطبخها تدريجيا حتى اخر صوص كبير .. زاد وزني بتلك الفتره 2 كيلوا وريشت.. بس ما بضت.
صوت نباح استمر ثلاث ايام متواصله .. اقلق نومي وحرك مشاعري الى اقصى درجه .. وعند السؤال وتتبع الصوت وجدت بأن هذا الكلب محبوس بأحدى الشقق فوق منزلي المستأجر .. هذا وانا اعزب .. وعند السؤال وصلت الى صاحبه .. واستفسرت منه عن هذا الكلب .. وروي لي قصه بأنه أخذه من شخص يريد منه مال .. واستبدله بدل المال ويقدر ب 80 دينار بهذا الكلب .. فقال لي بأنه اضطر ان يأخذ هذا الكلب لانه واثق هو اقل شيء ممكن ان يحصله من ذاك الرجل لعله يبيعه .. واشار لي بأنه لا يحب اقتناء الحيوانات لكنه احتفظ به .. وقد اشرت له انك تظلم هذا الحيوان فانت لا تعتني به جيدا .. وقد اعترف بذلك ... فعرضت عليه كي اشتريه بغية مني ان اطلقه بسبيل الله .. واقسم بالله العظيم على ما اقول شهيد .. قمت بشراءه ثم اطعامه واشرابه ثم استأجرت ( بكب ) وسرنا به الى منطه نائيه باتجاه الزرقاء مع اني سكان عمان وهناك اطلقت سراحه لوجه الله تعالى ... وما اورد قصتي هذه الا من اجل حث الناس على الرفق بالحيوان وعدم تجويعه او اهماله .
تربية الحيوانات مسؤوليه كبيره وليست مجرد كماليات او زينه او تسليه .. هو مخلوق يحس ويشعر ويتألم ويجوع ويعطش ويمرض .. والاسلام الحنيف حث على مستوى ذبحه ان يكون برفق ومنع التوشيم عليه او حرقه او تشويه وغيره من الاشياء التي تؤذيه .
لا ينكر احد بأن تربية الحيوانات هي عبأ .. تبدأ المسأله يوما بعد يوم ثم تدرك حجم المعاناة والتعب والعنايه به .. فالقرار قرارك منذ البدايه اما ان تكون على قدر المسؤوليه بتربية أي حيوان وتتحمل المسؤوليه او ان تعفي نفسك من هذه المهمه وتبقى بعيدا لئلا تتحمل خطيته .. مع التاكيد بعدم أذيته لا من قرب او بعيد .. مثل حذفه بطوب او ربطه والضحك عليه .. اذا لم ترد اطعامه او اشرابه فعليك فقط ان تتركه وشأنه.
كان لي تواصل نوعا ما مع ( جمعية الرفق بالحيوان ) هنا بالاردن بمنطقة ( عراق الامير) ببيادر وادي السير حيث كنت اراجعهم من اجل معالجه بعض الحيوانات التي كنت اقتنيها وكانوا حقيقة بغاية الانسانيه والروعه وهنا اجدها حقيقة فرصه بتقديم خالص الشكر والعرفان والاحترام والتقدير لطاقم الجمعيه بالكامل على حسن تعاونهم وتجاوبهم مع أي انسان بمعالجه أي حيوان وكانو بغاية التواضع وبغايه الاحتراف بمهنتهم الانسانيه وكانوا يقدموا العلاجات والارشادات والنصائح بالمجان ولهم الكثير من النشاطات بما تخص الرفق بالحيوان غير العلاج ومنها على ما اذكر ان لديهم مشروع التبني ايضا وبشروط ومراقبه ومتابعه فجزاهم الله كل خير .. وهنا لا انسى ان اتقدم بجزيل الشكر والعرفان ايضا وجزاهم الله كل خير ( لجهاز الدفاع المدني ) الذي يجسد اعماله وافعاله بكل اقتدار بكل النواحي الانسانيه ولم يغفل عن الرفق بالحيوان ونقرأ كثيرا من القصص والمهام التي يقوم به هذا الجهاز العظيم والكفؤ بانقاذ الحيوانات ومساعدتهم فجزاهم الله كل خير ووفقهم الله.
واود الاشاره هنا الى ان لي من الاحداث والقصص الكثيره وعلى مدار 12 عاما في تربية الحيوانات باشكالها وانواعها حتى على مستوى تربية الاسماك بالاحواض .. هي ايضا كانت لي تجربه معها .. وما زلت لغاية الان ارفق بالحيوان كل ما اتاحت لي الفرصه ولو بتقديم شربة ماء له او من بواقي الاكل قدر المستطاع .. والحث دائما على الرفق به والنهي عن أذيته واقدم النصيحه والمعلومه واحرك مشاعر الانسان باتجاه الحيوان بالكلمه والفعل وبالاخص اطفال الحارات احاول ان ازرع بهم الرفق بالحيوان والنهي عن أذيته.
ملاحظه : استغرب ممن يقتل انسان ويأذيه وقد تجرد من كل المشاعر الانسانيه وهناك بالجانب الاخر يوجد من يرفق بالحيوان ويخاف ان يأذيه .. فشتان بين ذاك وذاك .. فشتان بين اسد البشر واسد الحيوان .. احدهم يحتاج الى ( رفق ) والاخر يحتاج الى (شنق ) ...
والسلام عليكم
Burhan_jazi@yahoo.com