أثار الممثل المسرحي التونسي محمد كوكة -خلال استضافته على قناة التاسعة التونسية- جدلا واسعا بسبب مهاجمته للحجاب وتصريحه بكرهه الشديد له قائلا إنه "يهين المرأة ويحط من شأنها".
وقال كوكة في مقطع تناقله رواد مواقع التواصل الاجتماعي "لديّ كره شديد للحجاب ولو تعترضني امرأة أتمنى أن أخلعه من فوق رأسها لأنه إهانة للنفس البشرية وحطٌّ من كرامتها".
واعتبر هذا الممثل أن "الحجاب أمر تمّ توارثه من مجتمعات متمسكة بعادات وتقاليد بالية مصدرها ديني" ووصفه بأنه يجعلها كأنها أدنى قيمة من الرجل كما أنه نكران لإنسانية المرأة.
وليست هذه المرة الأولى التي يعبر فيها كوكة عن مواقف جدلية، فقد سبق أن صرّح بأنه يفضل أن تُحرق جثته "على أن تعود للتراب بعد موته".
ولم يتقبل أغلب النشطاء على مواقع التواصل مواقف كوكة وتصريحاته، ونشروا تدوينات تراوحت بين السخرية والتنديد والغضب.
وكتب الناشط السياسي خالد شوكت معلقا على تصريحه "محمد كوكة.. يكره المحجّبات ويحبّ البقر" في إشارة إلى قوله إنه أصبح نباتيا ويشفق على الأبقار من الأكل والذبح.
وأضاف شوكت "أليس من الإنسانية التي يجب أن نتعلمها كذلك نبذ الكراهية واحترام الاختلاف وقبول اختيارات البشر في أن يلبسوا ما يتفق مع قناعاتهم الدينية، ومن ذلك احترام حق المرأة المسلمة في ارتداء الحجاب.. أتسع قلوبنا البقر فيصفّق لنا عتاة الحداثة إعجاباً.. ولا تسع حجاب النساء المسلمات؟".
وتساءلت إحدى الصفحات التونسية تعليقا على الفيديو: هل أصبح الإعلام التونسي يروج ويعلم التونسيين الكراهية والحقد والبغض، وتابعت: التحريض على الكراهية في قناة التاسعة التونسية، وليس في مجلس خاص أو مقهى أو ملعب، يحصل هذا في قناة فضائية تونسية مرخص لها.
وفي برنامج صباحي على إذاعة راديو "آي إف إم": قال الصحفي زياد الهاني إنه شعر أن كوكة بهذا التصريح قد أهانه وأهان أمه، وعاب عليه عدم تريثه قبل التصريحات التي وصفت بالمثيرة للكراهية.
أما السياسي والوزير السابق عبد اللطيف المكي فقد قال -في حسابه الرسمي على موقع فيسبوك- إن من أدوار كوكة بصفته فنانا هي تربية الذوق العام وإشاعة قيم التعايش وتنمية ثقافة الديمقراطية.
وتابع: من حقك ألا تقتنع بالحجاب أو أي شيء آخر لكن ليس من حقك أن تقول مثل ما قلت فهو في حده الأدنى عدم قبول الاختلاف ويمكن أن يُفهم على أنه تحريض. ماذا لو قال كل من يخالف لباسا ما مثل قولك؟ نحتاج إلى إفشاء السلام في المجتمع.
وقال أحد المعلقين إن هذا المسرحي أساء لنفسه مرتين: مرة عندما أبدى موقفا عدوانيا ضد الحجاب ولم يحترم حرية الناس في اللباس، ومرة عندما ترك نفسه عرضة للخصوم وأولهم زميلته ليلى الشايي التي اتهمته بالاستحواذ على حقوقها ودعته إلى "التوبة".