في عام 1995 شاءت الظروف ان تأتيني دعوه لزياره ( كينيا الافريقيه ) .. انبسطت كثيرا بهذه الدعوه .. جهزت نفسي للسفر .. وانطلقت بنا الطائره الى مطار (نيروبي ) .. هبطنا صباحا ثم الى الفندق ثم برحله شيقه الى محمية - مازى مارا- لرؤية الطبيعه والحيوانات...
انها عجب العجاب .. حيث تترامى اطراف الطبيعه هنا وهناك .. والحيوانات المفترسه تنتشر وتتعايش بنظام فطري غريب ... سياسه الغاب .. القوي يأكل الضعيف مع الحفاظ على توازن الانواع ... اقتربت من الاسد كان اكبر مني اضعاف خفت وتراجعت الى الوراء .. فجاءني صوت من خلفي ..
- لا تخف ... اثبت مكانك ... سيذهب لوحده .
- يا رجل هذا جاي يوكلني .. يا زلمه بخوف .
- زي ما بقولك .. اذا تراجعت سيلاحقك ويقتلك.
تسمرت مكاني للحظات .. اقترب مني .. واخذ ينظر الى عيني ثم لامس رأسه اقدامي .. ثم ذهب.
- شو قلتلك .. شايف .. ما سوالك اشي.
- يا رجل الدم نشف بعروقي .. والله بدي يومين لارد نفسي .
- لا تخف .. تعال افرجيك القرود .
- قرود .. لا انسى .. شايف منهم كثير .. خليني اشوف الفيل او الدب او اي شيء غريب او التماسيح.
- تعال
تقدمت بضع مترات باتجاه بحيره داخل المحميه ..
- شوف .. هذا التمساح ..
- يا وردي .. شو هاذ .. يا زلمه ما شفتو الا بالتلفزيون .. يا زلمه هذا بخوف.
- اوعك تقترب من البحيره .. دير بالك .
- بدون توصاي .. هيني متمسمر مكاني . .. دخلك شو بطعموا هاذ .
- هو بدبر حالو .. بوكل من البريه .. اي شيء يقترب من البحيره يبتلعو.
- مفهوم .. وين هسه بدك توخذني.
- تعال افرجيك الزرافات .. بس بدنا نركب سيارة جيب .
- على بركة الله.
تجولنا بالمحميه بين الحيوانات تقريبا جميعها .. نمور .. فهود .. ذئاب .. دببه .. غزلان .. الحمير بأنواعها .. جواميس .. اي شيء بخطر على بالك .. لقد أذهلني ما رأيت .. وساعدني بالأمر صديقنا المرشد الذي يجيد العربيه .. وفجأه .. من غير حسبان ولا توقع .. اعترضنا (نمر) وهجم على صديقي وقضم رجله دفعه واحده وقطعها ومن خوفي قفزت الى الناحيه الثانيه فلاحقني وعضني من رقبتي وصرخت بأعلى صوتي ولكن بدون فائده فبعد دقائق كان قد اجهز علي وابتلعني وانتهيت ..
ملاحظه : هذه (قصه للاطفال ) من نسج خيالي .. قلتها لولادي عشان يناموا بدري .. اصلا انا ابعد مكان روحتو بحياتي هو (سقف السيل ) .
والسلام عليكم
burhan_jazi@yahoo.com