لا يفوتنا في البداية أن نتوجه بإسمنا، وإسم كل من يشاركنا آرائنا، وأفكارنا، من أبناء الوطن الأردني المعطاء، بأصدق التهاني إلى مليك البلاد، وقائد مسيرة الإصلاح الشامل فيها، الملك عبدالله الثاني بن الحسين، بمناسبة ذكرى ميلاده حفظه الله.
وفي ذات الوقت نتفكر بحال بعض الزعماء هذه الأيام ممن يمارسون القتل والذبح والتعذيب في البلدان التي يحكمونها، فقط لأن فرداً خاطبهم بشكل غير لائق، أو حتى لأنه خاطبهم بإسمهم مجرداً بدون ألقاب، وتطاول بذلك على أسياده!
ونهدي أمثال هؤلاء القادم من السطور، فمن أجمل القصص الواردة في كتاب (قصص من التاريخ)، للشيخ الأديب علي الطنطاوي رحمه الله، وأصلها التاريخي في الصفحة 411، من كتاب (فتوح البلدان ) للبلاذري، تلك التي ورد فيها أن الغلام جاء منادياً بأعلى صوته: يا قتيبة (هكذا بدون أي لقب)، وكان المقصود، قتيبة بن مسلم الباهلي، أمير جيوش المسلمين، وقائد فتوحاته في بلاد آسيا الوسطى، في القرن الأول الهجري.
جاء قتيبة، وجلس هو وكبير الكهنة، أمام القاضي، ثم قال القاضي : ما دعواك أيها الشاب السمرقندي؟
فقال الشاب: إجتاحنا قتيبة بجيوشه، ولم يدعونا إلى الإسلام، ويمهلنا حتى ننظر في أمرنا، فإلتفت القاضي إلى القائد قتيبة، ثم قال: وما تقول في هذا يا قتيبة؟ قال قتيبة: الحرب خدعة، وهذا بلد عظيم، وكل البلدان من حوله كانوا يقاومون، ولم يدخلوا الإسلام، ولم يقبلوا بالجزية، فسأل القاضي قتيبة: وهل دعوتهم للإسلام، أو الجزية، أو الحرب، يـــــا قتيبة ؟
قال قتيبة: لا، إنما باغتناهم، لما ذكرت لك، فقال له القاضي: أراك قد أقررت، وإذا أقر المدعى عليه إنتهت المحاكمة، يا قتيبة ما نصر الله هذه الأمة إلا بدين الإسلام، وإجتناب الغدر، وإقامة العدل، ثم قال القاضي المسلم: قضينا بإخراج جميع المسلمين من أرض سمرقند، من حكام، وجيوش، ورجال، وأطفال، ونساء، وأن تترك جميع الدكاكين والدور، وأن لا يبقى في سمرقند أحد، على أن ينذرهم المسلمين بعد ذلك!!
لم يصدق الكهنة ما شاهدوه وسمعوه، فلا شهود، ولا أدلة، ولم تدم المحاكمة إلا دقائق معدودة، ولم يشعروا إلا والقاضي والغلام وقتيبة ينصرفون من أمامهم، وبعد ساعات قليلة، سمع أهل سمرقند بجلبة تعلو، وأصوات ترتفع، وغبار يعم الجنبات، ورايات تلوح خلال الغبار، فسألوا عن أسبابها، فقيل لهم إن الحكم قد تم تنفيذه، وأن جيش المسلمين قد إنسحب بالفعل!
في مشهد إقشعرت منه جلود الذين شاهدوه، أو سمعوا به، وما إن غربت شمس ذلك اليوم، إلا والكلاب تتجول بطرق سمرقند الخالية، وصوت بكاء يسمع في كل بيت، على خروج تلك الأمة العادلة الرحيمة من بلدهم!
ولم يتمالك الكهنة وأهل سمرقند أنفسهم لساعات أكثر، حتى خرجوا أفواجاً، وكبير الكهنة يتقدمهم، بإتجاه معسكر المسلمين، وهم يرددون شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله!
ما أعظمها من قصة، وما أنصعها من صفحة من صفحات تاريخ الإسلام المشرق، أرأيتم جيشاً يفتح مدينة، ثم يشتكي أهل المدينة لقضاء الدولة المنتصرة، فيحكم لهم بخروج جيشه المنتصر منها، فقط لأنه خالف أخلاقيات الحروب !!
وبالله عليكم هل تجدون لهذا الموقف شبيهاً في هذه الأيــــام، وبقي لنا أن نعرف أن هذه الحادثة حدثت في عهد الخليفة عمر بن عبدالعزيز رحمه الله، حيث أرسل أهل سمرقند رسولهم إليه، بعد دخول جيوش المسلمين لأراضيهم دون إنذار، أو دعوة، فكتب مع رسولهم للقاضي، أن احكم بينهم، فكانت هذه القصة التي يقرأها الناس كواحدة من الأساطير حتى اليوم.
هذه هي أمة الإسلام، أعزها الله، ورفع قدرها، عندما تمسكت بما أكرمها به عز وجل من أرقى الأخلاق، وأرفع السمات والصفات، ونجد اليوم حال بعض من ينتمي إليها، "أو يدعي إنتماءه لها"، مختلف تماماً عن تلك الأيام، ذلك عندما نسى، أو تناسى هؤلاء، تلك الأخلاقيات، وإبتعدوا عن معاني العدل، وغرقوا في غياهب الظلم والجبروت.
هل إنتبهتم إلى ذلك الغلام "الغير مسلم" كيف خاطب قائد جيوش المسلمين المتواجد في بلدته، لقد خاطبه بإسمه فقط، وبدون أي مقدمات، فماذا كان جواب القائد له؟ هل نهره، أو صفعه، أو أمر بحبسه، أو أمر فرقة من جيشه بتعذيبه حتى الموت !
لقد رأينا كيف صمت تماماً، بل وأنصت إلى جواب القاضي، راضياً مقتنعاً، لسبب واحد، عرفه هؤلاء الرجال وطبقوه جيداً، ذلك أنه لم يخرج أحدهم بجيوش المسلمين بهدف إحتلال الأرض، وهتك العرض، بل لأنه خرج داعية إلى دين الله عزوجل، دين الإسلام، دين العدل، والمساواة، وإحترام حقوق الإنسان، داعية إلى الله، ليس بالخطب، ولا بالمحاضرات، ولكن بحسن الخلق، وجميل الكلام، وسمو النفس، فلله در هؤلاء وأمثالهم، لله در من تواضع لله، فكتبت سطورهم من ذهب، في سجل تاريخ هذه الأمة، ليس كمن إختاروا أن تكتب سطورهم في كتاب تاريخ هذه الأمة بالقطران، بعد أن أوغلوا في سفك الدماء، والتعدي على الحرمات، وتركوا ذكراهم عند شعوباً حكموها، ألواناً من القهر، والظلم، عاشوها تحت سياط جلاديهم.
صاح رجل بالخليفة العباسي المأمون يوماً: يا عبدالله، يا عبدالله، فغضب المأمون وقال: أتدعوني بإسمي يارجل ! هل تعلمون بماذا أجابه الاعرابي، ذلك الذي لم يدرس في جامعات هارفارد وأكسفورد، ولا حتى كامبريدج، لقد قال له الأعرابي: نحن ندعو الله بإسمه، ولا يغضب علينا عز وجل بسبب ذلك، فلم تغضب إن دعوتك بإسمك! فسكت عنه الخليفة المأمون، وأنعم عليه.
نسأل الله أن يعيد لهذه الأمة، تواضعها الذي يرفع به شأنها، وأن يجعلنا نحن، ومن يشرفنا بقراءة هذا المقال، ممن وصفهم الله عز وجل في سورة الفرقان: (( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67) وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68( يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71) وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76) قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77) )).
وفي ذات الوقت نتفكر بحال بعض الزعماء هذه الأيام ممن يمارسون القتل والذبح والتعذيب في البلدان التي يحكمونها، فقط لأن فرداً خاطبهم بشكل غير لائق، أو حتى لأنه خاطبهم بإسمهم مجرداً بدون ألقاب، وتطاول بذلك على أسياده!
ونهدي أمثال هؤلاء القادم من السطور، فمن أجمل القصص الواردة في كتاب (قصص من التاريخ)، للشيخ الأديب علي الطنطاوي رحمه الله، وأصلها التاريخي في الصفحة 411، من كتاب (فتوح البلدان ) للبلاذري، تلك التي ورد فيها أن الغلام جاء منادياً بأعلى صوته: يا قتيبة (هكذا بدون أي لقب)، وكان المقصود، قتيبة بن مسلم الباهلي، أمير جيوش المسلمين، وقائد فتوحاته في بلاد آسيا الوسطى، في القرن الأول الهجري.
جاء قتيبة، وجلس هو وكبير الكهنة، أمام القاضي، ثم قال القاضي : ما دعواك أيها الشاب السمرقندي؟
فقال الشاب: إجتاحنا قتيبة بجيوشه، ولم يدعونا إلى الإسلام، ويمهلنا حتى ننظر في أمرنا، فإلتفت القاضي إلى القائد قتيبة، ثم قال: وما تقول في هذا يا قتيبة؟ قال قتيبة: الحرب خدعة، وهذا بلد عظيم، وكل البلدان من حوله كانوا يقاومون، ولم يدخلوا الإسلام، ولم يقبلوا بالجزية، فسأل القاضي قتيبة: وهل دعوتهم للإسلام، أو الجزية، أو الحرب، يـــــا قتيبة ؟
قال قتيبة: لا، إنما باغتناهم، لما ذكرت لك، فقال له القاضي: أراك قد أقررت، وإذا أقر المدعى عليه إنتهت المحاكمة، يا قتيبة ما نصر الله هذه الأمة إلا بدين الإسلام، وإجتناب الغدر، وإقامة العدل، ثم قال القاضي المسلم: قضينا بإخراج جميع المسلمين من أرض سمرقند، من حكام، وجيوش، ورجال، وأطفال، ونساء، وأن تترك جميع الدكاكين والدور، وأن لا يبقى في سمرقند أحد، على أن ينذرهم المسلمين بعد ذلك!!
لم يصدق الكهنة ما شاهدوه وسمعوه، فلا شهود، ولا أدلة، ولم تدم المحاكمة إلا دقائق معدودة، ولم يشعروا إلا والقاضي والغلام وقتيبة ينصرفون من أمامهم، وبعد ساعات قليلة، سمع أهل سمرقند بجلبة تعلو، وأصوات ترتفع، وغبار يعم الجنبات، ورايات تلوح خلال الغبار، فسألوا عن أسبابها، فقيل لهم إن الحكم قد تم تنفيذه، وأن جيش المسلمين قد إنسحب بالفعل!
في مشهد إقشعرت منه جلود الذين شاهدوه، أو سمعوا به، وما إن غربت شمس ذلك اليوم، إلا والكلاب تتجول بطرق سمرقند الخالية، وصوت بكاء يسمع في كل بيت، على خروج تلك الأمة العادلة الرحيمة من بلدهم!
ولم يتمالك الكهنة وأهل سمرقند أنفسهم لساعات أكثر، حتى خرجوا أفواجاً، وكبير الكهنة يتقدمهم، بإتجاه معسكر المسلمين، وهم يرددون شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله!
ما أعظمها من قصة، وما أنصعها من صفحة من صفحات تاريخ الإسلام المشرق، أرأيتم جيشاً يفتح مدينة، ثم يشتكي أهل المدينة لقضاء الدولة المنتصرة، فيحكم لهم بخروج جيشه المنتصر منها، فقط لأنه خالف أخلاقيات الحروب !!
وبالله عليكم هل تجدون لهذا الموقف شبيهاً في هذه الأيــــام، وبقي لنا أن نعرف أن هذه الحادثة حدثت في عهد الخليفة عمر بن عبدالعزيز رحمه الله، حيث أرسل أهل سمرقند رسولهم إليه، بعد دخول جيوش المسلمين لأراضيهم دون إنذار، أو دعوة، فكتب مع رسولهم للقاضي، أن احكم بينهم، فكانت هذه القصة التي يقرأها الناس كواحدة من الأساطير حتى اليوم.
هذه هي أمة الإسلام، أعزها الله، ورفع قدرها، عندما تمسكت بما أكرمها به عز وجل من أرقى الأخلاق، وأرفع السمات والصفات، ونجد اليوم حال بعض من ينتمي إليها، "أو يدعي إنتماءه لها"، مختلف تماماً عن تلك الأيام، ذلك عندما نسى، أو تناسى هؤلاء، تلك الأخلاقيات، وإبتعدوا عن معاني العدل، وغرقوا في غياهب الظلم والجبروت.
هل إنتبهتم إلى ذلك الغلام "الغير مسلم" كيف خاطب قائد جيوش المسلمين المتواجد في بلدته، لقد خاطبه بإسمه فقط، وبدون أي مقدمات، فماذا كان جواب القائد له؟ هل نهره، أو صفعه، أو أمر بحبسه، أو أمر فرقة من جيشه بتعذيبه حتى الموت !
لقد رأينا كيف صمت تماماً، بل وأنصت إلى جواب القاضي، راضياً مقتنعاً، لسبب واحد، عرفه هؤلاء الرجال وطبقوه جيداً، ذلك أنه لم يخرج أحدهم بجيوش المسلمين بهدف إحتلال الأرض، وهتك العرض، بل لأنه خرج داعية إلى دين الله عزوجل، دين الإسلام، دين العدل، والمساواة، وإحترام حقوق الإنسان، داعية إلى الله، ليس بالخطب، ولا بالمحاضرات، ولكن بحسن الخلق، وجميل الكلام، وسمو النفس، فلله در هؤلاء وأمثالهم، لله در من تواضع لله، فكتبت سطورهم من ذهب، في سجل تاريخ هذه الأمة، ليس كمن إختاروا أن تكتب سطورهم في كتاب تاريخ هذه الأمة بالقطران، بعد أن أوغلوا في سفك الدماء، والتعدي على الحرمات، وتركوا ذكراهم عند شعوباً حكموها، ألواناً من القهر، والظلم، عاشوها تحت سياط جلاديهم.
صاح رجل بالخليفة العباسي المأمون يوماً: يا عبدالله، يا عبدالله، فغضب المأمون وقال: أتدعوني بإسمي يارجل ! هل تعلمون بماذا أجابه الاعرابي، ذلك الذي لم يدرس في جامعات هارفارد وأكسفورد، ولا حتى كامبريدج، لقد قال له الأعرابي: نحن ندعو الله بإسمه، ولا يغضب علينا عز وجل بسبب ذلك، فلم تغضب إن دعوتك بإسمك! فسكت عنه الخليفة المأمون، وأنعم عليه.
نسأل الله أن يعيد لهذه الأمة، تواضعها الذي يرفع به شأنها، وأن يجعلنا نحن، ومن يشرفنا بقراءة هذا المقال، ممن وصفهم الله عز وجل في سورة الفرقان: (( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67) وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68( يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71) وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76) قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77) )).