ي هذه الفترة المتأرجحة ولا أود القول الحرجة، علينا أن نتعامل، بعمق سياسي يقرا الخارطة الأردنية،و هذا التوتر في الشارع الأردني، القادم من فقر المواطن وغضبه على ما حدث من تراخي وفساد لا يمكن أن نتعامل معه بالحضور الأمني، وقلنا ألف مرة :(خلينا نطول بالنا ونستوعب هالمرحلة) دعونا نملك تسامح واسع ونتذكر أنها في النهاية بلدنا و شعبنا ومستقبلنا، وماذا نخسر عندما نفكر بتعقيد أي أمر ، أو محاولة تصعيده.
أود الحديث اليوم أن لا مكان بين مزاود، ومرائي، ومشعل فتنة، بينما كل شوارع الوطن مفتوحة لكل صاحب كلمة خير،ومشروع إصلاح ومن يملك ملف فساد، لا نريد أن نشعل جبهات داخلية،وخصامات شخصية، ما نود الوصول إليه صناعة أي صيغة سياسية نتفاهم عليها للبدء بإصلاح، يرضي جميع الأطراف، وعليه، فان إشعال أي معركة جانبية، قد تشعل هذا القلوب الجافة مثل عشب حزيران، ولندخل اليوم في القضايا الكبرى ونحن نود الوصول إلى إصلاح القواعد الكبرى.السياسية والإصلاحية.
وسبق أن قلت بان أشياء كثيرة خارجة عن المألوف والمعتاد ممكن أن تحدث، ولكن بعد عام من إعصار الربيع العربي نقول أننا كنا على قدر المسؤولية ولا يوجد شعب ونظام في العالم دخل في هذا التصادم وخرج بأقل الخسائر مثل الأردن، واقسم لا يوجد مثل الذي في حدث في الأردن... 4000 مسيرة واعتصام ومواجهة بين امن وغاضبين وحزبين ومستجدين وحتى بين سلفيين وخرجنا بسلام، وكل ما حدث من صدامات اقل مما يحدث في طوشة عرس أو انتخابات اتحاد طلبة جامعة.
ما قلته مقدما أن الربيع العربي يصنع حالة من الضخ العاطفي، و التفنن الدرامي، والفني الذي يمزج بين التسرع، أو القسوة أو التهور ، حتى كنت الحظ أن معظم ساحات الربيع العربي أشبه بمسرح يتشابه بالديكور ، والطرح وطرق الاعتراض، ويجب أن تستوعب هذه المرحلة بالإصلاح، لان مطالب الشارع العربي صحيحة، وواضحة وحقيقية والأكثر من هذا أن الأخطاء المرتكبة من قبل الأنظمة فظيعة مع تفاوت حجمها وتبعاتها.
فقضية الدكتور احمد عويدي العبادي،لا يجوز أن تتعقد فقد كان من الممكن ألا تصل إلى هذه العقدة، التي يرفضها كل إنسان غيور على وطنه، فكلنا ندرك أن ما قاله الدكتور مرفوض ويبدوا انه خرج بحالة غضب، فمن خلال مشاهدتي لجميع ما بث على اليوتيوب من اجتماعاته، بعد صدور خبر طلبه من قبل محكمة امن الدولة،يختلف عما قاله أول مرة، بعد أن رفع عليه مواطنون قضية اثر تصريحاته.
وضمن دولة عشائرية، ولشخص مثل احمد عويدي العبادي نعرف انه قضى سنتان ظلم في قضية مختلقة ، من المتوقع أن تقف العشيرة مع ابنها و لن تتركه يدفع ثمن تصريحاته، بينما هناك قوى سياسية يصرحون ويتمادون، وآذوا الوطن أكثر بألف مرة من تصريحاته.
وموقف العشيرة واضح، نصرتهم لابنهم، وعدم السماح بسجنه، والأمر ليس تحد لهيبة الدولة، أو تمادي على القانون، كما سيصوره البعض، أو أقولها بصراحة كما نشر في بعض المواقع الالكترونية بان هيبة الدولة على المحك في قضية العبادي، فالأمر ليس بالشكل الذي يريدون تازيمه.
لم اختلط كثيرا بعشائر العبادي ولم أزر يرقا ولا عيرا، وليس لي سوى علاقات محدودة لم تتعدى الخمسين شخص منهم ولكن أقولها شهادة حق أنهم من أكثر العشائر إخلاصا للوطن وللملك، ولمست بهم صدقا كبيرا في الطرح، ومكاشفة بما تكن صدورهم، وضاقت صعوبة الحياة على اغلبهم، ومع ذلك بقوا من أكثر الثابتين لأجل هذا الوطن.
وعندما كنت وما زلت أدافع عن الجنرال معروف البخيت وكان كثير من الأصدقاء يسألوني عن تحمسي الكبير للبخيت كنت أقول أن أبناء هذه العشيرة مخلصين، وما زلت اشدد على طيبة بدوية وإخلاص بينهم للبلد وللقصر لا أحبذ إن يتم إفساده بأخطاء جهاز امني أو تنفيذي.
عندما ترى عشائر العبابيد أن الدكتور احمد سوف يقاد مرة أخرى، إلى غياهب السجون لأجل كلمة، بينما ترك لصوص الملايين، لسنوات طويلة، سيقفون لأجله وليس هذا كدعم لراية،إنما حماية له من أجهزة أمنية صرنا ندرك كلنا عسفها.
كنت أتمنى لو إن الدولة في هذا الظرف الصعب لم توصل القضية إلى هذا المفصل حتى لا يترك التأويل أن يخرج المتصيدون ليقولوا بان احمد عويدي العبادي، طالب برحيل الهاشمين، وعندما رفض المثول أمام الحكومة، ناصره أقاربه. القضية واضحة وليست بحاجة إلى حالة 'تخبيث' إن الأردنيون مع الملك وإصلاح النظام من الفساد والبطانة السيئة، وان كنت أؤكد أن الأمر مجرد تنبيه ولن يوقف العبادي ولو ليوم واحد..أتمنى حالها دون أن نخلق أزمة بين عشيرة ودولة