قادت دراسة العلماء إلى الاعتقاد بأن كروموسوم Y الذكري قد يختفي في المستقبل. وظهرت هذه الفرضية بعد أن فحص العلماء نوعا من الفئران الشوكية اليابانية.
ويخشى العلماء من اختفاء الرجال بعد اكتشافهم أن الفئران المهددة بالانقراض تفتقر إلى كروموسوم Y الذكري.
ولم تعد الفئران المعنية تعتمد على كروموسوم الذكر القديم لتشفير الخصائص الجنسية الذكرية. وبدلا من ذلك، تم تطوير واحدة "جديدة تماما” لتحل محلها، بحسب علماء من جامعة هوكايدو، في الورقة البحثية المنشورة الشهر الماضي في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences.
تقول العالمة كورويوا إن كروموسومات Y في العديد من الثدييات ، بما في ذلك نحن ، تتقلص على مدى عشرات الملايين من السنين ويمكن أن تختفي في النهاية. وتضيف إن الجرذ الشوكي يظهر كيف يمكن أن يحدث هذا.
وهناك العديد من أنظمة تحديد الجنس المختلفة في المملكة الحيوانية، ولكن في جميع الثدييات تقريبا، يعتمد الجنس على الكروموسومات X وY. فإذا ورث الجنين اثنين من الكروموسومات X، فإنه يتطور إلى أنثى. وإذا ورث X وY، يصبح ذكرا.
ويحدث هذا لأن الكروموسوم Y يحتوي على جين يسمى SRY يقوم بتشغيل الجينات "الذكورية” على الكروموسومات الأخرى – والأهم من ذلك الجين SOX9 الذي يحفز نمو الخصيتين.
وفأر جزيرة أمامي أوشيما، إحدى جزر أمامي في أرخبيلات ساتسونان في اليابان، هو واحد من عدد قليل من الثدييات التي تفتقر إلى كروموسومات Y. وعلاوة على ذلك، تمتلك الإناث وكذلك الذكور كروموسوم X واحدا فقط.
وفي الواقع، تُظهر الدراسات الحديثة أنه غالبا ما يُفقد من الخلايا مع تقدم الرجال في العمر. لكن فقدان Y من مجموعة سكانية بأكملها يؤدي إلى الانقراض، لأنه لن يكون هناك المزيد من الذكور.
ولمعرفة كيفية استمرار وجود ذكور الفئران الشوكية، قامت الباحثة اليابانية أساتو كورويوا، من جامعة هوكايدو، وفريقها أولا بوضع تسلسل الجينومات للعديد من الذكور والإناث، لكنهم لم يجدوا أي متغيرات فريدة للذكور.
ثم نظروا عن كثب ووجدوا أن ذكور الفئران تحتوي إحدى نسختين من الكروموسوم 3 على منطقة مكررة، بجوار SOX9 مباشرة.
وفي حين أن الكروموسومات Y لدى الثدييات تتقلص وتتدهور في وظيفتها على مدى ملايين السنين، يشير تحليل الفئران الموجودة في جزيرة أمامي أوشيما، إلى أن هذا الكروموسوم الجديد قد يتحول الآن إلى الخصائص الجنسية الذكرية.
وبمعنى أوضح، وجدوا أن SOX9 يحل محل عامل تحديد الخصية أو العامل المحدد للخصية (SRY) بشكل فعال. لذلك، طورت الفئران الشوكية طريقة لجعل الذكور يستخدمون كروموسوما مختلفا تماما. يقدر الفريق أن هذه الطريقة نشأت منذ نحو مليوني سنة.
وقامت الباحثة كورويوا وغيرها من العلماء، باستقراء نتائج التجربة للإنسانية.
وقالت جيني غريفز، من جامعة لا تروب الأسترالية لصحيفة "نيو ساينتست” في وقت سابق من هذا الأسبوع: "لا يوجد سبب للاعتقاد بأن كروموسوم Y الخاص بنا أقوى منه عند الفأر الشوكي”. حيث توقعت سابقا أن الكروموسوم Y سيتوقف عن الوجود في غضون 10 ملايين سنة.
وافترضت: "عندما ينفد البشر من كروموسوم Y، فقد ينقرضون (إذا لم نكن ننقرض نحن أنفسنا منذ فترة طويلة)، أو قد يطورون جينا جنسيا جديدا يحدد كروموسومات جنسية جديدة”.
ولاحظ باحثون آخرون أنه حتى لو كان اختفاء الكروموسوم Y يعني زوال ذكور الثدييات، فلن يعني ذلك بالضرورة نهاية النوع.
وقال الباحث في التطور الجنسي في جامعة كارلتون، روت غوريليك، لمجلة نيوزويك: "الإناث التي أعني بها هنا الكائنات الحية التي تنتج أمشاجا كبيرة تسمى خلايا البويضة، يمكنها – في بعض الأنواع – تخصيب نفسها بنفسها”. وكالات