صعب رثاء المناضلين , ليس لحرقة على فقدانهم بقدر ما تليق بهم الحياة , فهم نكهة الحب الخالص وحرّاس المشاريع الكبرى واخر ما تبقى من الوجدان , لذا لا يليق بهم الرثاء , بل يليق بهم الغناء الوطني , ويزفهم الحدّائون الى أضرحتهم صامدين , صابرين لأنهم مشاريع شهداء خانتهم رصاصة الاعداء كما خانتهم المراحل والساسة .
فارس من فرسان القومية , قضى نحبه ليلة الخميس ورحل الى بارئه في جمعة من جمع الربيع العربي , وبمهابة يمضي كما بمهابة عاش , وبهجت ابو غربية يستحق ان تكون الجمعة باسمه , جمعة عودة الى ثوابت الامة ورسالتها الخالدة , جمعة الوقوف ضد مشاريع التسوية وتضييع الحقوق والبلدان , في موسم التفاوض المجاني والعبثي وحصر فلسطين في قالب مصنوع في دوائر الصهاينة .
بهجت ابو غربية , شيخ جليل , ظل شاهدا على مراحل الفعل القومي , وشاهدا على ضياع القطعة الاغلى والاحلى من قلادة الامة العربية واقطارها , وامتلأ جسده بالندوب والجروح , ليس بفعل رصاص الحروب في ساحات القسطل وفلسطين كلها , فهذه اوسمة شرف , ولم تتقرّح جروحه في المعتقلات , فأيدي الرفاق كانت تطهرها بدمع الرجال الساخن على ضياع الحقوق .
ندوب قلبه وروحه كانت القدس وبغداد , وتقرحات جسده كانت من فقدان الحرية والديمقراطية وتكسّر العواصم العربية على اصابع النيتو والاطلسي , وولوج العرب دائرة الخيانة والتخلي عن الثوابت ومصافحة الاعداء وطعن الاشقاء , حَضن الاجنبي , وطعن الصديق والشقيق والرفيق .
بهجت ابو غربية , ضمير فلسطيني , ورمز عروبي وقلب اردني , مضى الى ملاقاة رفاق درب ابتعدوا بالشهادة عن خزعبلات التفاوض وشعوذة المصالحات والتسويات , نأى بنفسه عن القطرية ودنس الاقليمية ورجس التفريط منذ ان اشتّم رائحته في القبول بالقرارات الصادرة من غرف الامبريالية ومجلس امنها .
رأى الاطماع تتحقق والاحلام تتبخر , فجلس على حواف القلب يرسم عنب الخليل وشهده حبرا على ورق الذاكرة , كي تحفظ الاجيال خارطة فلسطين من بحرها الى نهرها , وكي تبقى العراق نخلة تسند ظهر الامة وياسمينة دمشق عطر العرب الاغلى والاحلى , وزيت زيتون تونس وقودا لمصابيح العرب .
كفنه كان كوفيته , بألوان كريات الدم الحمراء والبيضاء , كوفية عودة ابو تايه وهبوب الريح وقدر المجالي وحسين الطراونة وعبد الله التل ومفلح الكايد العبيدات , ونصفها الثاني كوفية عبد القادر الحسيني ورفيق السالمي وجيفارا غزة وفوزي القاوقجي وشيخ عصيرة الشمالية فرحان السعدي وشهداء الثلاثاء الحمراء .
لم يتدنس بالقطرية وامراضها والاقليمية وادرانها , ظل فلسطيني القضية والوجدان والبوصلة مثل رفاقه الشهداء , يحلم بالافطار في دمشق وطعام الغداء في عمان وتناول القيمر العراقي وتمر الجزيرة العربية بدون اضافات السماد النفطي وغازاته المتطايرة .
بهجت ابو غربية , يمضي الى قبره وقد كحّل عينيه بجيل الربيع العربي وهو يجندل القمع وانظمته وتجار الاوطان واحباب المستوطنين وهذا ربما جعله يغمض عينه دون حذر فكانت اغفاءة الختام , فالحلم العربي تخلص من اضغاثه وبات رؤيا لن توقظها شوكة حاسدة .
نم يا شيخنا , محروسا بعيون الشهداء ومحمولا على اكتاف الشباب ولاقي ربك راضيا مرضيا بأنك ما فرطت ولا ساومت ولا تدنست ولا قايضت , لك الرحمة ولنا من بعدك ذكرى عطرة , وحسن العزاء لاهلك ومحبيك الكثر واجيال ما زالت تراك فارسا ممشوق القوام والقامة .
فارس من فرسان القومية , قضى نحبه ليلة الخميس ورحل الى بارئه في جمعة من جمع الربيع العربي , وبمهابة يمضي كما بمهابة عاش , وبهجت ابو غربية يستحق ان تكون الجمعة باسمه , جمعة عودة الى ثوابت الامة ورسالتها الخالدة , جمعة الوقوف ضد مشاريع التسوية وتضييع الحقوق والبلدان , في موسم التفاوض المجاني والعبثي وحصر فلسطين في قالب مصنوع في دوائر الصهاينة .
بهجت ابو غربية , شيخ جليل , ظل شاهدا على مراحل الفعل القومي , وشاهدا على ضياع القطعة الاغلى والاحلى من قلادة الامة العربية واقطارها , وامتلأ جسده بالندوب والجروح , ليس بفعل رصاص الحروب في ساحات القسطل وفلسطين كلها , فهذه اوسمة شرف , ولم تتقرّح جروحه في المعتقلات , فأيدي الرفاق كانت تطهرها بدمع الرجال الساخن على ضياع الحقوق .
ندوب قلبه وروحه كانت القدس وبغداد , وتقرحات جسده كانت من فقدان الحرية والديمقراطية وتكسّر العواصم العربية على اصابع النيتو والاطلسي , وولوج العرب دائرة الخيانة والتخلي عن الثوابت ومصافحة الاعداء وطعن الاشقاء , حَضن الاجنبي , وطعن الصديق والشقيق والرفيق .
بهجت ابو غربية , ضمير فلسطيني , ورمز عروبي وقلب اردني , مضى الى ملاقاة رفاق درب ابتعدوا بالشهادة عن خزعبلات التفاوض وشعوذة المصالحات والتسويات , نأى بنفسه عن القطرية ودنس الاقليمية ورجس التفريط منذ ان اشتّم رائحته في القبول بالقرارات الصادرة من غرف الامبريالية ومجلس امنها .
رأى الاطماع تتحقق والاحلام تتبخر , فجلس على حواف القلب يرسم عنب الخليل وشهده حبرا على ورق الذاكرة , كي تحفظ الاجيال خارطة فلسطين من بحرها الى نهرها , وكي تبقى العراق نخلة تسند ظهر الامة وياسمينة دمشق عطر العرب الاغلى والاحلى , وزيت زيتون تونس وقودا لمصابيح العرب .
كفنه كان كوفيته , بألوان كريات الدم الحمراء والبيضاء , كوفية عودة ابو تايه وهبوب الريح وقدر المجالي وحسين الطراونة وعبد الله التل ومفلح الكايد العبيدات , ونصفها الثاني كوفية عبد القادر الحسيني ورفيق السالمي وجيفارا غزة وفوزي القاوقجي وشيخ عصيرة الشمالية فرحان السعدي وشهداء الثلاثاء الحمراء .
لم يتدنس بالقطرية وامراضها والاقليمية وادرانها , ظل فلسطيني القضية والوجدان والبوصلة مثل رفاقه الشهداء , يحلم بالافطار في دمشق وطعام الغداء في عمان وتناول القيمر العراقي وتمر الجزيرة العربية بدون اضافات السماد النفطي وغازاته المتطايرة .
بهجت ابو غربية , يمضي الى قبره وقد كحّل عينيه بجيل الربيع العربي وهو يجندل القمع وانظمته وتجار الاوطان واحباب المستوطنين وهذا ربما جعله يغمض عينه دون حذر فكانت اغفاءة الختام , فالحلم العربي تخلص من اضغاثه وبات رؤيا لن توقظها شوكة حاسدة .
نم يا شيخنا , محروسا بعيون الشهداء ومحمولا على اكتاف الشباب ولاقي ربك راضيا مرضيا بأنك ما فرطت ولا ساومت ولا تدنست ولا قايضت , لك الرحمة ولنا من بعدك ذكرى عطرة , وحسن العزاء لاهلك ومحبيك الكثر واجيال ما زالت تراك فارسا ممشوق القوام والقامة .