أبو غربية .. حَلم بالربيع وقضى في ظلاله

أبو غربية .. حَلم بالربيع وقضى في ظلاله
د. صالح ارشيدات
أخبار البلد -  
صعب رثاء المناضلين , ليس لحرقة على فقدانهم بقدر ما تليق بهم الحياة , فهم نكهة الحب الخالص وحرّاس المشاريع الكبرى واخر ما تبقى من الوجدان , لذا لا يليق بهم الرثاء , بل يليق بهم الغناء الوطني , ويزفهم الحدّائون الى أضرحتهم صامدين , صابرين لأنهم مشاريع شهداء خانتهم رصاصة الاعداء كما خانتهم المراحل والساسة .

فارس من فرسان القومية , قضى نحبه ليلة الخميس ورحل الى بارئه في جمعة من جمع الربيع العربي , وبمهابة يمضي كما بمهابة عاش , وبهجت ابو غربية يستحق ان تكون الجمعة باسمه , جمعة عودة الى ثوابت الامة ورسالتها الخالدة , جمعة الوقوف ضد مشاريع التسوية وتضييع الحقوق والبلدان , في موسم التفاوض المجاني والعبثي وحصر فلسطين في قالب مصنوع في دوائر الصهاينة .

بهجت ابو غربية , شيخ جليل , ظل شاهدا على مراحل الفعل القومي , وشاهدا على ضياع القطعة الاغلى والاحلى من قلادة الامة العربية واقطارها , وامتلأ جسده بالندوب والجروح , ليس بفعل رصاص الحروب في ساحات القسطل وفلسطين كلها , فهذه اوسمة شرف , ولم تتقرّح جروحه في المعتقلات , فأيدي الرفاق كانت تطهرها بدمع الرجال الساخن على ضياع الحقوق .

ندوب قلبه وروحه كانت القدس وبغداد , وتقرحات جسده كانت من فقدان الحرية والديمقراطية وتكسّر العواصم العربية على اصابع النيتو والاطلسي , وولوج العرب دائرة الخيانة والتخلي عن الثوابت ومصافحة الاعداء وطعن الاشقاء , حَضن الاجنبي , وطعن الصديق والشقيق والرفيق .

بهجت ابو غربية , ضمير فلسطيني , ورمز عروبي وقلب اردني , مضى الى ملاقاة رفاق درب ابتعدوا بالشهادة عن خزعبلات التفاوض وشعوذة المصالحات والتسويات , نأى بنفسه عن القطرية ودنس الاقليمية ورجس التفريط منذ ان اشتّم رائحته في القبول بالقرارات الصادرة من غرف الامبريالية ومجلس امنها .

رأى الاطماع تتحقق والاحلام تتبخر , فجلس على حواف القلب يرسم عنب الخليل وشهده حبرا على ورق الذاكرة , كي تحفظ الاجيال خارطة فلسطين من بحرها الى نهرها , وكي تبقى العراق نخلة تسند ظهر الامة وياسمينة دمشق عطر العرب الاغلى والاحلى , وزيت زيتون تونس وقودا لمصابيح العرب .

كفنه كان كوفيته , بألوان كريات الدم الحمراء والبيضاء , كوفية عودة ابو تايه وهبوب الريح وقدر المجالي وحسين الطراونة وعبد الله التل ومفلح الكايد العبيدات , ونصفها الثاني كوفية عبد القادر الحسيني ورفيق السالمي وجيفارا غزة وفوزي القاوقجي وشيخ عصيرة الشمالية فرحان السعدي وشهداء الثلاثاء الحمراء .

لم يتدنس بالقطرية وامراضها والاقليمية وادرانها , ظل فلسطيني القضية والوجدان والبوصلة مثل رفاقه الشهداء , يحلم بالافطار في دمشق وطعام الغداء في عمان وتناول القيمر العراقي وتمر الجزيرة العربية بدون اضافات السماد النفطي وغازاته المتطايرة .

بهجت ابو غربية , يمضي الى قبره وقد كحّل عينيه بجيل الربيع العربي وهو يجندل القمع وانظمته وتجار الاوطان واحباب المستوطنين وهذا ربما جعله يغمض عينه دون حذر فكانت اغفاءة الختام , فالحلم العربي تخلص من اضغاثه وبات رؤيا لن توقظها شوكة حاسدة .

نم يا شيخنا , محروسا بعيون الشهداء ومحمولا على اكتاف الشباب ولاقي ربك راضيا مرضيا بأنك ما فرطت ولا ساومت ولا تدنست ولا قايضت , لك الرحمة ولنا من بعدك ذكرى عطرة , وحسن العزاء لاهلك ومحبيك الكثر واجيال ما زالت تراك فارسا ممشوق القوام والقامة . 
شريط الأخبار الحسين إربد بطلا لكأس السوبر على حساب الوحدات إصابة شخصين إثر حريق محل تجاري في إربد بالفيديو …شاب أردني يلفت الأنظار بإبداعه في إذاعة محلية رغم غياب الفرص الوظيفية تراجع أسطول مركبات التطبيقات الذكية بنسبة 7% إلى نحو 11 ألف مركبة شاهد: تفجير حقل ألغام بآليات عسكرية إسرائيلية وسط قطاع غزة جعفر حسان سيتغيب عن المشهد لمدة أسبوع تنقلات مرتقبة في سلك القضاء الأردني خلال أيام هذا عدد ما استورده الأردن من النفط العراقي في حزيران الماضي مخزنة منذ 20 سنة.. ضبط 120 برميل مواد كيميائية منتهية الصلاحية بالجيزة المركزي: 14 مليار دينار إجمالي حجم التسهيلات الممنوحة للأردنيين في 2024 الأوكرانيون في الشوارع حاملين لافتات ضد زيلينسكي: "قاتل وخائن" ليلة دامية في إربد... وفاة ستيني إثر مشاجرة تفطر القلوب غزة.. أطفال لا يستطيعون البكاء من شدة الجوع ويموتون بين يدي ذويهم وعالم يراقب بفزع وجزع الرئيس الكولومبي يصدر أمرا باعتراض سفن الفحم المتجهة نحو إسرائيل القوات المسلحة الأردنية تشارك بإخماد حرائق غابات في قبرص وفيات الجمعة 25/7/2025 وفاة شاب وإصابة آخر في حادث تدهور مركبة على طريق اشتفينا أجواء حارة نسبيا في أغلب المناطق الجمعة رجالات الدولة وسفراء في دارة الحنيطي مباركين له بتخرج نجلة الأمن العام يكشف جريمة قتل سيّدة في محافظة إربد بعد تتبع معلومات وردت حول اختفائها دون التعميم عنها