كرة منفوخة وألسنة مسلوخة
إسطوانة مشروخة
كم هي جميلة ومفيدة وصحيّة لعبة كرة القدم فهي مفيدة للجسم وحماسيّة في المباريات ومهذّبة للأخلاق وبالتالي فهي موحّدة للأمّة في الوقوف صفّا واحدا خلف منتخب الوطن وتشجيعه بأخلاق رياضيّة ليُحقّق الفوز.
امّا على مستوى الفرق المحليّة فيجب ان تتمثّل الأخلاق الحميدة والهتافات المؤدّبة النبراس الذي يشجّع فيه المناصرون فرقهم لنضرب مثلا للغير في طريقة تفكيرنا وتعاملنا والتعبير عن رأينا وكذلك لنكون قدوة لأطفالنا الجيل الذي سيحكم ويأخذ زمام المبادرة غدا في الوطن الغالي لتستمرّ المسيرة كما علمناهم إيّاها .
أمّا ان يجري إثنان وعشرون شخصا خلف كرة منفوخة بينما يحمل أُناس في المدرّجات ألسنة مسلوخة تشتم الغير والمقدّسات ووحدة شعبنا في البلد الواحد فهذه اسطوانة مشروخة مللنا سماعها ومنذ زمن بعيد أُدرجت تحت بند العيب لا بل يجب ان يكون تحت بند الحرام أوليس من كان يمسّ الوحدة الوطنيّة عدوّ المغفور له بإذن الله الملك الحسين الى يوم الدين أوَ يقبل أردني على نفسه أن يكون عدوّا للملك حسين رحمه الله وقد كان قدوتنا في المحبّة والوحدة وهكذا سار على دربه جلالة الملك عبدالله الثاني ادام الله ملكه .
وهل حللنا كلّ قضايانا حتّى نتفرغ للشتم في المباريات فكما الفيصليون هم اردنيّون فكذلك الوحداتيّون هم اردنيّون أو لم يسمع ويشاهد الشاتمون والشامتون انّ هناك فرقا فلسطينيّة لها اتحادها وجائت ولعبت مع فرق اردنيّة فرح بها الشعب الأردني لأنها قدمت من بلاد الإسراء والمعراج ولأنّ المباراة كانت وبحق بين توأمين اردنيّ وفلسطينيّ أولم يُدرك بعض الشاتمون ساعتها انّ الاردن هو اردن الاردنيّون وانّ فلسطين هي ارض الفلسطينيّون وعليها يبنون حلم دولتهم مهما نعق الإسرائيليون .
وبينما مسيرة الإصلاح في زخمها وكذلك مطالبة الشعب في اوجها بمحاكمة الفاسدين ومحاسبتهم واسترداد ما نهب من مقدّرات البلد بغير وجه حقّ فإننا ما زلنا نسمع هتافات في الملاعب نخجل من تردادها في الجلسات العائليّة او في حضور اطفالنا او نستحي من ان نرويها لغيرنا من الشعوب وكم نطأطأ رؤوسنا حين يرويها غير الأردنيّون لنا او يسألون عنها وكم نكون كاذبين على انفسنا ونحن نبرّرها لهم كلّ بأسلوبه .
هل التخلّص من هذه الآفة بحاجة لمسيرات أو اعتصامات أو برامج إصلاح لا أعتقد ذلك فهي بحاجة فقط الى الرجوع الى جادة الصواب في التفكير والى تغليب المحبّة والشعور بوحدة الآمال والآلام لهذا الشعب الأردني الصابر بقيادته الشابّة في العمل والنشاط والحكيمة في التفكير الذي يعمل بلا كلل ويكفيه ما يُلاقيه من تحديات إقليميّة ودوليّة ولا تُثقلوا عليه ايُّها الشاتمون في المباريات ولا تراهنوا على صبر غيركم من الشعب لأن الحليم له سعة صدر يستوعب فيها الكثير فكفاه سعة صدره على الغلاء والفساد والشللية وضبابيّة القرارات ولا تستغلّوا إنشغال الحكومة في ما تواجهه من قضايا تمس الوطن والمواطن فهي لها ادواتها واجرائاتها حسب القوانين المرعيّة وفوق الجميع قائد يعمل على حماية الوطن وصون امنه ووحدته لا يقبل ان تُمسّ وحدة ابنائه من اجل الفوز او الخسارة في مبارة كرة قدم ولا لأي سبب كان .
ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ( 155 ) الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ( 156 ) أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون صدق الله العظيم
أحمد محمود سعيد
دبي – 27/1/2012
إسطوانة مشروخة
كم هي جميلة ومفيدة وصحيّة لعبة كرة القدم فهي مفيدة للجسم وحماسيّة في المباريات ومهذّبة للأخلاق وبالتالي فهي موحّدة للأمّة في الوقوف صفّا واحدا خلف منتخب الوطن وتشجيعه بأخلاق رياضيّة ليُحقّق الفوز.
امّا على مستوى الفرق المحليّة فيجب ان تتمثّل الأخلاق الحميدة والهتافات المؤدّبة النبراس الذي يشجّع فيه المناصرون فرقهم لنضرب مثلا للغير في طريقة تفكيرنا وتعاملنا والتعبير عن رأينا وكذلك لنكون قدوة لأطفالنا الجيل الذي سيحكم ويأخذ زمام المبادرة غدا في الوطن الغالي لتستمرّ المسيرة كما علمناهم إيّاها .
أمّا ان يجري إثنان وعشرون شخصا خلف كرة منفوخة بينما يحمل أُناس في المدرّجات ألسنة مسلوخة تشتم الغير والمقدّسات ووحدة شعبنا في البلد الواحد فهذه اسطوانة مشروخة مللنا سماعها ومنذ زمن بعيد أُدرجت تحت بند العيب لا بل يجب ان يكون تحت بند الحرام أوليس من كان يمسّ الوحدة الوطنيّة عدوّ المغفور له بإذن الله الملك الحسين الى يوم الدين أوَ يقبل أردني على نفسه أن يكون عدوّا للملك حسين رحمه الله وقد كان قدوتنا في المحبّة والوحدة وهكذا سار على دربه جلالة الملك عبدالله الثاني ادام الله ملكه .
وهل حللنا كلّ قضايانا حتّى نتفرغ للشتم في المباريات فكما الفيصليون هم اردنيّون فكذلك الوحداتيّون هم اردنيّون أو لم يسمع ويشاهد الشاتمون والشامتون انّ هناك فرقا فلسطينيّة لها اتحادها وجائت ولعبت مع فرق اردنيّة فرح بها الشعب الأردني لأنها قدمت من بلاد الإسراء والمعراج ولأنّ المباراة كانت وبحق بين توأمين اردنيّ وفلسطينيّ أولم يُدرك بعض الشاتمون ساعتها انّ الاردن هو اردن الاردنيّون وانّ فلسطين هي ارض الفلسطينيّون وعليها يبنون حلم دولتهم مهما نعق الإسرائيليون .
وبينما مسيرة الإصلاح في زخمها وكذلك مطالبة الشعب في اوجها بمحاكمة الفاسدين ومحاسبتهم واسترداد ما نهب من مقدّرات البلد بغير وجه حقّ فإننا ما زلنا نسمع هتافات في الملاعب نخجل من تردادها في الجلسات العائليّة او في حضور اطفالنا او نستحي من ان نرويها لغيرنا من الشعوب وكم نطأطأ رؤوسنا حين يرويها غير الأردنيّون لنا او يسألون عنها وكم نكون كاذبين على انفسنا ونحن نبرّرها لهم كلّ بأسلوبه .
هل التخلّص من هذه الآفة بحاجة لمسيرات أو اعتصامات أو برامج إصلاح لا أعتقد ذلك فهي بحاجة فقط الى الرجوع الى جادة الصواب في التفكير والى تغليب المحبّة والشعور بوحدة الآمال والآلام لهذا الشعب الأردني الصابر بقيادته الشابّة في العمل والنشاط والحكيمة في التفكير الذي يعمل بلا كلل ويكفيه ما يُلاقيه من تحديات إقليميّة ودوليّة ولا تُثقلوا عليه ايُّها الشاتمون في المباريات ولا تراهنوا على صبر غيركم من الشعب لأن الحليم له سعة صدر يستوعب فيها الكثير فكفاه سعة صدره على الغلاء والفساد والشللية وضبابيّة القرارات ولا تستغلّوا إنشغال الحكومة في ما تواجهه من قضايا تمس الوطن والمواطن فهي لها ادواتها واجرائاتها حسب القوانين المرعيّة وفوق الجميع قائد يعمل على حماية الوطن وصون امنه ووحدته لا يقبل ان تُمسّ وحدة ابنائه من اجل الفوز او الخسارة في مبارة كرة قدم ولا لأي سبب كان .
ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ( 155 ) الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ( 156 ) أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون صدق الله العظيم
أحمد محمود سعيد
دبي – 27/1/2012