أخبار البلد ــ يستعد الإسرائيليون في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية التي ستحدد رئيس الحكومة المقبلة، والتي ستكون الخامسة في غضون أقل من 4 سنوات.
وتأتي الانتخابات بعد أن أعلنت الحكومة الإسرائيلية موافقتها على حلّ الكنيست والتوجّه لانتخابات مبكرة، فيما تولى وزير الخارجية يائير لابيد رئاسة حكومة مؤقتة لحين إجراء الانتخابات.
ويقود رئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو، أطول رؤساء الوزارة بقاء في منصبه في إسرائيل، تكتلا من الأحزاب اليمينية والدينية قبل الانتخابات، وتعهد بالعودة إلى الساحة السياسية رغم محاكمته بتهم فساد ينفيها.
وخرج نتنياهو من السلطة في ربيع 2021 بعد تشكيل تحالف متنوع بقيادة لابيد.
ويتقدّم الليكود (يمين) بقيادة نتنياهو المتهم بالفساد، بحسب استطلاعات رأي، على الأحزاب الأخرى. وهناك مؤشرات على إمكانية حصوله على الأغلبية مع حلفائه من الأحزاب المتدينة واليمينية المتطرفة.
وتحتل مجموعة يائير لابيد الوسطية "يش عتيد" (يوجد مستقبل) المرتبة الثانية، وتعتمد أكثر على دعم اليسار والعرب المنتخبين ويمين الوسط، من أجل محاولة البقاء في السلطة.
والكتل المشاركة في الانتخابات؛ هي حزب الليكود، حزب "هناك مستقبل" الوسطي برئاسة لابيد، والمعسكر الوطني (وسط يمين) برئاسة غانتس، حزب شاس اليميني، "السلطة اليهودية" اليميني برئاسة إيتمار بن غفير، القائمة العربية المشتركة، حزب العمل الوسطي، القائمة العربية الموحدة برئاسة منصور عباس، وحزب "يمينا" الذي كان يرأسه رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت.
- دولة فلسطينية "مسالمة" –
وأثار لابيد حنق اليمين الإسرائيلي وتشكيكا بين النخبة السياسية الفلسطينية عندما أكد تأييده إقامة دولة فلسطينية "مسالمة"، ولو من دون اقتراح استراتيجية لإعادة إطلاق عملية السلام.
وفي خطابه الأول، وربما الوحيد أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال إنه على الرغم من وجود "عوائق"، إلا أن إبرام "اتفاق مع الفلسطينيين يقوم على حل دولتين لشعبين هو الخيار الصائب لأمن إسرائيل واقتصادها ولمستقبل أولادنا".
وتابع إن "غالبية كبيرة" من الإسرائيليين تدعم حل الدولتين، و"أنا واحد منهم".
لكنه لم يدعُ إلى إجراء محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (87 عاما) ولم يتحدث عن خطة سلام.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي "لدينا شرط واحد: أن تكون الدولة الفلسطينية الموعودة مسالمة".
ووصف الرئيس الأميركي جو بايدن الذي زار إسرائيل والأراضي الفلسطينية بعد توليه السلطة، هذه التصريحات بأنها "شجاعة"، وأكد دعمه "حل الدولتين"، فلسطين قابلة للحياة إلى جانب إسرائيل.
واتهم زعيم المعارضة الإسرائيلية نتنياهو، خصمه لابيد بإعادة "الفلسطينيين إلى مركز الساحة الدولية وإعادة إسرائيل إلى الحفرة الفلسطينية".
وقال "اليوم يريد (لابيد) أن يمنح الفلسطينيين دولة إرهابية في قلب إسرائيل، وهذه الدولة ستهددنا. لكن دعني أخبرك سيد لابيد، شركائي وأنا لن نسمح لكم بذلك".
وانتقدت شخصيات يمينية أخرى بمن فيها رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت المتحالف مع لابيد، هذه التصريحات.
وتحتل إسرائيل القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلة حيث يعيش ما يقرب من 700000 مستوطن إسرائيلي إلى جانب الفلسطينيين، منذ العام 1967، ما يجعل مشروع إقامة دولة فلسطينية صعب المنال إلى حدّ بعيد.
- اتفاق حدودي مع لبنان -
واستغل نتنياهو، الاتفاق الحدودي المقرر إبرامه بين لبنان وإسرائيل بوساطة أميركية لينتقد غريمه رئيس الحكومة لابيد.
وقال في تغريدة "استسلم يائير لابيد بشكل مخجل لتهديدات الأمين العام لـحزب الله اللبناني حسن نصر الله. "إنه يمنح حزب الله أرضاً إسرائيلية ذات سيادة مع خزان غاز ضخم يخصكم، مواطني إسرائيل".
وأضاف نتنياهو: "إنه (لابيد) يفعل ذلك بدون مناقشة في الكنيست ولا استفتاء. ليس لدى لابيد تفويض لتسليم الأراضي السيادية والأصول السيادية التي نمتلكها جميعا لدولة معادية".
وأبدت إسرائيل موافقة أولية على مسودة اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة لترسيم الحدود البحرية مع لبنان من شأنه أن يؤدي إلى تقاسم الأرباح المحتملة من إنتاج الغاز من منطقة محل نزاع في البحر المتوسط.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد خلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته إن الموافقة الإسرائيلية على المسودة تتوقف حاليا على المراجعة القانونية.
وينص الاتفاق بشكل أساسي على منح لبنان حقل قانا البحري الذي يطالب به، مع تخصيص بعض العوائد منه لإسرائيل مقابل منح حقل كاريش كاملا لإسرائيل.
- جولات انتخابية سابقة –
9 نيسان/ابريل 2019: فاز حزب الليكود بقيادة بنيامين نتنياهو بـ35 مقعدا من أصل 120 هي إجمالي عدد مقاعد الكنيست، وحصل منافسه الرئيسي تحالف "أزرق أبيض" برئاسة بيني غانتس وشريكه يائير لابيد على 35 مقعدا أيضا، لكن كلا الحزبين فشل في تشكيل حكومة، فتمّ حل الكنيست والدعوة إلى انتخابات مبكرة.
17 أيلول/سبتمبر 2019: حصل تحالف "أزرق أبيض" بزعامة غانتس ولابيد على 33 مقعدا، والليكود على 32، لكن كلا الحزبين فشل مجددا في تشكيل حكومة في الموعد المحدد، فتمّ حلّ الكنيست والدعوة إلى انتخابات مبكرة.
2 آذار/مارس 2020: فاز الليكود بأكبر عدد من المقاعد (36 مقعدا)، وحصل منافسه تحالف "أزرق أبيض" على 33، وفي البداية فشل كلا الحزبين في تشكيل حكومة، لكن نتنياهو وغانتس اتفقا لاحقا على تشكيل حكومة بالتناوب. ولم تصمد الحكومة كثيرا لعدم القدرة على إقرار الميزانية والخلافات بين نتنياهو وغانتس، وتم حلّ الكنيست في كانون الأول/ديسمبر، والدعوة لانتخابات مبكرة.
23 آذار/مارس 2021: فاز الليكود بأعلى الأصوات مجددا، وحصل على 30 مقعدا، وتفكك تحالف "أزرق أبيض" بين لابيد وغانتس، ولكن نتنياهو فشل في تشكيل حكومة.
وأسفر اتفاق بين 8 أحزاب -مناهضة لاستمرار ولاية نتنياهو رئيسا للحكومة- عن إعلان الائتلاف الحكومي الأخير يوم 13 حزيران/يونيو 2021 بعد مصادقة الكنيست عليه بالأغلبية، حيث نص الاتفاق على التناوب على رئاسة الوزراء بين لابيد وبينيت.