أهم النتائج التي تمخضت عنها حرب اوكرانيا ، التي انفجرت في 24 شباط ، حتى الان هي انكسار هيبة اميركا وحلفائها ، وانتصار روسيا-بوتين – وحلفائه. ومن المرجح ان هزيمة اميركا حتى الان، ستؤثر على الجبهة المعادية لروسيا .. وقد تؤدي الى شرخ في وحدة الموقف الاوروبي .. والذي بدأ غير متماسك .. بدليل رفض بعض الدول الاوروبية الانضمام الى معسكر المقاطعة ، لعدم تمكنها حتى الان من ايجاد البديل للغاز والنفط الروسيين، مثل هنغاريا وتشيكيا والنمسا..ومن المفارقة ان بعض الدول الاوروبية بدأت بجمع الحطب والعودة الى المدافىء القديمة... ما يؤشر الى عمق المأزق الذي وصلت اليه.
انتقادات الرئيس الفرنسي اللاذعة لتصريحات بايدن الاخيرة .. حول الحرب النووية ، واتهام بايدن للرئيس الروسي ، بانه يعمل على زج العالم في اتون الحرب النووية .. هذه الانتقادات الصارخة ..الجريئة تشي بان فرنسا.. وقد سبقتها تصريحات للمستشار الالماني في ذات السياق ، غير موافقة تماما على الخطط الاميركية لضرب روسيا .. بعد ان ثبت –كما يقول ساسة اوروبيون نافذون – بان واشنطن غير معنية كثيرا بالحفاظ على الامن الاوروبي، بل معنية تماما بمصالحها اولا... وبتدمير روسيا عدوها الاول ثانيا... الى جانب اغراق اوروبا في فوضى اقتصادية وتدمير بناها التحتية ، اذا ما انفجرت الحرب النووية لتبقى تحت رحمة القوة الاميركية المتوحشة ..
وبغض النظر عن كل التكهنات ، فلا بد من التأشير على حقيقتين هامتين وهما:
الاولى:ان روسيا- بوتين انتصرت حتى الان ، وضمت خمس مقاطعات اوكرانية .. أصلها روسي ، الى اراضيها .. عدد سكانها اكثر من اربعة ملايين نسمة، ..ومساحتها 127 الف كيلومتر مربع.. وذلك باستفتاء شعبي ، لقطع الطريق على اميركا والغرب واوكرانيا .. وحصر الحرب في حماية الامن القومي الروسي .. وضرب من يعتدي على هذا الامن «بالنووي» اذا اقتضى الامر.
الثانية: ان اميركا هزمت .. ورغم هزيمتها .. الا انها لم ولن تتراجع عن أهدافها المعلنة .. وغير المعلنة وهي: استمرار الحرب مهما طالت.. وتزويد اوكرانيا باحدث الاسلحة وبمليارات الدولارات.. لاستنزاف روسيا .. وابقاء اوروبا تحت السيطرة الاميركية ..
السؤال الاهم والرئيس الذي يفرض نفسه.. وسط هذا التطورات المتسارعة وهو:
هل ستتطور هذه الحرب الى حرب نووية لا تبقي ولا تذر ..!!؟؟
كافة الاحتمالات مفتوحة وتتوقف على المزاج الاميركي .. او بالاحرى على الاستراتيجية الاميركية ..!!
ما يعني بقاء العالم كله على كف عفريت .. بانتظار ما يقرره ساكن البيت الابيض ولا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم ..