أخبار البلد - رأت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في مقال للكاتب تسفي باريل "اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان تضع إسرائيل أمام شريك جديد، وهو حسن نصر الله وليس الحكومة اللبنانية، فهو الذي يحدّد المعايير وبنود الاتفاقية وموقع حفّارات الغاز وتوجيه الأموال من الأرباح التي سيحصل عليها لبنان من الحفر".
وقالت إن "المفاوضات الحقيقية بين الطرفين لا تجري بين الحكومات، بل بين دولة ومنظّمة، حيث كشف نصر الله السبت الماضي أنه أرسل رسالة سرية إلى إسرائيل حذّر فيها من أنه إذا بدأ الحفر في حقل كاريش فستكون هناك مشكلة".
وأضافت: "الإجابة العلنية التي تلقّاها أرضت رغبته، إذ أوضحت إسرائيل أن الأعمال الجارية في حقل الغاز تهدف فقط إلى تحضير خط الأنابيب وليس البدء في الحفر، وأن الحفر سيبدأ سواء تم التوقيع على الاتفاق أم لا"، ما يدعو الى التشكيك في صرامة هذا البيان.
الى ذلك، لفتت "هآرتس" الى أن "شركة الغاز البريطانية لا تنوي أن تكون "الطاولة" التي ستجري عليها المنافسة القوية بين إسرائيل و"حزب الله"، كما أن إسرائيل ليس لديها "ورقة قوّة" حقيقية لتهديد لبنان بها، فالبلد مدمّر، واقتصاده ينهار وتقوده "حكومة شبح"، ومرفأ بيروت فُجّر قبل عامين".
وتابعت: "في ميزان الردع الذي نشأ بين إسرائيل و"حزب الله"، تلعب إسرائيل ضد "وعاء فارغ"، فلم يبق لدى لبنان الكثير ليخسره، والنتيجة أنها أدركت أن عليها أن تتبنى معادلة جديدة تجاه الحزب".
وأشارت الصحيفة الى أنه "بين إسرائيل وحزب الله هناك لقاء مصالح اقتصادية، ولا يقف الصراع الحدودي أمامه عائقاً ولن يكون ذريعة للحرب، فالموضوع يحتوي على مكاسب اقتصادية ضرورية جداً للبنان وإسرائيل، وعليها يدور الصراع".
ورأت أن "نصر الله كان ماهراً في بلورة المنطق الذي يحفّزه: لبنان أمام فرصة تاريخية لن تعود، هذه فرصتنا الوحيدة لإنتاج النفط والغاز لمعالجة أزمة اقتصادنا وحياتنا"، قال ذلك في خطاب يليق به كرئيس دولة. بحسب "هآرتس". وأضافت: "وعندما تكون هذه هي طبيعة الخلاف، يكون مستعداً أيضاً ليكون شريكاً للشيطان، وفقاً لشروطه".
وتحدّثت "هآرتس" عن المعادلة ذاتها مع حركة "حماس"، إذ لفتت الى أن "عداء "حماس" لإسرائيل وطموحاتها الوطنية لم تتلاشى، لكن الاعتبارات الاقتصادية خلقت لقاء مصالح مؤقت هنا أيضاً: آلاف تصاريح العمل التي تمنحها إسرائيل لسكان غزة، والتحويل المنتظم للمساعدات المالية من قطر، مروراً بمواد البناء من مصر وإسرائيل، هذه علامات على المعادلة الجديدة التي أصبحت فيها حماس وإسرائيل شريكين مؤقتين".
وأردفت: "ومع ذلك سيكون من الخطأ والوهم الاعتقاد بأن مثل هذه الشراكات مع المنظمات قد تحلّ محل الحل السياسي، فـ"حماس" و"حزب الله" لا يعترفان بإسرائيل ولم يتخلوا عن الكفاح المسلح. إلاّ أن الشراكة معهم ممكنة في هذه الأثناء، لأنها لا تطالب إسرائيل بثمن سياسي، ولا توّجه للسياسيين الإسرائيليين حتى تهمة الخيانة".