صحيفة الرأي .. هل تفقد ريادتها؟!

صحيفة الرأي .. هل تفقد ريادتها؟!
أخبار البلد -  
"الريادة" كلمة واسعة الدلالات .. لذا فلا يمكن قياس نجاح أي صحيفة في الأردن بناء على مسطرة واحدة مثل كمية الأعداد المطبوعة أو الموزعة أو حتى المباعة فعليا عدا عن الراجع، فالدخل المتؤتي عن طريق الإعلانات التجارية والاجتماعية وعن طريق الاشتراكات الحكومية وشبه الحكومية ليس مقياسا مثاليا ولا صادقا على مدى نجاح و"ريادة" الصحيفة، وإلا فربما نتنازل عن هذه المكانة للصحف الأسبوعية المجانية والمتخصصة بالإعلانات.
إذا فالمصداقية والمهنية والحيادية والاستقلالية و"الريادة" في السبق الصحفي والتغطية المتنوعة والمتوازنة والشاملة والمادة الصحفية الغنية والمعلومة المميزة والشيقة والمبسطة ربما تكون المعيار الأدق لقياس نجاح هذه الصحيفة أو غيرها.
حتى هذا المقياس الذي قد يتفق معي فيه الكثيرون من الصعب تحديده، بل من الأصعب أن تنصّب المحكّمين ذوي الكفاءة والخبرة الفنية ليصدروا أحكاما تصنّف الأفضل والأجود وصاحب "الريادة".
لذا فلا بد من العثور على مقياس محايد وعلمي يوفر الأرقام بدلا من الأحكام التقديرية العائمة، وأقترح في هذا الصدد الاحتكام إلى موقع "أليكسا" العالمي لقياس أعداد المترددين على المواقع الإلكترونية، وأن نعتمد المواقع الإلكترونية للصحف الورقية اليومية لأنها تمثل القراء الذين يبحثون عن المعلومة والخبر الصحفي والتحليل والمقال لا من يبحثون عن فرص العمل والعقارات وصفحة الوفيات.
ففي حين يحتل موقع (سرايا) الإخباري الترتيب رقم (8) على المواقع الإلكترونية الأردنية بشكل عام و"الأول" على المواقع الإلكترونية الإخبارية في الأردن، يحتل موقع (خبرني) الترتيب رقم (12) على المواقع الإلكترونية الأردنية و"الثاني" على المواقع الإخبارية، ويحتل موقع (عمون) الترتيب رقم (14) على المواقع الإلكترونية و"الثالث" على المواقع الإخبارية، ويأتي الموقع الإلكتروني لصحيفة "الرأي" ليحتل المرتبة رقم (19) بين المواقع الإلكترونية الأردنية بشكل عام والترتيب "الرابع" بين المواقع الإعلامية والإخبارية في الأردن.
إذا فالمواطن الأردني يتابع (سرايا) و(خبرني) و(عمون) أكثر مما يتابع الموقع الإلكتروني لصحيفة "الرأي" على الإنترنت، كما أنه من الملاحظ أن موقع (عمون) أيضا قد تراجع عن الصدارة التي كان يتنافس عليها دوما مع موقع (سرايا) منذ سنوات، وليحتل موقع (خبرني) الصاعد بجدارة مرتبة الوصيف المنافس.
هذا ما تقوله الأرقام المحايدة، وأعلم أن المعارضين لرأيي سيدفعون هذه المقاربة باعتبار أن الصحيفة اليومية الورقية لا تقيّم وتقاس مع المواقع الإلكترونية الإخبارية لاختلاف الجنس، ودفعهم هذا مرفوض لكون الاعتبارات التسويقية والإعلانية والتجارية والاشتراكات الرسمية هي التي تمثل شريان الحياة الوحيد المتبقي للصحافة الورقية التي هرمت وأصبحت كالزيتونة الرومية نجد بين ثناياها "عبق التاريخ والماضي والذكريات والأصالة والدفء والظلال الوارفة" .. وحسب!
ومن الجدير بالذكر أن الرئيس الحالي لمجلس إدارة صحيفة "الرأي" الأستاذ سمير الحياري – الأخ الأكبر والإعلامي الناجح- هو ذاته مؤسس موقع (عمون) صاحب قصب السبق في المواقع الإخبارية الأردنية، وقد انتظرنا منه في "الرأي" سياسة توجيهية أكثر حيادية واستقلالا عن الضغوط الرسمية والأمنية، سيّما وأنه تربى بين "شباب الإخوان المسلمين" ويقول عنهم –كما ورد في مقابلة له على وكالة رم- :(أعتقد ان لهم فضلا كبيرا في تأسيسي على مخافة الله وحب قراءة القرآن والسنة النبوية، وإرادة الله جعلتني أخرج من الإخوان رغم إيماني بنزاهة أبناء الجماعة).
إن القارئ لصحيفة "الرأي" خصوصا هذه الأيام يتذكر ما طالعتنا به صحيفة "الأهرام" إبان الثورة المصرية، أو لعله يحسب أنه يقرأ صحيفة "البعث" أو"تشرين" التي يحمل صحفيوها ومحرروها رتبا أمنية، فالقصف الشديد الموحد والمتشابه إلى حد التطابق في التحليلات والتغطيات التي تخص "الإخوان المسلمين" والتي تتصدر الصفحات الأولى في "الرأي" تمثل وجهة نظر أحادية لا تمثل الرأي العام –الذي تحاول صناعته- ولا تمثل غالبية الشعب الأردني ولا تمثل الحكومة ولا الديوان الملكي، وربما حتى لا تمثل وجهة النظر الحقيقية لمن صفوا حروفها وكلماتها.
وعندما تم تنحية رئيس التحرير السابق لصحيفة "الرأي" الأستاذ سميح المعايطة -الإعلامي الحكومي بامتياز ولكن بنكهة إخوانية- وبإيعاز مباشر من الحكومة ووزير إعلامها، لم نتوقع أن يكون موقف مجلس إدارة الصحيفة العريقة وعلى رأسه الأستاذ سمير الحياري موقف المتفرج على "هوشة عند الجيران" وكأن الأمر لا يعنيهم، فقد ثبّت ذلك الحدث القريب في أذهان الأردنيين أن "الرأي" ليست صحيفة حكومية فقط، بل هي صحيفة إدارتها منزوعة الإرادة والصلاحيات.
وعلى الرغم من أنه -رحمه الله- كان لا يصادم السياسات الحكومية والرسمية، إلا أنه كان رائدا حقيقيا من رواد الصحافة الأردنية والعربية وكان له شخصيته الإدارية والتحريرية التي جعلت لصحيفة "الرأي" اسمها ومكانتها وريادتها، فكن -أستاذي سمير الحياري- مثل أستاذنا "محمود الكايد" رحمه الله لعل مسلسل التراجع الشعبي لصحيفة "الرأي" أن يتوقف، ف"الرأي" وإن جارت علينا عزيزة، وأهلنا في "الرأي" وإن ضنّوا علينا كرام.

المهندس هشام عبد الفتاح الخريسات
hishamkhraisat@gmail.com
شريط الأخبار الملك يشارك في قمة أردنية أوروبية بعمّان في كانون الثاني 2026 الاتحاد الأردني لشركات التأمين يختتم أعمال البرنامج التدريبي الأخير ضمن خطته التدريبية لعام 2025 "إدارة الأزمات" تحذر من مخاطر عدم الاستقرار الجوي خلال الـ48 ساعة القادمة "النقل البري": إلزام سائقي التطبيقات الذكية بالضمان الاجتماعي قيد الدراسة (43 %) من متقاعدي الضمان تقل رواتبهم عن 300 دينار استقالة عكروش من رئاسة الجامعة الأمريكية في مأدبا غوغل تكشف أبرز مواضيع بحث الأردنيين في 2025 استعادة 100 مليون دينار سنويا عبر التحقيقات وملاحقة قضايا الفساد مراسم الاستقبال الرسمي لبوتين أمام القصر الرئاسي في نيودلهي (فيديو) حفل سحب قرعة كأس العالم 2026 اليوم أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غداً وفيات الأردن اليوم الجمعة 5/12/2025 "شيطان يطاردني منذ 7 أكتوبر.. فعلت أشياء لا تغتفر": ضابط إسرائيلي في لواء غفعاتي ينتحر بعد اجتماع ديسمبر.. الفدرالي الأميركي يستعد لثمانية اجتماعات حاسمة في 2026! وزير العمل: شبهات اتجار بالبشر واستغلال منظم للعمالة المنزلية الهاربة اتفاق أردني سوري لإنعاش الأحواض الشمالية قريبا هيئة النزاهة: استعادة 100 مليون دينار سنويا عبر التحقيقات وملاحقة قضايا الفساد حماس: نتوقع حدوث محاولة اغتيال في دولة غير عربية انخفاض سعر صرف الدولار إلى ما دون 76 روبلا للمرة الأولى منذ 12 مايو 2023 آخر موعد للتقديم على المنح والقروض من "التعليم العالي"