كنا نحتاج - فيما مضى - الى قراءة “كف” السياسي حتى نتنبأ بما تحمله الينا “القادمات” من اخبار او نوازل، لكن يبدو الآن اننا بحاجة ايضا الى قراءة “كف” الشارع لاستبصار مستقبلنا ورؤية مواضع جديدة “لأقدامنا” التائهة.
لو سألتني: ماذا يخبىء لنا العام الجديد، لقلت بلا تردد: “الامل” بالتغيير، وهذه - بالطبع - ليس مجرد امنية او وهماً عابراً، ولكنها الحقيقة التي تشهد عليها “مخاضات” اقتربت من النضج والاكتمال، وهي مخاضات واعية لم تعرفها اجيالنا التي استسلمت للخوف والرعب، وأدخلتها عصا “الطاعة” الى بيوت القناعة والرضى والتسليم بالنصيب المكتوب.
في العام الماضي خرج الناس من “قمقم” الخوف وأشهروا تمردهم على “الوصايات” التي جردتهم من حريتهم وكرامتهم، وتعسفت في استغلال طيبتهم، وبذلك فهم يدخلون الى العام الجديد “احراراً” كما ولدتهم أمهاتهم، صحيح ان درب “الحرية” طويل ومليء بالاشواك والمطبات، وصحيح انه ما زال لدى البعض “قابلية” للرق والاستعباد، وصحيح ان “كف” السياسي ما زال مزدحماً بالشقوق والمسارات “الوهمية” وان قراءته صعبة ومحفوفة بالمفاجآت، لكن الصحيح ايضا ان هؤلاء الشباب الذين اكتشفوا انفسهم، وصمموا على استعادة ذاتهم المسروقة وحقوقهم المنهوبة وانفاسهم المحبوسة، هم - وحدهم - من يدلنا على الطريق الى المستقبل، ويرشدنا الى ما يخبئه لنا “الغيب” من حقائق وتطمينات.
إذن، يمكن ان نقرأ في “كف” الشارع بعض ملامح العام الجديد، فثمة “اصلاح” لا رجعة عنه مهما حاولت “السياسة” ان تزين الوعود التي ستفضي اليه، وثمة شعور بالقلق من “اثمان” التأجيل والمماطلة، وثمة احساس “بالقهر” سينتج “احتشاداً” غير مسبوق للدفاع عن البلد، وثمة محاولات بائسة لاعادة منطق الاستعلاء والاستعداء في التعامل مع الناس، وهذه ستصطدم بجدران قوية من “الصبر” والاصرار على المواجهة وتطهير “التربة” مما اعتراها من فساد.
في “كف” الشارع يمكن ان نقرأ اخباراً عن “صفقات” بين هذا الطرف وتلك الجهة، لكنها لن تنجح، او عن “اتجاهات” لضبط البوصلة أو عن “قصص” لاشغال الناس وتسليتهم، لكنها ستدفع الى السؤال من جديد: على من الدور؟ أو: ماذا بعد؟
حين نقرأ الاسئلة في كف الشارع ينتابنا احساس بالامل وقد تراودنا الخشية ايضاً، لكن حين نقرأ “كف” السياسي نضع ايدينا على قلوبنا، فثمة محاولات لاستنساخ “تجربتنا” في العام الماضي، وثمة اصرار على تصدير مقولات “استعصاء” الاصلاح، ودوران يشبه الغثيان في مربع لم نقرر بعد ان نغادره الى بر “الاصلاح”.
مهم ان نقرأ ما يدور في ذهن “السياسي” وان نعرف خياراته واضطراراته، لكن الاهم ان يقرأ “السياسي” ما يفكر به الشارع وما يريده حقاً، وان يلتقط - بعد عام من الاستقبال والتشويش - ذبذباته لكي يفهمها ويترجمها الى “سلوك” ومقررات.
اذا حدث ذلك يمكن ان نطمئن بأن العام الجديد يخبىء لنا اخباراً سارة، خذ مثلاً: طابور كبار الفاسدين وراء القضبان، حكومة انقاذ وطني تحدد موعداً للانتخابات لا يتجاوز هذا العام، ملفات “الخصخصة” كلها امام النيابة العامة، والاهم من ذلك كله “ثورة” حقيقية من داخل النظام تطوي صفحة الماضي وتعلن بداية “عهد” أردني جديد.. عنوانه الديمقراطية وعماده “القانون” وأساساته الانسان حين يستعيد حريته وكرامته وحضوره ايضاً.
لو سألتني: ماذا يخبىء لنا العام الجديد، لقلت بلا تردد: “الامل” بالتغيير، وهذه - بالطبع - ليس مجرد امنية او وهماً عابراً، ولكنها الحقيقة التي تشهد عليها “مخاضات” اقتربت من النضج والاكتمال، وهي مخاضات واعية لم تعرفها اجيالنا التي استسلمت للخوف والرعب، وأدخلتها عصا “الطاعة” الى بيوت القناعة والرضى والتسليم بالنصيب المكتوب.
في العام الماضي خرج الناس من “قمقم” الخوف وأشهروا تمردهم على “الوصايات” التي جردتهم من حريتهم وكرامتهم، وتعسفت في استغلال طيبتهم، وبذلك فهم يدخلون الى العام الجديد “احراراً” كما ولدتهم أمهاتهم، صحيح ان درب “الحرية” طويل ومليء بالاشواك والمطبات، وصحيح انه ما زال لدى البعض “قابلية” للرق والاستعباد، وصحيح ان “كف” السياسي ما زال مزدحماً بالشقوق والمسارات “الوهمية” وان قراءته صعبة ومحفوفة بالمفاجآت، لكن الصحيح ايضا ان هؤلاء الشباب الذين اكتشفوا انفسهم، وصمموا على استعادة ذاتهم المسروقة وحقوقهم المنهوبة وانفاسهم المحبوسة، هم - وحدهم - من يدلنا على الطريق الى المستقبل، ويرشدنا الى ما يخبئه لنا “الغيب” من حقائق وتطمينات.
إذن، يمكن ان نقرأ في “كف” الشارع بعض ملامح العام الجديد، فثمة “اصلاح” لا رجعة عنه مهما حاولت “السياسة” ان تزين الوعود التي ستفضي اليه، وثمة شعور بالقلق من “اثمان” التأجيل والمماطلة، وثمة احساس “بالقهر” سينتج “احتشاداً” غير مسبوق للدفاع عن البلد، وثمة محاولات بائسة لاعادة منطق الاستعلاء والاستعداء في التعامل مع الناس، وهذه ستصطدم بجدران قوية من “الصبر” والاصرار على المواجهة وتطهير “التربة” مما اعتراها من فساد.
في “كف” الشارع يمكن ان نقرأ اخباراً عن “صفقات” بين هذا الطرف وتلك الجهة، لكنها لن تنجح، او عن “اتجاهات” لضبط البوصلة أو عن “قصص” لاشغال الناس وتسليتهم، لكنها ستدفع الى السؤال من جديد: على من الدور؟ أو: ماذا بعد؟
حين نقرأ الاسئلة في كف الشارع ينتابنا احساس بالامل وقد تراودنا الخشية ايضاً، لكن حين نقرأ “كف” السياسي نضع ايدينا على قلوبنا، فثمة محاولات لاستنساخ “تجربتنا” في العام الماضي، وثمة اصرار على تصدير مقولات “استعصاء” الاصلاح، ودوران يشبه الغثيان في مربع لم نقرر بعد ان نغادره الى بر “الاصلاح”.
مهم ان نقرأ ما يدور في ذهن “السياسي” وان نعرف خياراته واضطراراته، لكن الاهم ان يقرأ “السياسي” ما يفكر به الشارع وما يريده حقاً، وان يلتقط - بعد عام من الاستقبال والتشويش - ذبذباته لكي يفهمها ويترجمها الى “سلوك” ومقررات.
اذا حدث ذلك يمكن ان نطمئن بأن العام الجديد يخبىء لنا اخباراً سارة، خذ مثلاً: طابور كبار الفاسدين وراء القضبان، حكومة انقاذ وطني تحدد موعداً للانتخابات لا يتجاوز هذا العام، ملفات “الخصخصة” كلها امام النيابة العامة، والاهم من ذلك كله “ثورة” حقيقية من داخل النظام تطوي صفحة الماضي وتعلن بداية “عهد” أردني جديد.. عنوانه الديمقراطية وعماده “القانون” وأساساته الانسان حين يستعيد حريته وكرامته وحضوره ايضاً.