تتحدث الدراسات الاجتماعية عن سلسلة عوامل تسهم في الغضب الشعبي وتسارع في التعبير عنه, وتتحدث عن عوامل تنشّط الهدوء وتعكسه استقرارا سياسيا لا يعني بالضرورة قبولا بالواقع او رضا عنه , ولكنه شعور بالاطمئنان الى المستقبل ورضا عن المسافة المقطوعة في دروب الاصلاح , وبحكم التجربة المرّة عربيا لمخرجات الاصلاح الى الان , فإن الشعوب باتت تعرف ان الوصول الى الغايات الاصلاحية يتطلب جهدا متراكما ولا يتحقق بلمسة ساحر .
المطروح على برنامج الحراكات لا يعبّر عن واقع سياسي يراعي خاصية كل ساحة عربية بل هو استنساخ ممجوج لما حدث في مصر على وجه الخصوص في بعض الدول , واستنساخ النيتو وثواره في ساحات عربية اخرى ,اما على المسار الاردني ,فإن ما يطرح الان متشابه في الخطوط العريضة ولكنه متعاكس في الادوار , فالجميع يتفق على تعريف الولاء والانتماء من اقصى النشطاء حماسا ولا اقول تطرّفا الى اكثرهم واقعية , والاختلاف هو على تقاسم الادوار , فلا يوجد للان برنامج اصلاحي مطروح على طاولة الحراكات وكل ما هو قائم تحالفات على شاكلة تجمعات عمّال المياومة , و التكوينات او التحالفات السياسية ليست اكثر من كثبان رملية متحركة , فثمة تيار سياسي يشارك في ثلاثة ائتلافات في نفس الوقت , فكيف يجد الانسان نفسه مقسّما على ثلاثة دون تناقض او على الاقل يجد من الراحة النفسية والسياسية ما يرضيه.
حديث الاصلاح الحقيقي فرض عين وطني ,فالتراشق والتنابز بين الشباب في الجامعات وبين التكوينات السياسية والتكوينات العشائرية لم يعد يخدش الذوق الوطني ويجرح الاصلاح فقط بل تخطاها الى ما هو ابعد واخطر , والملفت في الامر انها تصدر تحت راية الدفاع عن الاصلاح , فكيف يمكن تحقيق الاصلاح بتعميق الشرذمة المجتمعية ؟
الواقع السياسي يقول: ان شعار الحراكات بمجمله شعار استفزازي – بمعنى انه لا يقرأ ما يحدث على الارض من تطورات - ويعمّق الاحساس بالنأي عن الاحزاب التي تتنقل في حراكاتها مثل “ مطحنة الشرايط “ التي يتذكرها جيلنا جيدا وكان يستقبلها بإحتفالية , فهي على الاقل تمنحه غطاء او فرشة جديدة او معادا انتاجها من ملابس الاسرة القديمة , على عكس حراك الاحزاب المتنقل والذي لا يقرأ واقع كل محافظة وتراتبية اولوياتها، فهو يريد رؤوسا على حجم الطاقية حتى لو اضطر الى قصقصة الرؤوس .
جميع المكونات السياسية الطازجة او القديمة او المستهلكة تتحدث عن الاصلاح بطريقة مسطّحة وكأن البيئة الحاضنة الشعبية جاهزة ولم تتعرض لتهميش واقصاء ومطاردة وعوامل شك وريبة، في مراحل طويلة كان ابطالها من يتحدثون عن الاصلاح بطلاقة الان .
ما يجري؛ حديث اصلاحي بالمقلوب , ان كان على صعيد السياسة او الاقتصاد لانه ببساطة خالٍ من البرامج وخالٍ من تحالفات اصلاحية بين الاحزاب التي تتحرك وفق معايير وضوابط الاقليم قوميا واسلاميا , وهذا ما فتح الباب لبروز اختلافاتهم؛ ليس لدوافع اردنية بل لحسابات الجوار والاقليم.
مطحنة «الشرايط» التي كانت تنتقل من قرية الى اخرى ومن حي الى اخر كانت تحقق حاجة للناس في تنقلها، اما تنقل الحراكات والاحزاب فهو لا يحمل اي حاجة لجمهور المحافظة بل يحمل رغبة حزبية لفرضها على المحافظة، وهذا هو سبب التباين بين الاستقبال الاحتفالي لمطحنة الشرايط الشعبية ورفض مطحنة الشرايط السياسية .
omarkallab@yahoo.com
المطروح على برنامج الحراكات لا يعبّر عن واقع سياسي يراعي خاصية كل ساحة عربية بل هو استنساخ ممجوج لما حدث في مصر على وجه الخصوص في بعض الدول , واستنساخ النيتو وثواره في ساحات عربية اخرى ,اما على المسار الاردني ,فإن ما يطرح الان متشابه في الخطوط العريضة ولكنه متعاكس في الادوار , فالجميع يتفق على تعريف الولاء والانتماء من اقصى النشطاء حماسا ولا اقول تطرّفا الى اكثرهم واقعية , والاختلاف هو على تقاسم الادوار , فلا يوجد للان برنامج اصلاحي مطروح على طاولة الحراكات وكل ما هو قائم تحالفات على شاكلة تجمعات عمّال المياومة , و التكوينات او التحالفات السياسية ليست اكثر من كثبان رملية متحركة , فثمة تيار سياسي يشارك في ثلاثة ائتلافات في نفس الوقت , فكيف يجد الانسان نفسه مقسّما على ثلاثة دون تناقض او على الاقل يجد من الراحة النفسية والسياسية ما يرضيه.
حديث الاصلاح الحقيقي فرض عين وطني ,فالتراشق والتنابز بين الشباب في الجامعات وبين التكوينات السياسية والتكوينات العشائرية لم يعد يخدش الذوق الوطني ويجرح الاصلاح فقط بل تخطاها الى ما هو ابعد واخطر , والملفت في الامر انها تصدر تحت راية الدفاع عن الاصلاح , فكيف يمكن تحقيق الاصلاح بتعميق الشرذمة المجتمعية ؟
الواقع السياسي يقول: ان شعار الحراكات بمجمله شعار استفزازي – بمعنى انه لا يقرأ ما يحدث على الارض من تطورات - ويعمّق الاحساس بالنأي عن الاحزاب التي تتنقل في حراكاتها مثل “ مطحنة الشرايط “ التي يتذكرها جيلنا جيدا وكان يستقبلها بإحتفالية , فهي على الاقل تمنحه غطاء او فرشة جديدة او معادا انتاجها من ملابس الاسرة القديمة , على عكس حراك الاحزاب المتنقل والذي لا يقرأ واقع كل محافظة وتراتبية اولوياتها، فهو يريد رؤوسا على حجم الطاقية حتى لو اضطر الى قصقصة الرؤوس .
جميع المكونات السياسية الطازجة او القديمة او المستهلكة تتحدث عن الاصلاح بطريقة مسطّحة وكأن البيئة الحاضنة الشعبية جاهزة ولم تتعرض لتهميش واقصاء ومطاردة وعوامل شك وريبة، في مراحل طويلة كان ابطالها من يتحدثون عن الاصلاح بطلاقة الان .
ما يجري؛ حديث اصلاحي بالمقلوب , ان كان على صعيد السياسة او الاقتصاد لانه ببساطة خالٍ من البرامج وخالٍ من تحالفات اصلاحية بين الاحزاب التي تتحرك وفق معايير وضوابط الاقليم قوميا واسلاميا , وهذا ما فتح الباب لبروز اختلافاتهم؛ ليس لدوافع اردنية بل لحسابات الجوار والاقليم.
مطحنة «الشرايط» التي كانت تنتقل من قرية الى اخرى ومن حي الى اخر كانت تحقق حاجة للناس في تنقلها، اما تنقل الحراكات والاحزاب فهو لا يحمل اي حاجة لجمهور المحافظة بل يحمل رغبة حزبية لفرضها على المحافظة، وهذا هو سبب التباين بين الاستقبال الاحتفالي لمطحنة الشرايط الشعبية ورفض مطحنة الشرايط السياسية .
omarkallab@yahoo.com