أخبار البلد ــ قال الإعلامي والقانوني - خبير التأمينات والحماية الاجتماعية موسى الصبيحي، إن وزير العمل/رئيس مجلس إدارة مؤسسة الضمان الاجتماعي يُصرّح بأن الوزارة تولي قضايا السلامة والصحة المهنية جل اهتمامها وتعطيها الأولوية.
وأوضح في منشور عبر فيسبوك، الحقيقة أن أمور السلامة والصحة المهنية في كثير من مواقع العمل ليست مُرضية أبداً ولا تسر صديقاً ولا عدوّاً، والدليل كل هذا الكم من حوادث وإصابات العمل التي تُسجَّل لدى مؤسسة الضمان الاجتماعي، فالمؤسسة تُبلَّغ عن حادث عمل كل (35) دقيقة، وتُسجّل وفاة ناشئة عن حادث عمل كل (48) ساعة.. ويتعرض (15) عامل من كل (1000) عامل من العاملين في القطاع الخاص لإصابة عمل، وهو ما يعتبر المعدّلات المرتفعة جداً، هذا ناهيك عن الحوادث والإصابات التي تقع ولا يتم إبلاغ مؤسسة الضمان عنها.
وتابع، كان ثمّة عمل منذ عدة سنوات فيما أذكر على إعداد استراتيجية وطنية للسلامة والصحة المهنية في مطبخ وزارة العمل على مستوى الدولة، وكانت وزارة العمل هي قائدة المشروع بشراكة فاعلة وإسهام مباشر من مؤسسة الضمان الاجتماعي التي تعد الجهة الأهم والأكبر التي تحتفظ ببيانات إصابات العمل وتوثّق لها، وهي الجهة الدافعة لكل الكُلف الناشئة عن الإصابات من طبابة وبدلات ورواتب عجز ووفاة وتعويضات وغيرها..لكن مع الأسف يبدو أن مشروع هذه الاستراتيجية ما زال يتحشرج داخل أروقة الوزارة ودهاليزها..
وبين الصبيحي أن المطلوب من وزير العمل أن يُتْبِع القول العمل وأن ينزل إلى الميدان.. فليس معقولاً أن يلزم وزير العمل مكتبه، بل هو أهم وزير ينبغي أن يعمل من الميدان وأن يتعامل مع العمّال، وعليه أن يقوم بزيارات مفاجئة للمصانع والمعامل وورش العمل ومواقعه المختلفة ليقف بنفسه على واقع الحال، ولا سيما ظروف وأوضاع السلامة والصحة المهنية، ولا أنصح الوزير أبداً بأن يكتفي بما يحط على مكتبه من تقارير حول هذه الأمور التي غالباً ما تفتقر إلى الدقة ولا تُظهر الحقيقة كاملة.
إن واقع عمّال الأردن يا وزير العمل لا يسرّ ولا يُرضي، فثمة انتهاكات كثيرة لحقوقهم، وثمّة تجاوزات على أجورهم، وثمّة استغلال لحاجتهم للعمل والأجر، وثمّة انتقاص من حقهم في الحماية الاجتماعية والضمان الاجتماعي، وثمة إخلال بموضوع ساعات العمل والإجازات المرضية التي حددها القانون، وإجازات كورونا، وثمّة تشغيل لعشرات الآلاف من الأطفال، وبعضهم في مهن خطرة وشاقة، وفق الصبيحي.
ودعا وزير العمل للنزول الى الميدان.. ولكن بدون كاميرات ولا صحافة ولا حتى مرافقين.. ولسوف يصدمك الواقع.
يا وزير العمل لو كنت مكانك لآثرت أن يكون نصف وقتي على الأقل في الميدان.. فثمة الكثير مما ينبغي أن تسمعه من العمال وتشاهده على أرض الواقع من أحوالهم.. أما النصف الثاني من الوقت فينبغي أن تُخصّص الجزء الأكبر منه للمتابعة الحثيثة لكل ما تقوله ولكل ما تنص عليه التشريعات ولكل الخطط والاستراتيجيات والقرارات والاتفاقات سواء ما رأى النور منها أو ما لم يره.
يا وزير العمل نريد أن تعمل ماكنة وزارتكم 24 ساعة فثمة الكثير من الملفات تحتاج إلى معالجات والى كل ثانية من وقتكم ووقت كوادركم برمتها.. وما لم تُحدِث التغيير يا وزير العمل، فالأولى بك أن تنسحب بهدوء وتفسح لغيرك بالعمل.