أصبحت مقتنع قناعة لا تقبل الشك بان هناك من يدبر امرا لهذا الوطن وأهله وان هناك من يضع (الكاز) على الحطب ويمسك بيده عود الكبريت ويشعله ويقول يا نار كوني بردا وسلاما على هذا الوطن، وكيف لهذه النار أن تكون فيه بردا وسلاما على هذا الوطن في زمن لا يوجد به أنبياء ورسل لنقول أن هذه معجزة من معجزات الأنبياء،
الإصلاح الإصلاح كلمة صارت تشعرنا بالغثيان لكثرة ما يرافقها من شد وشحن وتجييش وانقسام بين مؤيد ومعارض حتى صارت هذه الكلمة تعني لنا الخبث وتنفيذ الأجندات وجر الوطن إلى الهاوية، ولا أريد إن يفهمني البعض إنني ضد الإصلاح ولا أطالب به وإنني ضد زج الفاسدين بالسجون لينالوا جزائهم على ما اقترفت ايديهيم وعلى ما ارتكبوه من جرائم سلب ونهب لخيرات هذا الوطن الغالي ولكنني لا أريده إصلاحا دمويا لا سمح الله كما يريده البعض .
لا ادري لماذا يصر العابثين والمرتزقة والدخلاء على الفتنة وتجدهم يطيرون من محافظة إلى محافظة يصلون إلى الله أن يقع احد منهم قتيلا حتى تشتعل النار ولا تنطفي لا ادري لماذا يصرون على هذا النهج وهم ليس ببعيدين عن طاولة الحوار فهم يتدللون بين أحضان الحكومة وأحضان القصر وأحضان السفارات الأجنبية لماذا لا يطالبون بالإصلاح من هناك بعيدا عن الشارع لماذا لا يطالبون عن قرب وهم الأقرب إلى كل الحكومات السابقة واللاحقة لماذا لا يتحملون المسؤولية لماذا يرفضون كل أنواع المشاركة في صنع القرار لماذا لا يوصلون أصواتهم بكل حرية عبر هذه القنوات.
الجواب هنا بين لا لبس فيه هؤلاء نذروا أنفسهم للعبث بأمن هذا الوطن فالتعليمات لهم من أسيادهم واضحة وهم يلامون ألان من الأسياد القابعين وراء البحار على تأخرهم بنشر الفتنة والفوضى بالشارع الأردني فقد تأخروا كثيرا عن اللحاق بدول الخريف العربي، ولكنهم تناسوا أن هذا الشعب قد تكسرت على قلعته الكثير من المؤامرات وانه شعب رغم فقره لا تغريه العملات الأجنبية التي يتقاضها هؤلاء من هنا وهناك وان هذا الوطن سيظل قلعة حصينة في وجه كل من تسول له نفس العبث بأمنه واستقراه ولينصرفوا عنا بعيدا فليس كل الطير يؤكل لحمه.
helalajarmeh@yahoo.com