أرادوا الشارع والأردنيون أمسكوا بالدولة

أرادوا الشارع والأردنيون أمسكوا بالدولة
أخبار البلد -  
في حوار مع الشيخ مراد العضايلة عبر تلفزيون رؤيا قال رادا على الزميل عمر كلاب:" أنتم عندما تريدوننا تقولون: إن الإخوان تنظيم أصيل ومحترم في الاردن، وعندما لا تريدوننا يشن الكتاب هجوما علينا.."، وهذا الكلام ليس بذي صلة باحداث المفرق، فانا من المؤمنين أنّ تأخر الديمقراطية في الأردن في جزء من أسبابه الإخوان، لأنهم ببساطة أرداو الحرية لهم وأبَوها على غيرهم، وكانوا يدا معِينة للدولة في إقصاء ومحاصرة الأحزاب القومية واليسارية الأخرى.

واعتقد أن الإخوان المؤمنين اليوم! هم غير الإخوان المسلمين الذي كانوا ينهلون من فكر الإمام المؤسس حسن البنا، والمسألة في الموقف من الإخوان يجب أن تفسر بسذاجة مقرونة بزاوية النظر التي تقع تجاههم بين كونهم مكونا محترما وتنظيما أصيلا في الأردن في لحظة خطب الود -كما يقولون- من الحكومات، أو هم تنظيم مدعوم من ايران ويريد مصادرة الدولة في لحظة الغضب منهم أو عليهم.

وهذه ما يعكس أزمة تقدير وتقييم عند الإخوان لطبيعة المشهد والنظرة إليهم، وهذا التفسير الإخواني للنظرة إليهم يشف عن مقدار الأسباب الضاغطة في عقلهم على تفسير ردود الفعل منهم وعنهم.

ولكن، علينا السؤال هل عانى الإخوان في الأردن كما عانى غيرهم في مصر في غياهب السجون؟ أو كما حصل مع القوميين في الاردن عندما أرسلوا للجفر؟ الجواب طبعا لا، فاللعبة كانت مفهومة بين الدولة وبينهم، لذا فهم كلما اردات الدولة التوجه الحقيقي للإصلاح، الذي يمكن أن يأتي بشركاء جدد غيرهم، يتجهون لتعقيد المشهد أكثر، خاصة في ظل مواجهتهم لاحتمالات الانشقاقات الشبابية والانقسام، وتراجع الشعبية وشبهة التفاهم مع الغرب.

لست -أيضا- مع الهجوم على الإخوان، ليس لأنهم أصيلون أو أصليون، فهذا ليس مبدأ النقاش، لكن في الجماعة والإخوان ما يكفيهم من تخوفات، وحذر، ولعل رفض الاستجابة لصوت الشيخ حمزة منصور في احداث المفرق هو نموذج واضح على الواقع الإخواني، ولعل التفكير بصوت عال والذي يمارسه شباب الإخوان ونسمع فيه غضبا على قيادتهم، يفرض محاولة الحركة وشيوخها استعادة الـتأثير في أي مكان.

لذلك أراد الإخوان العودة للشارع، واستعادته، بعدما منحوا كل الفضاءات المكانية طيلة خمس وخمسين جمعة في الأردن، وتمسك الأردنيون بالدولة، وعندما يخرج جماعة مؤمنة ايضا ووطنية، يقال عنهم قطعان وبلطجية، لإن ذلك فيه إهانة للمشترك والوطني والإسلامي والإنساني، فشيوخ العشائر اليوم هم امتداد لأولئك الأباء المؤسسين الذين قادوا الحركة الوطنية ضد التهويد ووعد بلفور وضد المعاهدة الاردنية البريطانية العام 1928 واستمروا طيلة العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين يقاومون وطنيا وفلسطينيا، في حين كان مؤسسو حركة الإخوان في مصر يرتبون أوضاعهم مع الضباط البريطانيين في مصر، وقد أخبرني المرحوم المؤرخ محمد عيسى صالحية أن البيان الأول للحركة في مصر شارك بصياغته ضباط بريطانيون.

وقد عادت الصلات بين الإخوان وبريطانيا في أوائل الاربعينيات من القرن العشرين، وأشار الكاتب البريطاني مارك كورتيس في صفحة الرأي بصحيفة الجارديان بتاريخ 6 يوليو 2010 عن أن بريطانيا دعمت الإخوان المسلمين للإطاحة بعبد الناصر، وأن بريطانيا قامت في البداية بتمويل الإخوان المسلمين سراً عام 1942م، ثم ذكر أن الصلة بين الطرفين توطدت بعد ذلك مع قيام الثورة. وفي عام 1956، عندما وقع العدوان الثلاثي تطورت اتصالات بريطانيا بالإخوان كجزء من مخطط للإطاحة بعبد الناصر؟.

ومع اني لا ارغب بأخذ كلام كورتيس كحقائق، إلا أن تفسير غضب عبد الناصر على قادة الإخوان وزجهم في أتون التعذيب يظل يطرح السؤال عن الـ (لماذا ) المفسرة لذلك الغضب، فهل اكتشف عبد الناصر مؤامرتهم المزعومة على حد قول كورتيس؟ ثم هل كان الإخوان السد المقبول ضد القوى الديمقراطية والاشتراكية التي أثارت مخاوف اميركا، لذلك كانوا هم خروف العيد لدرء المدّ الروسي عن المنطقة العربية.

مرة أخرى أقول: إن إخوان اليوم في الأردن ومصر، يعيشون عقدة النموذج، والعودة لافكار ومبادئ المؤسس حسن البنا هي التحدي بالنسبة إليهم، إذ ذكر حسن البنا في رسالته للمؤتمر الخامس للحركة، تحت عنوان (إسلام الإخوان المسلمين) "إن الإسلام عقيدة وعبادة، ووطن وجنسية، وروحانية وعمل، ومصحف وسيف"، وذكر أيضاً "أن فكرة الإخوان المسلمين نتيجة الفهم العام الشامل للإسلام، قد شملت كل نواحي الإصلاح في الأمة، فهي دعوة سلفية، وطريقة سنية، وحقيقة صوفية، وهيئة سياسية، وجماعة رياضية، ورابطة علمية ثقافية، وشركة اقتصادية، وفكرة اجتماعية.

وذكر البنا في نفس الرسالة أن خصائص دعوة الإخوان التي تميزت بها عن غيرها من الدعوات يكمن في ابعادها وهي: البعد عن مواطن الخلاف، والبعد عن هيمنة الأعيان والكبراء، والبعد عن الأحزاب والهيئات، والعناية بالتكوين والتدرج في الخطوات، وإيثار الناحية العملية الإنتاجية على الدعاية والإعلانات، وشدة الإقبال من الشباب، وسرعة الانتشار في القرى والمدن.

ومن ينظر في واقع الإخوان اليوم يدرك كم يعانون من البعد عن تلك الأفكار، وكيف انهم افرغوا الأفكار المؤسسة من مضمونها، فهم اليوم يريدون المال الكامن في جمعية المركز الإسلامي وأذرعها، ويريدون عودة الشباب للإقبال عليهم وذلك صعب وعسر، في حين حتى شبابهم في مصر خرجوا عن طاعتهم، وهم يريدون العودة للقرى وهذا ثمنه كبير ومتمنع، وهم في كل اعمالهم يحبون جاذبية الدعاية والإعلان، وهذا ما يخالف تعاليم المؤسس حسن البنا، فكلنا أمل ان تعود الجماعة وتراجع نفسها وتصلح حالها.

Mohannad974@yahoo.com
شريط الأخبار الصفدي من روما: غزة أصبحت مقبرة كبيرة للأطفال والقيم الإنسانية الطاقة وشركة صينية توقعان مذكرة تفاهم لإنتاج الهيدروجين الأخضر بالفيديو والصور.. الرئيس البولندي يتوقف بموكبه لتناول العشاء في مطعم "طواحين الهوا" الدولية للسيليكا تقر بياناتها وتخفض عدد مجلس الادارة وسهم العضوية و"الطراونة" يوضح الكساسبة يكتب... "إذن من طين وإذن من عجين" !! "ربما أعود" عبارة من الحسين عموتة تحسم عودته لقيادة المنتخب الأردني بعد إطلاق شركة للذكاء الاصطناعي.. إيلون ماسك يصبح أغنى شخص في التاريخ موعد انتهاء الكتلة الهوائية الباردة وتطورات الطقس الحرارة أقل من معدلاتها العامة بـ7 درجات مئوية اليوم وفيات الاردن اليوم الاثنين 25/11/2024 مجلس النواب يشرع بانتخاب لجانه الدائمة الاثنين بوادر أزمة.. أول تعليق من الاتحاد العراقي بشأن لعب مباراته أمام فلسطين في الأردن مديرية الأمن العام تجدد تحذيراتها من الحالة الجوية تل أبيب تتعرض لضربة صاروخية جديدة.. مدن إسرائيلية تحت نيران هجوم كبير لحزب الله وفاة ثلاثينية إثر تعرضها لإطلاق نار على يد عمها قرض ياباني بقيمة 100 مليون دولار لدعم الموازنة العامة "حماية المستهلك" ترفض تفرد نقابة الأطباء بتحديد الأجور الطبية التربية تعلن صدور أرقام الجلوس لطلبة تكميلية التوجيهي "النقل البري": قرار إعفاء المركبات المنتهي ترخيصها من الغرامات يشمل مركبات النقل العمومي الضريبة تواصل استقبال طلبات التسوية والمصالحة