اخبار البلد_ نفى الدكتور أحمد عويدي العبادي رئيس الحركة الوطنية الأردنية، أن يكون طالب يوما بإسقاط نظام الحكم في الأردن، أو أن يكون قد اساء للملكة رانيا باعتبارها من أصول فلسطينية، وأعلن نفسه أنه هو أيضا هاشمي ومن الأشراف.
جاء ذلك خلال رد له على مداخلة للزميل تحسين التل رئيس تحرير موقع "نيرون نيوز" الإلكتروني، في حفل إشهار حزب جبهة العمل الأردني، الذي أعلن تأسيسه مساء السبت في مضافة آل الروسان في بلدة سما الروسان، وهي المداخلة التي لم تلق ارتياحا من قبل قادة الحزب الآخرين، مثل فراس الروسان، وابو رشيد كراسنة، وآخرين، معتبرين أن لا ضرورة لاستفزاز الدكتور عويدي العبادي، الذي فوجئ كثيرون بحضوره، في ضوء خلافات سابقة اعترت علاقته مع قيادات الحركة الوطنية الأردنية في الشمال، التي تولت التحضير لإطلاق الحزب الجديد.
الزميل التل بدأ مداخلته مخاطبا عويدي البادي قائلا "أرجو يا سعادة الدكتور أن يتسع صدرك للنقد، وربما تغضب مني بعد مداخلتي"، فرد عويدي العبادي "لا عليك إن صدري واسع وأتحمل"، وبالفعل فقد تدخل عويدي العبادي أكثر من مرة ليسمح للتل بإكمال مداخلته، التي تعرضت للمقاطعة أكثر من مرة.
وقال التل "لقد سمعنا؛ وما أكثر ما نسمع هذه الأيام، أن الدكتور أحمد عويدي التقى رئيس الوزراء عون الخصاونة في بيته، أو في رئاسة الوزراء، وربما وصلتنا المعلومة بشكل خاطىء، لكننا سمعنا أن الرئيس عون الخصاونة كلف وزير الإعلام راكان المجالي بالذهاب إلى بيت الدكتور أحمد عويدي العبادي، وجلس إليه مطولاً، ولا نعرف عن ماذا تمخضت الجلسة، وهل هناك وعود من الحكومة بتسليم الدكتور منصباً وزارياً، أو ادارياً، أو تهيئته لانتخابات مجلس النواب القادم..؟".
وتابع التل "من حقنا أن نعرف ما الذي يدور في الخفاء سيما وأن سعادة الدكتور العبادي في اللقاء الذي جمعنا به في بيتي قبل عدة أشهر أشار الى نقاط مهمة وحساسة، كان من أهمها:
"أن الهاشميين وصلوا الى الأردن كمحتلين، وليسوا قادة تعود اصولهم إلى آل بيت الرسول (ص)، مع أنه اعترف في مقابلة مع الزميل أحمد الطيب رئيس تحرير وكالة "إيلة الإخبارية" عام 2010 بأن علاقة الهاشميين بالأردن ليست كما يقول الناس منذ عام 1921 بل إن هذه العلاقة منذ أن بدأت رحلة الشتاء والصيف التي توجت بمرور سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام مرتين في الاردن، والتقى بالراهب بحيرة الغساني في منطقة أم الرصاص في مادبا، واستظل تحت الشجرة الموجودة حتى الآن في البادية الشمالية الاردنية، كشاهد على زيارة الرسول عليه الصلاة والسلام والتي تركت بصمات على الأرض الاردنية.. وبعد هذا المرور الكريم لسيد البشرية محمد صلى الله عليه وسلم جاءت معركة مؤته واستشهد على ارضها جعفر بن أبي طالب، وهو الآن مدفون في الكرك قبل الف واربعمائة سنة.. فأنا اقول (والكلام للدكتور عويدي العبادي) إن علاقة الهاشميين بالاردن تعود إلى ألفي عام؟! والعديد يقول أن علاقة الهاشميين بدأت من عام 1921 عندما جاء الشريف حسين، بعد ذلك انعم الله علينا باستقرارهم في الاردن".
ولفت التل إلى وجود تناقض في أقوال الدكتور؛ مرة يقول أنهم جاؤوا محتلين، ومرة أخرى يقول أنهم شرعيين، فأيهما نصدق يا دكتور..؟!".
ونسب التل لعويدي العبادي القول في ذات اللقاء المشار إليه في منزله، القول "نحن لسنا ضد الملكة رانيا كما يمكن أن يصور البعض من أجل مآرب خاصة، فهؤلاء الذين يصورون ذلك ما هم إلا اصحاب مصالح شخصية ضيقه يقومون بتصرفات بإسم الملك والملكة ويجيرون هذه الأعمال التي هي من أجل مصالحهم الخاصة لحماية انفسهم".
ويتابع الدكتور العبادي، وفقا لمداخلة التل "إن النظام الأردني - وهو مهم جدا لأي اردني- ومؤسسة العرش على قدر كبير من الأهمية لنا، فهو صاحب الشرعية الدستورية والتاريخية والروحية، ونحن كأردنيين مؤمنين بهذه الشرعية ايماناً مطلقا".. "فأنا أحب وطني ولم اتآمر في حياتي على النظام، وأنا أحمل فكر، واقول دائما أن الأردن يجب أن يكون بخير".
وتابع عويدي العبادي، وفقا للتل "هم يوحون للملكة أنني ضد الأردنيين من أصل فلسطيني، وهذا الكلام غير صحيح على الإطلاق. لماذا يقولون للملكة رانيا إنني ضدها..؟".
ويضيف العبادي، وفقا للتل "أنا لست ضد النظام ولست ضد العرش فأنا امتلك المعلومة وامتلك الرؤيا والثقافة والعلم، ومن حقي أن يسمع الملك مني ومن غيري، وليس من حق أحد أن يبعدوه عنا فهذا ملك الجميع".
وختم التل مداخلته، متهما عويدي العبادي بالتناقض في المواقف التي تصدر عنه، فهو، وكالكلام للتل "خلال اللقاء الذي تم في بيتي قبل شهور عدة، وحضره بعض الموجودين بيننا؛ ناقض الدكتور نفسه وقال: الحراك الشعبي سيمر بخمس مراحل قبل إسقاط النظام؛ المرحلة الأولى وهي المرحلة التي نعيشها الآن ألا وهي: الحراك، والمرحلة الثانية وهي مرحلة العراك، والمرحلة الثالثة: كسر العظم، والرابعة: العصيان المدني، والخامسة ستكون المرحلة الأخيرة لإسقاط النظام"، ثم قال في تصريح آخر "إن الحركة، وهو أحد المؤسسين فيها، ليس من اهدافها إسقاط النظام أو الإنقلاب على النظام الملكي، وهي على ما يبدو حركة سياسية سلمية، وليست انقلابية؛ هدفها المشاركة في الحياة السياسية القادمة، وتشكيل الحكومات البرلمانية".
وفي لحطة من اللحظات، هجم علي أحد الحضور على التل وأخذ يصرخ بوجهه ويتهمه بأنه "مدسوس، وعميل، وموساد"، وأنه ينوي تخريب الإجتماع.
عويدي العبادي رد على مداخلة التل مؤكدا أنه اجتمع مع راكان المجالي وزير الدولة لشؤون الإعلام والإتصال، بصفته صديقا قديما له، وذلك بناء على طلبه، وأنه عرض عليه التقاء رئيس الوزراء، مؤكدا أنه فعل ذلك بصفته الشخصية، لا بصفته رئيس الحركة الوطنية الأردنية. وقال إن الخصاونة، وكذلك المجالي ينتميان لعشائر اردنية محترمة، وأنه التقاهما بهذه الصفة، وأنه سبق له أن رفض المنصب الوزاري، وعضوية مجلس الأعيان، ومنصب السفير، ورئيس مجلس إدارة شركة عامة.. وغيرها من المناصب. وعليه، فهو لا يمكن شراءه باي من المغريات.
ونفى عويدي العبادي أنه قال أن الهاشميين جاؤوا الأردن محتلين، لأن من قال ذلك هو الملك عبد الله الأول حينما جاء الى معان عام 1921 وأعلن احتلال قواته لمعان، وأنه في طريقه لاحتلال كامل الأردن..
وأشار عويدي العبادي إلى وجود فرق بين الهاشميين وآل البيت, وقال إن الهاشميين ليسوا جميعهم على سوية واحدة، فأبو جهل وأبو لهب من الهاشميين، وجد النبي هاشم مات في غزة وهو كافر يعبد الأصنام.. لكننا نحن مع آل البيت.
وقال عويدي العبادي إن الآلاف من الأردنيين هم هاشميون، وأشراف، وأنه هو أحد هؤلاء، مؤكدا أنه هاشمي وشريف.
وأكد عويدي العبادي فعلا على أن علاقة الأردن مع الهاشميين تعود إلى زمن غابر، سابق على الدعوة الإسلامية، واعترض على ما اسماه تنازلات الملك فيصل في مؤتمر فرساي.
وقال إن الحكم في الأردن ليس للهاشميين، وإنما لآل البيت الذين هم جزء من الهاشميين، المنحدرين من سلالة الرسول، وأنه لم يطالب يوما بإسقاط نظام الحكم الهاشمي، لأن من يحكم الأردن هم آل البيت، وليس الهاشميين، ونحن في الحركة الوطنية الأردنية لسنا انقلابيين.
كما نفى عويدي العبادي أن يكون قد اساء للملكة رانيا.