إدانة مسبقة للضحية من ذكورية عربية مأفونة...؟؟
حسان الرواد
شاهد معظم المتابعين لأحداث ميدان التحرير في مصر خلال الأيام الماضية ما جرى من اعتداءات سافرة وعنيفة على المعتصمين, وأكثر ما لفت الانتباه من تلك الأحداث هو ما فعلته الشرطة العسكرية بالفتاة المصرية الثائرة, حيث يُظهر المشهد بوضوح جنودا من الشرطة العسكرية وهم ينهالون عليها ضربا بالعصي والأقدام, بل وازداد المنظر بشاعة عندما تم تجريدها من ملابسها ليكشفوا عن جسدها بأسلوب مهين ترفضه كل مبادئ الإنسانية وليس الإسلام فقط, ولم يكتفوا بذلك بل سحلوها من شعرها مستمرين في ضربها وركلها بشكل همجي وانتقامي في مشهد لم يحدث حتى في زمن النظام السابق...!! وما أثار استغرابي أكثر هو ردود الفعل عند المعلقين سواء على صفحات الفيس بوك أو المواقع الإخبارية حيث أدان الكثيرون منهم تلك الحرة التي تساوي ألفا من كل واحد منهم... فرغم بشاعة المشهد إلا أنها تحولت من ضحية إلى مذنبة في معيار جيل الهوس الجنسي والهزائم والانتكاسات...؟
هي المذنبة في ثقافة من كرر نفس العبارات وذات السؤال... لماذا خرجت من بيتها إلى ميدان التحرير لتلقى هذا المصير...؟
من يطرح هذا السؤال لا يعرف غير ثقافة الجنس والتعري التي اكتسبها من ساعاته الطوال في متابعة أخبار تلك المتعرية أو صاحبة أجمل مؤخرة, هذا التساؤل عن سبب نزول تلك المرأة الثائرة لميدان التحرير لا يكون إلا ممن جهل تاريخ وثقافة أمته التي علمت البشرية جمعاء, هذا السؤال الاستنكاري فضح جهلا فاق جاهلية العرب قبل الإسلام...أقول لهم ولمن دار هذا السؤال في خلده متأملا عورة امرأة حرة رفضت ذلا وخرجت عندما غاب الرجال... لا يوجد في ثقافتكم الذكورية عن المرأة سوى أنها خلقت لأمرين لا ثالث لهما...الأول هو المطبخ والثاني غرفة النوم....واذهبوا إن شئتم إلى العناوين الأكثر قراءة والأكثر تعليقا على المواقع الإليكترونية وستدركون ذلك...ولو أنكم كلفتم أنفسكم عناء البحث عن دور المرأة العربية قبل الإسلام وبعد الإسلام في الحروب والجهاد لأدركتم حقيقة وحجم الكارثة من هول الجهل الذي تغرقون به... إن النظرة السائدة الآن عن المرأة لم تكن موجودة حتى عند العرب قبل الإسلام فكيف به الحال بعد نور الإسلام؛ فالمرأة هي مستودع الذخائر وهي صانعة الرجال وأم الرجال وأخت الرجال ...وهي ملهمة له في كل جوانب حياته فكيف لا تكون ملهمة له في أصعب الظروف خاصة عندما يتعلق الأمر بمصير الوطن...
ولهؤلاء الذين لم يستفز مشاعرهم المشهد الفظيع وركزوا على قضية خروجها إلى التحرير أقول لهم ....كان العرب في الجاهلية وهم من كانوا يئدون البنات لغيرتهم على الأعراض كانوا يحضرون النساء معهم في معاركهم من أجل أن يقاتلوا بشراسة ونعرف قصة مالك بن عوف في حنين...أما في الإسلام فكانت المرأة تصاحب الجيوش فكانت الممرضة والملهمة والداعية والمقاتلة والقصص في ذلك كثيرة جدا ... ولو كان ذلك عارا وانتقاصا لما سمح لها بهذا الجانب البطولي....إن للمرأة العربية والمسلمة دورا كبيرا في تاريخ هذه الحضارة الإسلامية العريقة وما نظرة الكثيرين عن المرأة في هذا الزمن إلا نظرة مشوهة نتيجة للثقافة السلبية المستمدة من الهوس الجنسي البعيد كل البعد عن الحضارة العربية الإسلامية المشرقة وسيرة نبيها الأعظم صلى الله عليه وسلم, بل وتمثل تلك النظرة الجانب المظلم لعادات وتقاليد ما أنزل الله بها من سلطان, جعلت من المرأة العربية جارية ومن الرجل العربي فحل وسلطان....
وأخيرا أقول لمن قال من حجرة نومه لماذا خرجت إلى الميدان: أيهم أكثر شرفا وبطولة أن تخرج المرأة ثائرة في زمن قل فيه الرجال فتلهمهم حماسا وصبرا وثورة...؟ أم تلك المتعرية علياء المهدي التي زار صفحتها ومدونتها أكثر من مليون فحل عربي في يوم واحد فقط فكانت النسبة الأعلى على الإطلاق؟؟؟ هذه المرأة يا سادة تساوي عدد لا يحصى من الرجال الذين آثروا الجلوس في منازلهم, كما أنها أفضل من كل ذكورية العرب المتعفنة الباحثة عن المتعة الجنسية... والعار ليس لها وعليها حتى لو جردت من كل ملابسها, بل العار على من تجرأ على كرامتها وفعل بها ذلك, والأسوأ من كل ذلك من نظر إلى عورتها ولم يحرك ساكنا بل نطق كفرا وليته نظر فسكت...
rawwad2010@yahoo.com
حسان الرواد
شاهد معظم المتابعين لأحداث ميدان التحرير في مصر خلال الأيام الماضية ما جرى من اعتداءات سافرة وعنيفة على المعتصمين, وأكثر ما لفت الانتباه من تلك الأحداث هو ما فعلته الشرطة العسكرية بالفتاة المصرية الثائرة, حيث يُظهر المشهد بوضوح جنودا من الشرطة العسكرية وهم ينهالون عليها ضربا بالعصي والأقدام, بل وازداد المنظر بشاعة عندما تم تجريدها من ملابسها ليكشفوا عن جسدها بأسلوب مهين ترفضه كل مبادئ الإنسانية وليس الإسلام فقط, ولم يكتفوا بذلك بل سحلوها من شعرها مستمرين في ضربها وركلها بشكل همجي وانتقامي في مشهد لم يحدث حتى في زمن النظام السابق...!! وما أثار استغرابي أكثر هو ردود الفعل عند المعلقين سواء على صفحات الفيس بوك أو المواقع الإخبارية حيث أدان الكثيرون منهم تلك الحرة التي تساوي ألفا من كل واحد منهم... فرغم بشاعة المشهد إلا أنها تحولت من ضحية إلى مذنبة في معيار جيل الهوس الجنسي والهزائم والانتكاسات...؟
هي المذنبة في ثقافة من كرر نفس العبارات وذات السؤال... لماذا خرجت من بيتها إلى ميدان التحرير لتلقى هذا المصير...؟
من يطرح هذا السؤال لا يعرف غير ثقافة الجنس والتعري التي اكتسبها من ساعاته الطوال في متابعة أخبار تلك المتعرية أو صاحبة أجمل مؤخرة, هذا التساؤل عن سبب نزول تلك المرأة الثائرة لميدان التحرير لا يكون إلا ممن جهل تاريخ وثقافة أمته التي علمت البشرية جمعاء, هذا السؤال الاستنكاري فضح جهلا فاق جاهلية العرب قبل الإسلام...أقول لهم ولمن دار هذا السؤال في خلده متأملا عورة امرأة حرة رفضت ذلا وخرجت عندما غاب الرجال... لا يوجد في ثقافتكم الذكورية عن المرأة سوى أنها خلقت لأمرين لا ثالث لهما...الأول هو المطبخ والثاني غرفة النوم....واذهبوا إن شئتم إلى العناوين الأكثر قراءة والأكثر تعليقا على المواقع الإليكترونية وستدركون ذلك...ولو أنكم كلفتم أنفسكم عناء البحث عن دور المرأة العربية قبل الإسلام وبعد الإسلام في الحروب والجهاد لأدركتم حقيقة وحجم الكارثة من هول الجهل الذي تغرقون به... إن النظرة السائدة الآن عن المرأة لم تكن موجودة حتى عند العرب قبل الإسلام فكيف به الحال بعد نور الإسلام؛ فالمرأة هي مستودع الذخائر وهي صانعة الرجال وأم الرجال وأخت الرجال ...وهي ملهمة له في كل جوانب حياته فكيف لا تكون ملهمة له في أصعب الظروف خاصة عندما يتعلق الأمر بمصير الوطن...
ولهؤلاء الذين لم يستفز مشاعرهم المشهد الفظيع وركزوا على قضية خروجها إلى التحرير أقول لهم ....كان العرب في الجاهلية وهم من كانوا يئدون البنات لغيرتهم على الأعراض كانوا يحضرون النساء معهم في معاركهم من أجل أن يقاتلوا بشراسة ونعرف قصة مالك بن عوف في حنين...أما في الإسلام فكانت المرأة تصاحب الجيوش فكانت الممرضة والملهمة والداعية والمقاتلة والقصص في ذلك كثيرة جدا ... ولو كان ذلك عارا وانتقاصا لما سمح لها بهذا الجانب البطولي....إن للمرأة العربية والمسلمة دورا كبيرا في تاريخ هذه الحضارة الإسلامية العريقة وما نظرة الكثيرين عن المرأة في هذا الزمن إلا نظرة مشوهة نتيجة للثقافة السلبية المستمدة من الهوس الجنسي البعيد كل البعد عن الحضارة العربية الإسلامية المشرقة وسيرة نبيها الأعظم صلى الله عليه وسلم, بل وتمثل تلك النظرة الجانب المظلم لعادات وتقاليد ما أنزل الله بها من سلطان, جعلت من المرأة العربية جارية ومن الرجل العربي فحل وسلطان....
وأخيرا أقول لمن قال من حجرة نومه لماذا خرجت إلى الميدان: أيهم أكثر شرفا وبطولة أن تخرج المرأة ثائرة في زمن قل فيه الرجال فتلهمهم حماسا وصبرا وثورة...؟ أم تلك المتعرية علياء المهدي التي زار صفحتها ومدونتها أكثر من مليون فحل عربي في يوم واحد فقط فكانت النسبة الأعلى على الإطلاق؟؟؟ هذه المرأة يا سادة تساوي عدد لا يحصى من الرجال الذين آثروا الجلوس في منازلهم, كما أنها أفضل من كل ذكورية العرب المتعفنة الباحثة عن المتعة الجنسية... والعار ليس لها وعليها حتى لو جردت من كل ملابسها, بل العار على من تجرأ على كرامتها وفعل بها ذلك, والأسوأ من كل ذلك من نظر إلى عورتها ولم يحرك ساكنا بل نطق كفرا وليته نظر فسكت...
rawwad2010@yahoo.com