في قلب المدينة المقدسة تدور المعركة الوجودية بين الاردن وفلسطين من جهة، وبين الاحتلال من جهة اخرى على كل شبر منها، بل على كل حجر ولبنة وبيت، وفي كل زقاق وشارع وحيّ وضاحية، انها معركة مستمرة لا تتوقف،ولا يجوز ان تتوقف،فلا مجال للمهادنة او المرونة ولا الركون، فإذا سقطت السيوف من الايدي اهتزّ الاقصى وبكت القدس.
بينما الاردن وفلسطين يخوضان هذه المعركة الطاحنة على ارض القدس ،من جهة، فهما يخططان وينسقان كما هي العادة لخوض المعركة السياسية والدبلوماسية الموازية على الساحة الدولية، في محاولة جادة ومصيرية لوقف الاعتداءات المتكررة على المسجد الاقصى المبارك من قبل السلطة القائمة بالاحتلال والمستوطنين المتطرفين المتدينين من جهة اخرى.
التحرك الاردني الفلسطيني دوليا، والتصدي الاردني الفلسطيني في قلب القدس لسياسات واعتداءات وممارسات الاحتلال التهويدية ضد المقدسات الاسلامية والمسيحية والمدينة المقدسة برمتها، يحتاج هذه المرة واكثر من اي وقت مضى الى دعم واسناد عربي واسلامي، ومواقف صلبة وقوية من قبل الدول العربية والاسلامية، للحفاظ على قبلة المسلمين الاولى ومسرى النبي العربي الكريم وكنيسة القيامة وغيرها من الاماكن المقدسة واماكن العبادة الاسلامية والمسيحية، وحماية هوية وعروبة واسلامية القدس التي من المفروض ان تحظى باهتمام العرب والمسلمين جميعا والعالم كذلك اذا كان هناك احترام للاديان وحريتها واماكن عبادتها.
ان اخطر ما تقوم به السلطة القائمة بالاحتلال هو السماح للمتطرفين المتدينين المستوطنين بالصلاة في المسجد الاقصى المبارك حتى لو كانت صلاة صامتة الآن، فإنها سوف تتطور لاحقا لتصبح محكية، وهذا يعني شراكة حقيقية لليهود كديانة بالمسجد الاقصى المبارك،علما بأن المنظمات العالمية المعنية بهذه الامور ومجلس الامن الدولي جميعها قررت وأقرت ان لا حقا دينيا لغير المسلمين بالمسجد الاقصى المبارك.
المسؤولية العربية الاسلامية تقتضي ان يتحرك العرب والمسلمين لنصرة القدس والاقصى وجميع المقدسات الاسلامية والمسيحية فيها، والدفاع عنها وعن الوصاية الهاشمية عليها، فهذا واجب ديني واخلاقي، ومسؤولية وطنية وقومية ودينية، ولا بد من تحرك الدول والحكومات، وعدم الاكتفاء بالبيانات التي تصدر عن المنظمات المختلفة على قلتها.
كم من صناديق الدعم التي اقرتها القمم العربية ما تزال فارغة خاوية! والقدس تصرخ وتناجي العروبة والاسلام، وتحذر انها داخل طوق التهويد الذي يضيق شيئا فشيئا، فهل من مستجيب ومغيث؟!