خصخصة التلفزيون

خصخصة التلفزيون
د. عبد العزيز حمد العويشق
أخبار البلد -  

يتعرض التلفزيون لوابل من الانتقادات منذ سنوات بسبب تراجع ادائه،وهروب نسبة كبيرة من المشاهدين الى قنوات فضائية اخرى مع وجود مئات الخيارات، ويستشهد كثير من المنتقدين بان المواطن الاردني يدفع مرغما دينارا شهريا ضريبة تلفزيون،  دون ان يشاهد منتجا اعلاميا يلبي رغباته واحتياجاته، وبظني ان مشكلة التلفزيون الاساسية هي في عدم استقلاليته ماليا واداريا ومهنيا، فثمة حمولة زائدة من الموظفين وحسب تصريحات مدير عام المؤسسة عدنان الزعبي يوجد 600 موظف لا عمل لهم،  وهناك كثيرون لا يداومون،  واصبحت علاقتهم بالمؤسسة تقتصر على تسلم الرواتب،  ولا أضيف جديدا بالقول ان الواسطة لعبت دورا اساسيا في زيادة الحمولة وترهل المؤسسة. ويبدو لي ان احد الخيارات الجديرة بالبحث هي خصخصة المؤسسة،  وتحويلها الى شركة مساهمة عامة، وفقا لضوابط محددة تحافظ على الهوية الوطنية للشاشة وتكون مرجعيتها البرلمان،  واظن ان هناك العديد من رجال الاعمال،  مستعدون لدخول هذا المضمار،بدون» شريك استراتيجي» كما حصل في خصخصة بعض الشركات.
ولان الشيء بالشيء يذكر، فان سؤالا يخطر بالبال لاغراض المقارنة: ما هو الاكثر اهمية بالنسبة للامن الوطني بمعناه الواسع،  التلفزيون، ام شركات الفوسفات والبوتاس والاتصالات والاسمنت، التي تشكل ثروة وطنية أساسية، وتم بيعها باسعار بخسة، واصبحت بعد الخصخصة تدر ارباحا كبيرة ؟ فخسرالاقتصاد الوطني بذلك مئات الملايين من الدنانير سنويا.
ادرك ان رسالة الاعلام تختلف عن المشروعات الاقتصادية،لكننا امام حالة مستعصية وشاشة تعاني من أزمة تزداد تفاقما، مع تراجع مخصصاتها المالية التي هي جزء من موازنة الدولة المثقلة بالمديونية والعجز. فيما اجهزة التلفزيون الفنية أكل الدهر عليها وشرب، واصبحت من مخلفات الماضي، فضلا عن شح الرواتب والحوافز المتوفرة لكادر المؤسسة.
وفي بلد يسعى للاصلاح وتعزيز العملية الديمقراطية، يفترض ان يتحرر الاعلام من الوصاية الرسمية، ويمارس دوره باستقلالية، ولا مجال للشك بقدرة الكوادر الاعلامية على اداء دورها المهني،  دون غلو او انحراف عن جوهر الرسالة الاعلامية في بعدها الوطني.فهناك الكثير من الاعلاميين الاردنيين يقومون بعمل اساسي،  في العديد من القنوات الفضائية الاكثر شهرة، من البي بي سي الى الجزيرة و»العربية» وغيرها،
ولا احد يطالب بان ينافس التلفزيون تلك القنوات ذات الامكانات المالية الضخمة،قد يقول البعض ان ال بي بي سي تمولها الحكومة البريطانية، وهذا صحيح لكن لا يجوز تجاهل ان تلك المؤسسة تتمتع باستقلالية تامة، وهي مدرسة اعلامية عريقة، بل ان نهجها الاعلامي كان نبراسا، سارت عليه القنوات الفضائية الاخبارية العربية الاكثر شهرة.
من خلال تجربة قصيرة لي بالعمل في دائرة الاخبار بالتلفزيون، خلال ولاية صديقي الزميل فيصل الشبول، ادركت ان التدخلات تشكل عقبة اساسية في تطور التلفزيون، وثمة قناعة زائفة ترسخت لدى الكثير من المسؤولين، ان لهم الحق في التدخل فيما يبث على الشاسة «الرسمية»، خاصة في مجال الاخبار، ويلمس ذلك كل من يعمل بالتلفزيون وبخاصة الوظائف الادارية العليا،  حيث يتلقون يوميا العديد من «التوجيهات» والتوصيات عبر «الألو» من قبل مسؤولين.
Theban100@hotmail.com


شريط الأخبار "إدارة الأزمات" تحذر من مخاطر عدم الاستقرار الجوي خلال الـ48 ساعة القادمة "النقل البري": إلزام سائقي التطبيقات الذكية بالضمان الاجتماعي قيد الدراسة (43 %) من متقاعدي الضمان تقل رواتبهم عن 300 دينار استقالة عكروش من رئاسة الجامعة الأمريكية في مأدبا غوغل تكشف أبرز مواضيع بحث الأردنيين في 2025 استعادة 100 مليون دينار سنويا عبر التحقيقات وملاحقة قضايا الفساد مراسم الاستقبال الرسمي لبوتين أمام القصر الرئاسي في نيودلهي (فيديو) حفل سحب قرعة كأس العالم 2026 اليوم أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غداً وفيات الأردن اليوم الجمعة 5/12/2025 "شيطان يطاردني منذ 7 أكتوبر.. فعلت أشياء لا تغتفر": ضابط إسرائيلي في لواء غفعاتي ينتحر بعد اجتماع ديسمبر.. الفدرالي الأميركي يستعد لثمانية اجتماعات حاسمة في 2026! وزير العمل: شبهات اتجار بالبشر واستغلال منظم للعمالة المنزلية الهاربة اتفاق أردني سوري لإنعاش الأحواض الشمالية قريبا هيئة النزاهة: استعادة 100 مليون دينار سنويا عبر التحقيقات وملاحقة قضايا الفساد حماس: نتوقع حدوث محاولة اغتيال في دولة غير عربية انخفاض سعر صرف الدولار إلى ما دون 76 روبلا للمرة الأولى منذ 12 مايو 2023 آخر موعد للتقديم على المنح والقروض من "التعليم العالي" وزارة اردنية الافضل عربيا من هي ؟ العراق يتراجع عن إدراج حزب الله والحوثيين على قوائم الإرهاب