لم أشعر يوما بالحزن والاسى مثلما شعرت به أثناء مشاهدتي لأحد البرامج الحواريه التي بثتها احدى قنواتنا الفضائيه الخاصه ... وكان موضوع الحلقه يدور حول موضوع سعي بعض الجماعات الاسلاميه أو ( الاسلامويه ) كما سماها بعض المشاركين في البرنامج (ممن عارضوا بل واستهجنوا هذا الطرح ) والذي يتمثل بالمطالبه بعودة الخلافه الاسلاميه وجمع شمل الدول العربيه ( والتي لم يعترف بها الضيف الكريم الذي يمثل هذا التوجه )....باعتبار ان جميع هذه الدول هي كيانات مصطنعه وهي نتاج لمعاهدة سئ الذكر (سايكس بيكو) .....
كان حماس الضيف بالدفاع عن الخلافه الاسلاميه والاستعمار التركي (الذي لم يعتبره كذلك فهو حسب رأيه امتداد للخلافه الاسلاميه ) منقطع النظير لا بل تجاوز ذلك مبديا عدم اعترافه بجميع الانظمه القائمه في هذه الدول ومؤسساتها وصولا الى الاستخفاف بد ساتيرها التي تنظم شؤن الحياة فيها معتبرا ان هذه الدساتير هي من صنع افراد لا يملكون مثل هذا الحق ......
ولم يقف الضيف الكريم عند هذا الحد بل تجاوزه ليطالب بفرض الجزيه على جميع اتباع الديانات الاخرى في هذه الدول والزامهم بتطبيق ما كان يحكم دولة الخلافه بكل التفاصيل الدقيقه من مأكل وملبس وأسلوب حياه ...ضاربا عرض الحائط بكل ما اجمعت عليه شعوب الارض من حرص على عدم المساس بالحريات الشخصيه وحقوق الانسان.......التي نادت بها وأقرتها جميع الشرائع السماويه بما فيها الشريعه الاسلاميه ......
ايها الربيع العربي الذي استبشرنا به خيرا ... .....ليتك لم تأت وليتنا بقينا نعيش خريفنا رغم ما فيه من مساوئ ....ففي خريفنا كنا نشعر ببعض الامان والاستقرار والطمأنينه على مستقبلنا ومستقبل اولادنا من بعدنا ......ايها الربيع العربي الذي يقودنا الى المجهول بتنا نتمنى ان تكون حلما وليس حقيقه .....