الأهل هناك.. هم ملح الأرض، وعبق التراب، وروح التاريخ، وتجليات الحاضر، وهم الذين لا يكتمل البوح إن لم تكن الكتابة خالصة عن نبض ذاكرتهم، وحكايات أجدادهم، وخرائط التصاقهم بثرى البلدة هنا، بعد ارتحالهم في أزمنة وأمكنة مختلفة قبل أن يشكلوا البنية المجتمعية لعنجرة.
الخريطة السكانية
سكان عنجرة هم خليط من المسلمين السنيين الشافعيين، والمسيحيين الذين تبلغ نسبتهم حوالي 10 بالمائة من مجموع السكان، ويتوزعون على الطوائف التالية: الروم الارثوذكس، اللاتين، البروتستانت.
أما العشائر والعائلات التي يتشكل منها الفسيفساء السكاني في عنجرة، فهم كل من الزغول، الصمادية، بني فواز، السيوف، اللوامنة، الدعوم، أبو قبة، البعول، العفيف، المقطش، الخليفات، المزاهرة، بني أيوب، زيدان، الزوايدة، الكفوف، الجوينات، الخشاشنة، العجلوني، أبو الشيخ، شحادة الخطيب، الدواهيد (الشحروري)، القريشات، الحمادات، أبو ياغي، أبو عمرة (الكسارة)، الزيتاوي، البداد، الكراز.
ونشير هنا الى أن أكبر العشائر هذه من ناحية العدد في عنجرة هي عشيرة الزغول، التي تشكل من 50-60% من مجتمع عنجرة، وتأتي بعدها عشيرة الصمادية، التي تشكل نسبة 15% تقريبا من سكان عنجرة، بينما تأتي عشيرة بني فواز في المرتبة الثالثة من حيث العدد في البلدة، وبعدها تأتي بقية العشائر والعائلات. ويمكن تحديد العائلات المسيحية في عنجرة، وهي كل من المقطش، المزاهرة، بني أيوب، زيدان، الزوايدة، الكفوف، الجوينات.
الزغول
نرصد في هذه الإطلالة تاريخ بعض عائلات عنجرة، وهنا نتوقف عن الزغول، وبعدها الصمادية، وربما في كتابات قادمة نسلط الضوء على سيرة العائلات الأخرى، ذلك أن تاريخ كل عشيرة فيه من التفاصيل ما يحتاج الى مساحات وصفحات لنفيها حقها.
أما عشيرة الزغول فيمكن تتبع تاريخها على نحو أنها تقسم الى اثني عشر فرعا هم: بني حمود، وبني نصير، والنواصرة، وبني ابو خلف، بني عبد الرحيم (نصّار)، وبني إنصير، والعليوات، وبني محمد الحسن، والسنون، والسمران، والبراهمة، وبني الزغل.
وقد وصل الجد الأكبر لعشيرة الزغول الى عنجرة بين أواخر القرن السابع عشر، وأوائل القرن الثامن عشر، أي قبل ما يقارب الثلاثة قرون، قادما من كثربّا جنوب الأردن .
الطريق الى الخليل
وبتتبع السرد التاريخي لمسيرة العشيرة، منذ أصولها الأولى، كما ورد في كتاب «عنجرة في الماضي والحاضر/ الأرض والإنسان» للباحثين نصير عقيل احمد الزغول، ورفعات راجي الزغول، فإن تلك المسيرة تبدأ من الأندلس، حيث يرتبط اسم الزغول، بالزغل، عم أبي عبد الله محمد (الريشيكو)، الذي هاجر الى تلمسان في الجزائر بعد أن احتل النصارى أراضيه في 30/12/1489م، وبعدئذ توجه الى مدينة صفاقس في تونس، ثم لما دان الأمر للعثمانيين في الشرق، وأجزاء من المغرب العربي، ارتحل بعض أبناء الزغل الى مصر، ووصلوها عام 1540م، وسكنوا مدينة المحلة الكبرى، ثم خرج أحد أحفاد الزغل، ويدعى مصطفى، الى العريش، حيث تزوج منها، وانتقل الى الخليل في فلسطين، وكان له أربعة أولاد.
الانتظار في كثربا
بعد حوالي أكثر من مئة سنة، سوف يتكون حلف بين التميمية في الكرك، وأقاربهم في الخليل، في مواجهة قبائل العمر، وقد جمع لهذه الغاية كل من أراد الاشتراك في تلك الحرب على أن يكون له حصة من غنائم الحرب، فالتحق بالمعركة احد أبناء مصطفى بن عبد الله بن الزغل، ويدعى الخطيب. وتم النصر، بعد هذا التحالف، غير أن التميمية لم يعطوا أبناء الزغل إلا قطعة أرض في كثربا.
ويقال بأن الخطيب الزغل كان له ثلاثة أولاد، وبنت واحدة، كانت جميلة، فخطبها أحد زعماء التميمية، على ان يزوج هذا أخته لأكبر أبناء الخطيب، وتوفي هذا تاركا ولده يتيما، فقامت بتربيته عمته، ابنة الزغل، زوجة الزعيم التميمي. وبعد أن كبر اليتيم، طلبت إليه عمته ان يقوم بقتل زوجها، وهو زعيم التميمية في الكرك ففعل، وعلى اثر هذا خرج أبناء الزغل من كثربا، واستجاروا بالعدوان.
عند العليوات
سكن أبناء الزغل، شونة ابن عدوان زمنا، ثم حل القحط في الشونة، فطلبوا من أحدهم وهو حمد بن الخطيب ان يستطلع لهم منطقة عجلون، حيث أن فيها أقارب لهم من قبل الفتح الإسلامي للأندلس، فوصل عنجرة، وأخبره جد العليوات انهم هم أقاربه المقصودون، فاستقر في عنجرة، وتزوج من ابنة عليوة، ومكث في عنجرة سنة قبل أن يعود الى الشونة الجنوبية، ليجد ان ابن اخية كان قد قطع النهر إلى القدس، واستقر في حي سلوان، بينما عاد أخوه حامد إلى كثربه، وأصلح التميمية، وأبناؤه هناك يعرفون اليوم بالزغيلات. أما في القدس فلازالوا يعرفون بدار الزغل، وكذلك الأمر في الخليل، وكل أنحاء فلسطين ( نابلس، وجنين، وكولية)، وادلب في سورية، وفي المحلة الكبرى في مصر، وفي صفاقس بتونس، هم يعرفون بالزغل، وذلك بتشديد الزين، وضم الغين، وتسكين اللام، وأما في عنجرة فيعرفون بالزغول، وهي التسمية التي اعتمدت بعد عام 1945م، وكان قبلها يقال إما أبناء الزغل، او الزغول، او الزغلي للفرد، وفي الطيبة الشمالية يعرفون كذلك بالزغول، وكانوا يعرفون بالزغل حتى تسعينات القرن العشرين حيث تغير إلى الزغول.
النسب
وأما نسب الزغول، بحسب ما ورد في مخطوط كتاب «عنجرة في الماضي والحاضر/ الأرض والإنسان»، فهو على النحو التالي: ( عباده - سعد (الأنصاري الخزرجى) - قيس - نصر – خميس- أحمد – محمد – يوسف – محمد – فرج – سعيد – نصر- فرج – الملك إسماعيل الأول أبو الوليد – الملك يوسف الأول ابو الحجاج – الملك محمد الخامس الغني بالله- الملك يوسف الثاني – الملك محمد السابع – الملك سعد –( الملك الشجاع محمد بن سعد ابو عبد الله الزغل ) – عبد الله – مصطفى – الخطيب – حمد ( وهو الجد الأكبر لعشيرة الزغول في عنجرة، وكان له ثلاثة أولاد من ابنة عليوة، وهم محمد، واحمد، وسالم. ولزيادة عقبه أراد الزواج، فطلبت منه زوجته أن تختار هي له امرأة ليتزوجها، وفعلت، وتزوج امرأة ثانية، فأنجبت ولدا واحدا هو مهنّى، جد فرع الأسمر من عشائر الزغول، والذي أنجب ولدين هما صلاح ومصلح. أما محمد فأنجب أربعة أبناء هم نصير، ونصّار، وإنصير، وصالح. وأنجب نصير ثلاثة أبناء هم محمد جد النواصرة، ويوسف جد بني نصير، واحمد وهو جد بني ابو خلف. أما نصار فأنجب ولد واحد هو محمد، والذي انجب عبد الله. وقد انجب عبد الله ولدين هما احمد وعبد ربه. وأما إنصير فأنجب ولدين هما عيد، ويعقوب. وأما صالح(أبو سن) فأنجب ثلاثة أبناء هم احمد، وعلي، وعليان. وأما احمد بن حمد فأنجب ولد واحد هو مضعان الذي أنجب ولدين هما سليمان وأعمر. وقد أنجب أعمر ولدين هما حمود، ومحمود. أما سالم بن حمد فقد أنجب ابنتين، تزوج إحداهما مضعان بن احمد بن حمد، والأخرى تزوجها صالح بن محمد بن حمد.
الصمادية
تتكون عشيرة الصمادية في عنجرة، من ثلاثة أفرع هم النعيمات والعودات والسعدامه، ويعرفون في عنجرة أيضا باسم المرادات. ويشير الى تاريخ الصمادية أحمد موسى الفسوس في كتاب «قبائلنا» بقوله أن (الصمادية عموما هم من العشائر الحسينية التي تنتسب الى الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وعندهم إثبات يعود إلى سنة 605هـ أنهم من أبناء الحسين بن علي. خرج فرع منهم الى سورية في منطقة المعظمية، وصماد في جبل الدروز، ودير الشعار. وآخرون الى قباطية بجوار جنين، والى صفد، ويعرفون ببيت مراد. وهناك مراد في غزة، ونابلس، ولوبيا بفلسطين. وقسم في عنجرة وعجلون والنعيمة بمحافظة إربد).
كما يورد الدكتور أحمد عويدي العبادي، في كتابه «في ربوع الأردن جولات ومشاهدات الجزء الأول» عن الصمادية قائلا: (أما في سوف فقد قدموها قبل 250 سنة وجدهم الشيخ مسلم البعاج ولهم شجرة نسب ثابتة وجدهم في سوف الشيخ محمود الصمادي المدفون إلى جانب أحمد بن عتمه أسفل البطمة ).
وفي معجم العشائر الأردنية للأستاذ عبد الرؤوف الروابدة تفصيل بأن عشيرة الصمادية (عشيرة تنتسب الى الحسين بن علي بن ابي طالب رضي الله عنهما، هاجروا مع الفتح الاسلامي من الحجاز الى العراق. جدهم الاكبر (الشيخ مسلم)، قدم من بغداد مع جيش صلاح الدين الايوبي، الى بلاد الشام وسكن في قرية صماد من قرى بصرى الشام، ولذا سمي الصمادي، وذريته ما زالوا فيها، وقد نزح بعضهم الى دمشق، والمعظمية، وانحاء سورية اخرى. شارك حفيده محمد الملقب بالبعاج مع جيش عز الدين اسامه في فتح عجلون، واستقر فيها وذريته الصمادية، في عجلون وعنجرة. والذين هاجرت فروع منهم الى النعيمة وسوف وجرش ولوبيا بفلسطين. اما يوسف ابن الشيخ مسلم فقد هاجر الى صفد، وذريته هناك ال مراد (المرادات )، وقد نزحت منهم فروع الى عنجرة وغزة بفلسطين والبقاع في لبنان. ونزح من سورية فرع الى نابلس. ويقال ان البعاجين من سوريا والعراق من نسل البعاج).
أما تقسيمات عشيرة الصمادية في الأردن فهم على النحو التالي: (بني موسى: ويسكنون دير الصمادية وعجلون ونزح قسم منهم باتجاه سوريا. الغزلات: ويسكنون جرش وعجلون وسوف. المرادات: ويسكنون عجلون، وعنجرة، وخشيبة بمنطقة جرش. الدويرية: ويسكنون النعيمة، والزرقاء، وعمان. بني داوود: ويسكنون عجلون، ودير الصمادية. الشماسنة: يسكنون عمان، وعجلون. بني عباس: ويسكنون عجلون ودير الصمادية.
البلدية
كل تلك العشائر والعائلات تآلفت في عنجرة، وقدمت نموذجا لهذا التعاضد، ولكل منها مخطوط حول ذاكرته وتاريخه، كما أن للبلدة سيرتها التي تحتوي على تفاصيل كثيرة بحاجة الى التدوين، وهنا لا بد قبل الختام من المرور على التشكيل الإداري في البلدة، لنسرد ما تيسر من ذاكرة تأسيس البلدية في عنجرة، حيث تشير ذاكرة البلدة الى أنه قد تأسست بلدية عنجرة عام 1955م، ولم يكن يوجد قبلها مجلس قروي، وهي البلدية الوحيدة في المملكة الاردنية الهاشمية التي أنشئت بدون المرور بمرحلة المجلس القروي. وكان أول رئيس لبلدية عنجرة هو المرحوم أحمد حامد السيوف، والذي عين، آنذاك، بإرادة ملكية. كما أن أول مقر للبلدية كان في بناء مستاجر في بيت مصطفى محمود النعيم، ثم انتقلت الى بيت ابو خليل، ثم الى بيت قاسم محمد النعيم، وبعده انتقلت البلدية الى المكان الحالي، وهو مملوك لوزارة البلديات، وقد تم شراء الارض من المرحوم محمود العلي الفارس.
اما اعضاء أول مجلس بلدي في عام 1955م، فكانوا كل من؛ سعيد المسعود، عبد الحافظ العبود، محمود العلي الفارس، محمد محمود النعيم، سليمان المصطفى، محمد الصالح الندى.
ويمكن رصد أسماء رؤساء البلدية الذين تعاقبوا على بلدية عنجرة منذ عام 1955م، وحتى قرار دمج البلديات، وبحسب الترتيب الزمني، على النحو التالي: (أحمد حامد ابو سيف 16/8/1955م – 30/5/1964م، 1/8/1965م – 30/8/1972م. محمد رشدي اليوسف الزغول من1/9/1972م-2/2/1975م. عبدالله فالح الصمادي 3/2/1975م- 26/4/1975م. محمد يونس الصمادي «دورتين» 1من /1/1977م- 31/12/1984م. ناصر خليل الزغول 1/1/1985 – 31/12/1988م. خليفة الصمادي 1/1/1989م – 31/12/1992م. حسيب موسى الزغول 1/1/1993- 13/8/1994م. ناصر خليل الزغول 12/7/1995م – 14/7/1999م. أحمد عبد الرحمن العبود 15/7/1999م . وقد نجحت عنجرة في إيصال مرشحها لرئاسة بلدية عجلون الكبرى بعد قرار دمج البلديات عام 2001م، واجراء أول انتخابات بلدية عام 2007م، وهوممدوح مصطفى الزغول. المصدرمفلح العدوان - عنجرة: أيقونة الماء.. شَجر وفُسيفساء (3-3)
الخريطة السكانية
سكان عنجرة هم خليط من المسلمين السنيين الشافعيين، والمسيحيين الذين تبلغ نسبتهم حوالي 10 بالمائة من مجموع السكان، ويتوزعون على الطوائف التالية: الروم الارثوذكس، اللاتين، البروتستانت.
أما العشائر والعائلات التي يتشكل منها الفسيفساء السكاني في عنجرة، فهم كل من الزغول، الصمادية، بني فواز، السيوف، اللوامنة، الدعوم، أبو قبة، البعول، العفيف، المقطش، الخليفات، المزاهرة، بني أيوب، زيدان، الزوايدة، الكفوف، الجوينات، الخشاشنة، العجلوني، أبو الشيخ، شحادة الخطيب، الدواهيد (الشحروري)، القريشات، الحمادات، أبو ياغي، أبو عمرة (الكسارة)، الزيتاوي، البداد، الكراز.
ونشير هنا الى أن أكبر العشائر هذه من ناحية العدد في عنجرة هي عشيرة الزغول، التي تشكل من 50-60% من مجتمع عنجرة، وتأتي بعدها عشيرة الصمادية، التي تشكل نسبة 15% تقريبا من سكان عنجرة، بينما تأتي عشيرة بني فواز في المرتبة الثالثة من حيث العدد في البلدة، وبعدها تأتي بقية العشائر والعائلات. ويمكن تحديد العائلات المسيحية في عنجرة، وهي كل من المقطش، المزاهرة، بني أيوب، زيدان، الزوايدة، الكفوف، الجوينات.
الزغول
نرصد في هذه الإطلالة تاريخ بعض عائلات عنجرة، وهنا نتوقف عن الزغول، وبعدها الصمادية، وربما في كتابات قادمة نسلط الضوء على سيرة العائلات الأخرى، ذلك أن تاريخ كل عشيرة فيه من التفاصيل ما يحتاج الى مساحات وصفحات لنفيها حقها.
أما عشيرة الزغول فيمكن تتبع تاريخها على نحو أنها تقسم الى اثني عشر فرعا هم: بني حمود، وبني نصير، والنواصرة، وبني ابو خلف، بني عبد الرحيم (نصّار)، وبني إنصير، والعليوات، وبني محمد الحسن، والسنون، والسمران، والبراهمة، وبني الزغل.
وقد وصل الجد الأكبر لعشيرة الزغول الى عنجرة بين أواخر القرن السابع عشر، وأوائل القرن الثامن عشر، أي قبل ما يقارب الثلاثة قرون، قادما من كثربّا جنوب الأردن .
الطريق الى الخليل
وبتتبع السرد التاريخي لمسيرة العشيرة، منذ أصولها الأولى، كما ورد في كتاب «عنجرة في الماضي والحاضر/ الأرض والإنسان» للباحثين نصير عقيل احمد الزغول، ورفعات راجي الزغول، فإن تلك المسيرة تبدأ من الأندلس، حيث يرتبط اسم الزغول، بالزغل، عم أبي عبد الله محمد (الريشيكو)، الذي هاجر الى تلمسان في الجزائر بعد أن احتل النصارى أراضيه في 30/12/1489م، وبعدئذ توجه الى مدينة صفاقس في تونس، ثم لما دان الأمر للعثمانيين في الشرق، وأجزاء من المغرب العربي، ارتحل بعض أبناء الزغل الى مصر، ووصلوها عام 1540م، وسكنوا مدينة المحلة الكبرى، ثم خرج أحد أحفاد الزغل، ويدعى مصطفى، الى العريش، حيث تزوج منها، وانتقل الى الخليل في فلسطين، وكان له أربعة أولاد.
الانتظار في كثربا
بعد حوالي أكثر من مئة سنة، سوف يتكون حلف بين التميمية في الكرك، وأقاربهم في الخليل، في مواجهة قبائل العمر، وقد جمع لهذه الغاية كل من أراد الاشتراك في تلك الحرب على أن يكون له حصة من غنائم الحرب، فالتحق بالمعركة احد أبناء مصطفى بن عبد الله بن الزغل، ويدعى الخطيب. وتم النصر، بعد هذا التحالف، غير أن التميمية لم يعطوا أبناء الزغل إلا قطعة أرض في كثربا.
ويقال بأن الخطيب الزغل كان له ثلاثة أولاد، وبنت واحدة، كانت جميلة، فخطبها أحد زعماء التميمية، على ان يزوج هذا أخته لأكبر أبناء الخطيب، وتوفي هذا تاركا ولده يتيما، فقامت بتربيته عمته، ابنة الزغل، زوجة الزعيم التميمي. وبعد أن كبر اليتيم، طلبت إليه عمته ان يقوم بقتل زوجها، وهو زعيم التميمية في الكرك ففعل، وعلى اثر هذا خرج أبناء الزغل من كثربا، واستجاروا بالعدوان.
عند العليوات
سكن أبناء الزغل، شونة ابن عدوان زمنا، ثم حل القحط في الشونة، فطلبوا من أحدهم وهو حمد بن الخطيب ان يستطلع لهم منطقة عجلون، حيث أن فيها أقارب لهم من قبل الفتح الإسلامي للأندلس، فوصل عنجرة، وأخبره جد العليوات انهم هم أقاربه المقصودون، فاستقر في عنجرة، وتزوج من ابنة عليوة، ومكث في عنجرة سنة قبل أن يعود الى الشونة الجنوبية، ليجد ان ابن اخية كان قد قطع النهر إلى القدس، واستقر في حي سلوان، بينما عاد أخوه حامد إلى كثربه، وأصلح التميمية، وأبناؤه هناك يعرفون اليوم بالزغيلات. أما في القدس فلازالوا يعرفون بدار الزغل، وكذلك الأمر في الخليل، وكل أنحاء فلسطين ( نابلس، وجنين، وكولية)، وادلب في سورية، وفي المحلة الكبرى في مصر، وفي صفاقس بتونس، هم يعرفون بالزغل، وذلك بتشديد الزين، وضم الغين، وتسكين اللام، وأما في عنجرة فيعرفون بالزغول، وهي التسمية التي اعتمدت بعد عام 1945م، وكان قبلها يقال إما أبناء الزغل، او الزغول، او الزغلي للفرد، وفي الطيبة الشمالية يعرفون كذلك بالزغول، وكانوا يعرفون بالزغل حتى تسعينات القرن العشرين حيث تغير إلى الزغول.
النسب
وأما نسب الزغول، بحسب ما ورد في مخطوط كتاب «عنجرة في الماضي والحاضر/ الأرض والإنسان»، فهو على النحو التالي: ( عباده - سعد (الأنصاري الخزرجى) - قيس - نصر – خميس- أحمد – محمد – يوسف – محمد – فرج – سعيد – نصر- فرج – الملك إسماعيل الأول أبو الوليد – الملك يوسف الأول ابو الحجاج – الملك محمد الخامس الغني بالله- الملك يوسف الثاني – الملك محمد السابع – الملك سعد –( الملك الشجاع محمد بن سعد ابو عبد الله الزغل ) – عبد الله – مصطفى – الخطيب – حمد ( وهو الجد الأكبر لعشيرة الزغول في عنجرة، وكان له ثلاثة أولاد من ابنة عليوة، وهم محمد، واحمد، وسالم. ولزيادة عقبه أراد الزواج، فطلبت منه زوجته أن تختار هي له امرأة ليتزوجها، وفعلت، وتزوج امرأة ثانية، فأنجبت ولدا واحدا هو مهنّى، جد فرع الأسمر من عشائر الزغول، والذي أنجب ولدين هما صلاح ومصلح. أما محمد فأنجب أربعة أبناء هم نصير، ونصّار، وإنصير، وصالح. وأنجب نصير ثلاثة أبناء هم محمد جد النواصرة، ويوسف جد بني نصير، واحمد وهو جد بني ابو خلف. أما نصار فأنجب ولد واحد هو محمد، والذي انجب عبد الله. وقد انجب عبد الله ولدين هما احمد وعبد ربه. وأما إنصير فأنجب ولدين هما عيد، ويعقوب. وأما صالح(أبو سن) فأنجب ثلاثة أبناء هم احمد، وعلي، وعليان. وأما احمد بن حمد فأنجب ولد واحد هو مضعان الذي أنجب ولدين هما سليمان وأعمر. وقد أنجب أعمر ولدين هما حمود، ومحمود. أما سالم بن حمد فقد أنجب ابنتين، تزوج إحداهما مضعان بن احمد بن حمد، والأخرى تزوجها صالح بن محمد بن حمد.
الصمادية
تتكون عشيرة الصمادية في عنجرة، من ثلاثة أفرع هم النعيمات والعودات والسعدامه، ويعرفون في عنجرة أيضا باسم المرادات. ويشير الى تاريخ الصمادية أحمد موسى الفسوس في كتاب «قبائلنا» بقوله أن (الصمادية عموما هم من العشائر الحسينية التي تنتسب الى الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وعندهم إثبات يعود إلى سنة 605هـ أنهم من أبناء الحسين بن علي. خرج فرع منهم الى سورية في منطقة المعظمية، وصماد في جبل الدروز، ودير الشعار. وآخرون الى قباطية بجوار جنين، والى صفد، ويعرفون ببيت مراد. وهناك مراد في غزة، ونابلس، ولوبيا بفلسطين. وقسم في عنجرة وعجلون والنعيمة بمحافظة إربد).
كما يورد الدكتور أحمد عويدي العبادي، في كتابه «في ربوع الأردن جولات ومشاهدات الجزء الأول» عن الصمادية قائلا: (أما في سوف فقد قدموها قبل 250 سنة وجدهم الشيخ مسلم البعاج ولهم شجرة نسب ثابتة وجدهم في سوف الشيخ محمود الصمادي المدفون إلى جانب أحمد بن عتمه أسفل البطمة ).
وفي معجم العشائر الأردنية للأستاذ عبد الرؤوف الروابدة تفصيل بأن عشيرة الصمادية (عشيرة تنتسب الى الحسين بن علي بن ابي طالب رضي الله عنهما، هاجروا مع الفتح الاسلامي من الحجاز الى العراق. جدهم الاكبر (الشيخ مسلم)، قدم من بغداد مع جيش صلاح الدين الايوبي، الى بلاد الشام وسكن في قرية صماد من قرى بصرى الشام، ولذا سمي الصمادي، وذريته ما زالوا فيها، وقد نزح بعضهم الى دمشق، والمعظمية، وانحاء سورية اخرى. شارك حفيده محمد الملقب بالبعاج مع جيش عز الدين اسامه في فتح عجلون، واستقر فيها وذريته الصمادية، في عجلون وعنجرة. والذين هاجرت فروع منهم الى النعيمة وسوف وجرش ولوبيا بفلسطين. اما يوسف ابن الشيخ مسلم فقد هاجر الى صفد، وذريته هناك ال مراد (المرادات )، وقد نزحت منهم فروع الى عنجرة وغزة بفلسطين والبقاع في لبنان. ونزح من سورية فرع الى نابلس. ويقال ان البعاجين من سوريا والعراق من نسل البعاج).
أما تقسيمات عشيرة الصمادية في الأردن فهم على النحو التالي: (بني موسى: ويسكنون دير الصمادية وعجلون ونزح قسم منهم باتجاه سوريا. الغزلات: ويسكنون جرش وعجلون وسوف. المرادات: ويسكنون عجلون، وعنجرة، وخشيبة بمنطقة جرش. الدويرية: ويسكنون النعيمة، والزرقاء، وعمان. بني داوود: ويسكنون عجلون، ودير الصمادية. الشماسنة: يسكنون عمان، وعجلون. بني عباس: ويسكنون عجلون ودير الصمادية.
البلدية
كل تلك العشائر والعائلات تآلفت في عنجرة، وقدمت نموذجا لهذا التعاضد، ولكل منها مخطوط حول ذاكرته وتاريخه، كما أن للبلدة سيرتها التي تحتوي على تفاصيل كثيرة بحاجة الى التدوين، وهنا لا بد قبل الختام من المرور على التشكيل الإداري في البلدة، لنسرد ما تيسر من ذاكرة تأسيس البلدية في عنجرة، حيث تشير ذاكرة البلدة الى أنه قد تأسست بلدية عنجرة عام 1955م، ولم يكن يوجد قبلها مجلس قروي، وهي البلدية الوحيدة في المملكة الاردنية الهاشمية التي أنشئت بدون المرور بمرحلة المجلس القروي. وكان أول رئيس لبلدية عنجرة هو المرحوم أحمد حامد السيوف، والذي عين، آنذاك، بإرادة ملكية. كما أن أول مقر للبلدية كان في بناء مستاجر في بيت مصطفى محمود النعيم، ثم انتقلت الى بيت ابو خليل، ثم الى بيت قاسم محمد النعيم، وبعده انتقلت البلدية الى المكان الحالي، وهو مملوك لوزارة البلديات، وقد تم شراء الارض من المرحوم محمود العلي الفارس.
اما اعضاء أول مجلس بلدي في عام 1955م، فكانوا كل من؛ سعيد المسعود، عبد الحافظ العبود، محمود العلي الفارس، محمد محمود النعيم، سليمان المصطفى، محمد الصالح الندى.
ويمكن رصد أسماء رؤساء البلدية الذين تعاقبوا على بلدية عنجرة منذ عام 1955م، وحتى قرار دمج البلديات، وبحسب الترتيب الزمني، على النحو التالي: (أحمد حامد ابو سيف 16/8/1955م – 30/5/1964م، 1/8/1965م – 30/8/1972م. محمد رشدي اليوسف الزغول من1/9/1972م-2/2/1975م. عبدالله فالح الصمادي 3/2/1975م- 26/4/1975م. محمد يونس الصمادي «دورتين» 1من /1/1977م- 31/12/1984م. ناصر خليل الزغول 1/1/1985 – 31/12/1988م. خليفة الصمادي 1/1/1989م – 31/12/1992م. حسيب موسى الزغول 1/1/1993- 13/8/1994م. ناصر خليل الزغول 12/7/1995م – 14/7/1999م. أحمد عبد الرحمن العبود 15/7/1999م . وقد نجحت عنجرة في إيصال مرشحها لرئاسة بلدية عجلون الكبرى بعد قرار دمج البلديات عام 2001م، واجراء أول انتخابات بلدية عام 2007م، وهوممدوح مصطفى الزغول. المصدرمفلح العدوان - عنجرة: أيقونة الماء.. شَجر وفُسيفساء (3-3)