أكثر ما يثير السخرية في
شوارع عمان هو العبارات
المكتوبة على »قفى« بعض
السيارات والحافالت
والشاحنات وهي على
صيغة سؤال »كيف ترى
قيادتي؟
« مذيلة برقم هاتف
إلبداء الرأي أو الشكوى لكن
أحدًا ال يجيبك حين تتصل.
هذه العبارة ال تتوافق مع
أسلوب قيادة من يضعها
والسواد األعظم من هؤالء
هم األكثر تجاوزا لقواعد
السير.
عدم االلتزام بالمسرب و»المدافشة« فن قيادة معتمد في شوارع عمان ومع الزحام ليس
أسهل من أن يقرر أحدهم فجأة تغيير مسربه وعلى من يسير خلفه مسؤولية اإلنتباه
واليقظة ألن قانون السير يضع الخطأ على من يصطدم من الخلف!
شراسة ال متناهية في القيادة, فكل من يسير بسيارته على الطريق هو عدو محتمل ما
لم يرفع الراية البيضاء!.
لحسن الحظ أن اإلغالقات والحظر خفضا من عدد حوادث السير وال أريد أن أقول أنها كانت
من الحسنات القليالت للحظر لكن بالمجمل معدل الحوادث في األردن كبير جدًا وقياسي
إال أن المعارك ما تزال دائرة على الطرق، فأصبحت القيادة خوضًا في ساحة حرب في تعبير
واقعي لمشكلة الثقافة والوعي المروري و ضعف احترام قواعد السير الغائبة عن نظام
التعليم الذي ال يضع قواعد السير في مرتبة متقدمة كما العلوم األخرى.
أنظمة السير تنتهك على مرأى من مئات رجال السير المنتشرين في الشوارع، ومنها
خصوصا عدم االلتزام بالمسارب وتجاهل اشارات التوقف االجباري، ويزداد اختراق هاتين
القاعدتين من قبل حافالت النقل العام وسيارات التكسي التي تتوقف بال إنذار وتنتقل
من مسرب إلى آخر بال ادراك للمخاطر خصوصا في مناطق الجسور.
عدا انتهاك قواعد
المرور وهي األساس أضافت دراسات أسبابًا أخرى للحوادث منها عدم وضوح المسارب وقلة
صيانة الطرق: الحفر والمطبات–المناهل غير المغلقة وفقدان مقاومة االنزالق على سطح
الطريق وعدم توفر مسافة رؤية آمنة و أخطاء في أسطح الطرق وأخرى في تصميم
وتنفيذ الطرق. ال ندعي أن الحوادث في البلدان المتقدمة ال تقع, لكن لوقوعها أسباب
مختلفة تماما عن األسباب التي تقف وراءها عندنا، وهي عدم احترام قواعد السير,
فالثقافة المرورية في األردن والبلدان النامية يجري التعامل معها كمتطلب هامشي بينما
في البلدان المتقدمة تعد سلوكا متأصال والسبب أن التوعية المرورية في األولى هي
كمحو األمية في الكبر بينما في الثانية فهي مثل العلم في الصغر كالنقش في الحجر
نحتاج إلى خطة إلصالح سلوكيات السياقة على الطرق.