لا كرامة من غير ثمن

لا كرامة من غير ثمن
أخبار البلد -   اخبار البلد - سهيل كيوان

تستخدم سلطات الاحتلال والعنصرية مصطلح "التحريض على العنف”، ضدّ كل شخصية سياسية أو دينية أو مواطن عادي يحرّض على مقاومة الأمر الواقع الذي تحاول السلطة العنصرية فرضه، حتى لو كانت هذه دعوة إلى مقاومة شعبية سلمية غير مسلحة وبعيدة عن العنف.


بغض النظر عن الحكومة التي ستقود البلاد، فالاتجاه العام هو اليمين المتطرف أو الأكثر تطرّفًا.


تقترب البلاد كلها من لحظة مفصلية، إما الاستسلام التام للمشروع الصهيوني الديني الغيبي، أو المقاومة الشعبية على أوسع نطاق ممكن ولمدة طويلة.


سوف تزداد أعداد المعتقلين بتهم مشابهة، من القيادات ومن الشعب، لأن المواجهة العنصرية المنفلتة سوف تتفاقم.
الصراع القومي سوف يتفاقم مع إصرار دولة الاحتلال على تجاهل وجود شعب آخر له حقوقه المساوية لحقوق اليهودي في الحياة والكرامة وتقرير المصير.


لن يتحقق الحلم الصهيوني النهائي إلا بالتخلّص من أكبر عدد ممكن من أبناء شعبنا بين النهر والبحر، وهذا مطروح، والقضية قضية فرصة تاريخية قد تلوح ليجري استغلالها لتنفيذ هذا الغرض في حال توفّرها.


انتفاضة الكرامة غيَّرت الصورة المضللة التي سبقتها، فقد ساد نوع من اللامبالاة تجاه ما يجري، وجرت محاولات مكثَّفة مقصودة وغير مقصودة لطمس الوعي وتشويهه، من خلال إلقاء مشاكلنا على مجالسنا البلدية وسوء إدارتها، خصوصًا في قضية المسكن والمسطحات، بل إن الغضب كلُّه وجِّه إلى أعضاء الكنيست العرب وإلى قيادات الجمهور العربي بحجة أنهم لا يخدمون قضايانا، وانتشرت عصابات العنف بلا رادع، وبشراسة كبيرة، وبدعم واضح من السلطة.


انتفاضة الكرامة أعادت الكثير من الأمور إلى نصابها الصحيح، وأظهرت حقيقة أن السلطات هي المسؤولة الأولى والأخيرة عن كل معاناتنا، وجريمة بعضنا هي أنه يتواطأ معها، فهي التي تنتهج هذا الخط العدائي مع سبق إصرار.


تحاول السلطة من خلال حملة الاعتقالات الواسعة إعادة الصورة إلى ما كانت عليه قبل الانتفاضة، أي أن تعيدنا إلى التقوقع، واتهام بعضنا بعضًا بالمسؤولية عن أوضاعنا الرَّثة، وتجاهل مواجهة السياسة العامة.


قد نضطر في السنوات القريبة القادمة إلى دفع أثمان باهظة في المواجهة الحتمية لسياسة الأبرتهايد، ويبدو أنه لا مفر من دفعها.


الدخول كشركاء في هذه الحكومة أو تلك، لن يجدي نفعًا، فالمال الذي قد يُدفع لن يكون سوى مسكنّات موضعية، لأن الخطوط الأساسية لهذه الحكومات مؤسسة على أيديولوجيا واضحة لا يمكن تبديلها من خلال تحالفات مع السلطة، ولهذا فإن دخول بعضنا أو تأييده لهذه الحكومة أو تلك لن يغيّر شيئا في الجوهر، وهو مؤقت، وقد تنقلب الأمور خلال لحظات، في موقف واحد.


التكتيكات السياسية مهما كانت ذكية أو متذاكية، فهي لن تغني عن النضال الحقيقي ودفع ثمن الموقف.


سوف نواجه المزيد من القمع، لأن أكثرهم موقِنٌ بأن المساواة ليست من حقِّنا، وينظر إلينا كمحتلين وكمهاجرين، ونسبة من يؤمنون بأنه يجب التخلص منا في ازدياد مستمر.


ما حدث في انتفاضة الكرامة، مرشح لأن يتكرَّر وبعنف أكبر وأوسع، وضحايا أكثر.


يجب أن نبقى موحدين، وأن نسعى إلى توحيد ما هو منقسم، وأن لا نسمح بشق صفوفنا، لأن الانشقاقات تضعفنا.


المبادرة الاقتصادية التي أطلقتها جمعية الثقافة العربية جيَّدة، ويجب أن يكون مفهومًا ضمنًا بأن ندعم اقتصادنا المحلي بقدر الممكن، فالمنتوج الذي ممكن أن نجده في قرانا ومدننا أولى بأن نشتريه من تجارنا وفلاحينا أو من ورشاتنا إذا وُجد.


لقد أثبتت الجماهير الشابة أنها لا تنتظر قائدًا عبقريًا يرشدها إلى ما يجب أن تفعله، فانطلقت بغريزة البقاء، ورفض الذل، وانتصارًا لكرامتها.


الجيل الصاعد يحذّر، بأنه لن يقبل بنصف المواطنة، ولن يقبل بتجاهل هويته الوطنية والقومية.


في هذه الانتفاضة، برزت أهمية تفعيل الرأي العام العالمي، وإمكانية التأثير عليه، وهو في طريقه إلى الزيادة في تعاطفه مع قضية شعبنا.


ظهرت قوة تأثير وسائل التواصل الاجتماعي خصوصًا في استخدام الفيديوهات في صياغة الرأي العام من جديد، إذا ما قُدّمت الحقيقة كما هي بدون فذلكات وإضافات وبدون مزايدات.


أصبح العالم أصغر بكثير مما كان قبل بضع سنوات، صار كل شيء مكشوفًا، ولا مجال لإخفائه.


أثبت شبابنا قدرته على استغلال وسائط التواصل الإجتماعي لصالح قضايا جدية ومصيرية وليس للهو فقط.


أثبتت الانتفاضة أن الشعوب العربية ما زالت بخير، ولن تتخلى عن قضية شعب فلسطين، بغض النَّظر عن الحكومات والسُّلطات، حتى المُطَّبعة منها لا تستطيع تجاهل شعوبها.


يجب احتضان القوى اليهودية المؤيِّدة لحق شعبنا وعدم تجاهلها مهما كانت قليلة.


التضامن واجب مع أهالي المعتقلين والمصابين، وبثّ روح الجماعة والتكافل كواجب أخلاقي ووطني.


أخيرًا لا توجد فروق واضحة بين الحكومة المنتهية والقادمة، ولا بين رئيس هذه أو تلك، وعلينا أن نقتنع ونذوِّت أن النضال الحقيقي هو الطريق الوحيد لنيل الحقوق والكرامة، فلا حقوق ولا كرامة من دون ثمن.

 
شريط الأخبار ما هي أعراضه.. متحور كورونا الجديد "إكس إي سي" ينتشر في 27 دولة حول العالم حرائق كبيرة واصابات مباشرة جراء الصورايخ التي أطلقتها المقاومة اللبنانية قرب مدينة حيفا فجر اليوم تحذير شديد من حالة الطقس بأول أيام الخريف وزارة الخارجية تدعو الأردنيين لعدم السفر إلى لبنان وتطلب من المتواجدين هناك المغادرة الحكومة: علينا مراجعة ملفات الاستثمار المحلي والخارجي القضية الفلسطينية بكل محاورها حاضرة في اجتماع الملك مع غوتيريش وفاة طفل غرقًا في بلدة جديتا بلواء الكورة "الوطني للمناهج": النسخة الأولى من الإصدارات تجريبية قابلة للتطوير والتعديل الأردن يدين استهداف مدرسة تؤوي نازحين جنوبي مدينة غزة أسفر عن استشهاد أكثر من 20 شخصا رئيس الوزراء: لن أترك أحداً دون دعم أو مساعدة لتمكينه من النجاح 6 وزراء "دولة" في حكومة حسان.. ما الهدف منهم؟ محللون وسياسيون يجيبون زخات أمطار متوقعة في هذه المناطق بالأردن الأحد الأردن يشارك بأعمال الأسبوع رفيع المستوى للدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة التربية تمنع العقود الورقية للعاملين بالمدارس الخاصة .. وثيقة بالفيديو .. القسام تنشر مشاهد من استيلائها على آلية ومسيّرات للاحتلال خلود السقاف عملت وزارة من لا شيء واستبدالها يؤكد أن الاستثمار مجرد جائزة ترضية مبيضين يرد على منتقدي درس سميرة توفيق 60 ألف حالة زواج في الأردن خلال العام الماضي إنتخاب إياد التميمي رئيساً للجنة المالية في إتحاد شركات التأمين "الصحة اللبنانية": ارتفاع حصيلة ضحايا ضاحية بيروت الجنوبية وانفجارات أجهزة النداء واللاسلكي إلى 70 شهيدا