كدتُ أنقلب على ظهري إثر نوبة ضحك أصابتني فجأة وأنا عند طبيب العيون الذي قام بـ «التشييك» على «عيوني» بعد أن شعرتُ بالألم في اليومين الأخيرين.
قال الطبيب: بسيطة عندك «انحراف ... درجة ونصف الدرجة» في «العينتين. وأضاف: طبعا أنت بتلبس نظّارات طبية للقراءة ؟
قلت : نعم. فقط للقراءة.
وعندما شعرتُ أن الطبيب «دمه خفيف»، بعد أن أخذ يردد اغنية نجوى كرم « والله كبرنا يا بيي»، قلت له: بس يا دكتور انا بلبس نظارات طبية من النوع الرخيص « أبو الدينار» من اللي بتنباع في «سقف السيل». وكنتُ أظن أنه سيلكمني بقبضة يده على طريقة الملاكم «تايسون». لكن الرجل ابتسم وقال «عادي» . المهم تجيب نظارة للقراءة بدرجتين و نص .. ونظارة للمسافات البعيدة بدرجة ونصف الدرجة.
وأدخل وجهي في دائرة ضيّقة وصار يسألني: كيف شايفني هلاّ ؟
لا أُخفيكم أنني كنتُ سعيدا لأن الطبيب «طمأنني» ان الانحراف لديّ لا يزيد عن « درجة ونصف الدرجة» وكنت أظن أنني « منحرف « بشكل أكبر من ذلك.
وقررتُ «بروزة» تقرير الطبيب ووضعه في المكتب الى جانب شهادة « الثالث الاعدادي ب». وبودي ان أذهب الى طبيب آخر للتأكد انني لستُ مصابا بمرض آخر، حتى لا «أعدي» أحدا. وبذلك يمكنني السير في الحارة على طريقة مارسيل خليفة «منتصب القامة امشي» أو على طريقة الست أُم كلثوم «واثق الخطوة يمشي ملَكا».
يقال ان أحد أفراد عيلتنا القدامى كان يتمتع بقوة نظر خارقة لدرجة انه كان يُدخل الخيط في ثقب الإبرة من وراء ظهره». لا أدري إن كان ذلك صحيحا أم « خرطة « من «خرطات» جيل الختيارية «اللي انتهت اجيالهم» وبالتالي يسرحون ويمرحون في «استعراض بطولات وهمية».
حتى الآن، طبيب العيون الذي زرته أمس أكد لي أن نظرية «الإبرة والخيط» صحيحة. انا مصدق، المهم الناس تصدق. شو يعني عندي «انحراف درجة ونصف الدرجة» !!.
المهم ان « الانحراف « بالعيون .. فقط
وهذه شهادة « حُسن سلوك «
أليس كذلك... ؟