زيارة الوفد الأمريكي للأردن الذي ترأسه عضو مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي، ومنسق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، بريت ماكغورك، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيموثي ليدركينغ، تعكس الدور المحوري للأردن ومكانته التاريخية والاستراتجي في دوائر صنع القرار في ظل إدارة بايدن، وأهمية الزيارة تأتي في سياق تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة من منطلق دور المملكة المحوري بهذا الخصوص. وتأتي أهمية الزيارة للوفد الأمريكي في سياق التغيرات التي تشهدها منطقة الشرق على ضوء التغيرات السياسية الخارجية الامريكيه لمجمل قضايا الشرق الأوسط وفي مقدمتها محادثات فينا في ظل مؤشرات تقود لعودة الولايات المتحدة الامريكيه للاتفاق النووي مع إيران، والمسعى الأمريكي لوقف حرب اليمن والانسحاب من أفغانستان وهناك تغيرات تشهدها العلاقات الامريكيه الفلسطينية في ظل تراجع وانقطاع هذه العلاقات في ظل إدارة ترامب على اثر الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي وإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية بواشنطن ومعاقبة الفلسطينيين ومحاصرتهم اقتصاديا لتمرير صفقة القرن.
اللقاء الأمريكي الأردني فرصه مهمة لتقييم مستجدات الشرق الأوسط والمتغيرات والتحالفات، وبحسب بيان الديوان الملكي الأردني، بأن الملك عبد الله الثاني استقبل الاثنين وفدا أمريكيا رفيع المستوى وتناول اللقاء، حسب البيان، «علاقات الصداقة التاريخية المتينة والشراكة الاستراتيجية التي تربط الأردن والولايات المتحدة الأمريكية» وفي سياق المحادثات أعرب الملك عبد الله الثاني عن تقديره للرئيس الأمريكي، جو بايدن، ووزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، على «تأكيدهما على دعم الولايات المتحدة للأردن، وذلك خلال الاتصالين الهاتفيين اللذين أجرياهما مع جلالته مؤخرا». بدوره، أكد ميرفي «أهمية العلاقات التي تجمع الولايات المتحدة والأردن، مشيرا إلى حرصه، كرئيس اللجنة الفرعية للعلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ للشرق الأدنى وجنوب آسيا وآسيا الوسطى ومكافحة الإرهاب، على زيارة الأردن ومواصلة التنسيق الوثيق بين البلدين حول سبل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، من منطلق دور المملكة المحوري بهذا الخصوص». ونوه ميرفي إلى أن الوفد الذي يترأسه في هذه الزيارة فريد من نوعه كونه يشمل ممثلين عن السلطتين التشريعية والتنفيذية في الولايات المتحدة، ومسؤولين من المؤسسات المعنية بتمتين الشراكة بين البلدين.
وقد استحوذت القضية الفلسطينية محور اهتمام اللقاء الأردني الأمريكي فقد جدد الملك عبد الله الثاني على ضرورة إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين على مرجعية قرارات الشرعية الدولية والتي تقضي جميعها بانسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة بما يضمن قيام ألدوله الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة والقابلة للحياة، على خطوط الرابع من حزيران عام 67 مطالبا في الوقت ذاته ً الوقوف في وجه ممارسات الاحتلال ومنددا بالإجراءات الاسرائيليه العنصرية بحق المقدسيين، فاستمرار غياب أفق تحقيق السلام وفق المرجعيات المعتمدة، تدفع بالمنطقة الى تفجير الصراعات
اللقاء الأمريكي الأردني هو استعاده للدور الأردني المحوري في ظل إدارة بإيدن وتصويب للسياسات الخاطئة لإدارة ترامب، والتأكيد على دوره المحوري، إذ جرى بحث الأزمات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، ومساعي التوصل إلى حلول سياسية لها، إضافة إلى الآثار الناجمة عن جائحة كورونا على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، وأهمية تكثيف الجهود المشتركة لمجابهتها.، ومساعي التوصل إلى حلول سياسية لها، إضافة إلى الآثار الناجمة عن جائحة فيروس كورونا على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، وأهمية تكثيف الجهود المشتركة لمجابهتها.
أن الوفد الذي ضم قيادات أمريكية هو بمثابة تركيبة تشير إلى المهمة الخاصة للزيارة سواء فيما يتعلق بالملفات الثنائية الأردنية الأمريكية أو الاستماع إلى آراء جلالة الملك والتنسيق مع القيادة الأردنية حول الملفات المتحركة في الإقليم مثل ملف إيران الذي يتجه إلى مرحلة جديدة في ضوء المفاوضات غير المباشرة الجارية بين أمريكا وإيران حول الإتفاق النووي أو الملف اليمني في ظل المواقف السعودية الايجابية تجاه إيران والحوثيين. كما يأتي اللقاء لبحث الملف السوري، والتقارب بين سوريا ودول عربية كانت في خندق العداء مع النظام السوري، ان الزياره في غاياتها وأهدافها تهدف الى رسم مشهد التحرك الأمريكي القادم تجاه العديد من الملفات الإستراتيجية. ومن معطيات ونتائج الزياره هو للاستماع الى آراء ورؤى جلالة الملك بخبرته الواسعة ومصداقيته التي يتمتع بها في العالم إضافة إلى دور الأردن في المساهمة في المرحلة القادمة بما يخدم استقرار المنطقة. وعكسه السيناتور كريس ميرفي وقد علق عبر حسابه بتويتر، بعد اللقاء قائلا: «وفد كبير لإظهار أهمية هذه العلاقة القوية».