البعض من العرب والقوى العظمى والصهاينة ومعهم المتساقطين من الفلسطينيين الذين كانوا يراهنون على أن الانقسام بين الفصائل الفلسطينية سيمنع شعبنا من النهوض والانتفاض والثورة ضد الانقلاب الذي قادته دول عربية تجاه القضية الفلسطينية أرضاً وشعباً، وسمح للعدو الصهيوني وقطعان مستوطنيه، من تكثيف الاعتداءات على الانسان الفلسطيني ومقدساته وهويته وذاكرته... راهنوا لكن رهانهم كان خاسراً بامتياز.
اليوم وأبناء شعبنا في القدس وفي أرض الضفة وغزة يواجهون بصدورهم العارية أعتى قوة إجرامية لعصابات دولة منظمة ، لا ينظرون الى خلاف الفصائل وليس في حساباتهم من سيكون رئيساً للسلطة الوطنية وليس في حساباتهم من سيجلس على الكرسي هذا او ذاك ، فكل الكراسي المقيدة التحرك بأمر الاحتلال هي كراسي ساقطة تحت سطوة حجر يقذف على جندي صهيوني أو مستوطن، وكل الكراسي لا كرامة لها طالما انها لا تعمل من أجل الوحدة النضالية والسياسية وتخلو من شعار ومبدأ تحرير فلسطين كل فلسطين ............
قبل سنوات عديدة قيل لنا أن كل الانظمة العربية قد استسلمت ، وانه على الفلسطيني أن يشارك بالتسوية لإنقاذ الشعب الفلسطيني ، وانه لابد ان يحصل شعبنا على شيء افضل من لا شيء ، وحينها وقف احدهم على منبر جامعة بيروت العربية ليقول لنا ألقوا السلاح لأن الرسائل الدولية تقول فلسطين العورة موجودة أما فلسطين الجميلة غير موجودة فعلينا بالعورة لأن ذلك افضل من لاشيء ، لكننا نحن الذين رفضنا العرض لأننا كنا نؤمن أن شعبنا جيلاً بعد جيل لن يستسلم ، وانه مهما ضاقت السبل وأشتدت الرياح ، وتآمر أخوتنا العرب علينا وطبّع منهم من هرول ، وحارب منهم من حارب ، بل وحاول بعضهم إلغاء القضية والشعب ، والإعتراف بالكيان على حساب دم الشهداء والمهجرين والمبعدين والمحاصرين من أبناء شعبنا ، فإن المؤامرة لن تمر وأن شعبنا سيعطي المزيد من الشهداء كي لا تنجح المؤامرة ، وقد أثبتت الجماهير المقدسية الثائرة الآن ومعها جماهير شعبنا على امتداد الضفة وغزة ومن خلال المواجهة الدائرة اليوم مع قطعان المستوطنين وجيش الاحتلال، انها قادرة على تعرية وفضح العملاء والمتساقطين والمطبعين والمتأمرين على قضيتنا وعلى شعبنا وعلى مقدساتنا .
اليوم وشعبنا يواجه الاحتلال لابد من الاعتراف أن الصراع مع العدو الصهيوني ومن خلفه الادارة الامريكية والغرب الاستعماري يتصاعد، وأن المنطقة في حال لم يستجب العالم لمطالبنا تسير نحو الحرب وليس نحو السلام ، وما مطالبة الكيان للسلطة للتدخل لفرض التهدئة، والمناشدات للدول العربية من أجل كبح جماح الثوار الفلسطينيين الا علامات على اننا لابد ان نتواجه مع هذا الاحتلال في حرب ستكون لرصاصتنا وحجرنا الكلمة العليا ،ولن تنفع الاغراءات ولا إدعاء بعض أخوتنا العرب أنهم يخافون على دمنا من رصاص قطعان الصهاينة وجيشهم المدجج بالسلاح .
ان شعبنا الذي يثور الآن في ساحات الأقصى ومدينة القدس القديمة وكل شوارع الضفة وعلى حدود غزة ، ينتظر من كل الاحرار في العالم العربي وفي العالم اجمع ان نتوج نضالاته وثورته بالتضامن والتحرك في كل انحاء العالم العربي وكل ميادين العالم لنصرته .